عشرات الجرحى منهم 5أعوان أمن في مواجهات بين الشرطة ومحتجّين بإليزي
عاشت مدينة إليزي خلال اليومين الأخيرين انزلاقا أمنيا خطيرا، خلّفته مشادات عنيفة بين شباب المدنية وقوات الأمن الوطني، استعملت فيها كل الأدوات اليدوية من عصي وأسلحة بيضاء ومتاريس وحجارة وغيرها، بعد نشوب خلاف بين شاب ينحدر من المنطقة وشرطي كان بالزي المدني استنجد ببعض زملائه لحمايته وتوقيف هذا الشاب، لتتّسع رقعة المواجهات بين عدد كبير من الشباب الثائر وقوات الأمن الوطني التي حاولت تهدئة الوضع في بعض شوارع المدينة، إلا أن العشرات من الشباب الغاضب دخل في مواجهات دامية مع الشرطة، وطالبوا بالقصاص من مفتعلي هذه الأزمة، لتندلع شرارة الأحداث، خاصة بعد التحاق مجموعات أخرى من شباب الأحياء المتبقية ليتم تعزيز قوات الأمن بعدد من قوات مكافحة الشغب للسيطرة على الوضع واستعمال القنابل المسيلة للدموع والتصرّف بحكمة ورزانة تفاديا لأي انزلاقات، وتطويق الشارع الرئيسي في الولاية، الذي يضم مقرّ عدّة إدارات رسمية كالولاية والأمن الوطني ودار المالية ومحكمة إليزي، وكذا غلق المؤسسات التربوية وتسريح التلاميذ، وتم تسجيل شلل تام في مختلف المصالح العامة. وكانت المدينة ساعة الأحداث تحتضن فعاليات الملتقى الوطني للزوايا والذي تؤمه العديد من الشخصيات الدينية والفاعلة في المجتمع المحلي وكذا ضيوف من خارج الوطن وإطارات من وزارة الشؤون الدينية، وهو ما دفع بوالي الولاية؛ علي ماضوي؛ إلى الاستنجاد بهم لوضع حل جذري لتفاقم الأوضاع في المنطقة، ليتم عقد لقاء موسّع ضمّ عدة شخصيات فاعلة في المنطقة، وكذا بعض أعيان المدينة وشيوخ بعض الزوايا وعلى رأسهم الشيخ مولاي التوهامي عضو المجلس الإسلامي الأعلى، وعدد من ممثلي هؤلاء الشباب للحوار وإنهاء الأزمة، ونبذ كل أشكال العنف في معالجة القضايا ومحاولة فتح نافذة للقانون لأخذ مجراه والتأكيد على مطالبة المسؤولين بمحاسبة المتسببين في الأزمة أمام جهاز العدالة، وهم 4 أعوان من مصالح الأمن في نظر المحتجّين، وذلك من أجل إخماد فتيل نار الأزمة، وهو ما أفضى إليه هذا الاجتماع الذي خلص إلى تغليب صوت الحكمة والحوار، وعلى إثرها غادر الشباب إلى منازلهم وهم في شدّة الاحتقان، وبقي الوضع مشدودا بالحذر. وقد علمت ”النهار”، أن أحد الأعيان قد أصيب بحجر في رأسه أثناء محاولته التدخل للتهدئة، وهو يرقد حاليا بمستشفى إليزي لتلقي العلاج، كما أسفرت الأحداث عن جرح 5 أعوان من الشرطة بجروح متفاوتة الخطورة، وكذا إصابة عشرات الشباب بجروح متفاوتة، حيث لم تتوفر إحصائية دقيقة لهؤلاء، بسبب امتناعهم عن العلاج بالمستشفى خشية تعرّضهم للتوقيف، فيما يرقد حاليا بالمستشفى الشاب الذي تم طعنه بسكين.