عصبيتي أفسدت ما بيني وبين والدتي

 سيدتي. إن أكثر ما أرجوا وراء رسالتي هذه التفهم والاحتواء، فأنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، أنا الثالثة بيت إخوتي، أمي عانت لأجلنا كثيرا، وعانينا نحن أيضا بسبب الظروف المادية المزرية، الحمد لله اليوم تحسنت أوضاعنا كثيرا.

لكن ترسبات الماضي لا تزال عالقة في تصرفاتنا جميعا، خاصة أنا أصبحت عصبية جدا، وهذا أثر كثيرا عل علاقتي بوالدتي، هي الأخرى عصبية جدا، لا نتفاهم في العديد من الأشياء، فيحصل بيننا مشاكل وتبادل لألفاظ غير لائقة، وشتم لأبسط الأسباب، دوما أصواتنا مسموعة، لكن سرعان ما أشعر بالندم بعدها، لأنها بالرغم من ما يصدر مني تحبني كثيرا، وأراها تعمل ما بوسعها لتوفر لي ولأخوتي كل ما نحب.

إكرام من الوسط  

الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد: 

وعليكم السلام حبيبتي، أرحب بك من قلبي، وأتمنى من الله أن يهديك جادة الطريق، واضح من رسالتك أنك فتاة طيبة، وأنا الحياة كانت قاسية معكم، لكن أرجوك لا تتخذي من تلك الضغوطات مبرر لتجرحي قلب أم قلت أنها: “عانت لأجلنا كثيرا”، لهذا هي بحاجتك وبحاجة لحنانك وحبك تماما مثلما أنت بحاجة لعطفها، وحبها، والعمل في حالتك حبيبتي سهل وبسيط وأنت تعرفينه جيد، فمارسيه ولا تكوني عصبية، وذلك بالصبر والحلم والطباع الهادئة، حاولي في كل مرة تستفزك الضغوطات أن تتحكمي في نفسك، وأعلم أنك قادرة على ذلك، لأنك فتاة لديها ضمير ولديها إحساس بالغير.

عصبيتي أفسدت ما بيني وبين والدتي

ثم أنصحك بأن تفتحي قلبك لوالدك، حين تشعرين أنها هادئة هي الأخرى، تحدثي معها عن ندمك لما يصدر منك، واعتذري منها فهي أمك وتعلمين ونعلم جميعا أن الجنة تحت أقدامها، وأطلبي منها أن تصبر عليك وأن تساعدك لتتخلصي من عصبيتك هذه، وأنا متأكدة أنها ستمسك بيدك وتحتضنك بحب كبير، وتسامحك على الذي حصل بينكما، لكن عليك أن تعلمي أنك أنت المطالبة ببرها، وطلب العفو منها.