عبد الرءوف: الطفل الذي وجد نفسه رب لعائلة رغما عنه
لم يعش طفولته التي سرقها اليتم، بعد وفاة الأب “محمد” الذي اختطفه الموت منذ 6 سنوات، “عبد الرءوف” طفل في عمر الزهور “16” سنة وجد نفسه أبا و مسئولا عن عائلة متكونة من ثلاثة إخوة و أم، بعد رحيل الأب
الذي ترك ورائه عائلة بدون معيل سوى أم لا حول لها و لا قوة و أربعة أولاد أكبرهم لا يتجاوزا سنه العاشرة و أصغرهم لا تزال في بطن آمها أمام هذه الأوضاع وجد عبد الرءوف نفسه رب لعائلة رغما عنه.
بعد وفات الوالد حل عبد الرءوف مكانه فلم يرضى بان تخرج أمه للعمل بل تحمل لوحده المسؤولية فخرج إلى الشارع الذي احتضنه ليكون بمثابة بيته الثاني لأنه يقضي طول النهار و هو يبيع الشاي و الفول السوداني على طاولة نصبها بإحدى الأرصفة في باب الوادي، حيث تسترزق منها عائلته، جميع سكان حي باب الوادي يعرفون الطفل المكافح الذي لم يترك أمه تمد يدها لأحد و يعطفون عليه خاصة من كبار السن.
غادر عبد الرؤوف مقاعد الدراسة مبكرا ليتفرغ لضمان لقمة عيش أفراد العائلة التي تدين له بالكثير حيث ألح عبد الرؤوف على كل إخوته للدراسة فالأخت التي تلي عبد الرءوف تدرس الآن أولى ثانوي أما أخوه فهو الآن في السنة السابعة و الأخت الصغرى سنها لا يجاوز خمس سنوات.
بعدما أصيبت أم الطفل بمرض القلب و الضغط الدموي قرر عبد الرؤوف صاحب الجسد الهزيل أن يجتهد لتوفير العلاج اللازم للام التي يرى فيها كل الأمل في الحياة فقرر الطفل دخول عالم التكوين المهني بعدما رأى أن الطاولة التي يسترزق منها هو و عائلته لا تضمن مستقلهم سواء الدراسي أو الصحي .
التحق رءوف بمركز التكوين المهني لتعلم حرفة النجارة التي رأى فيها إنها أفضل بكثير عما هو عليه ففي الصباح يذهب للمركز للتعلم و عند المساء ينصب طاولته و يبقى هناك إلى ساعات متأخرة من الليل دون و أمله الوحيد في هذه الحياة هو أن ينجح في المسؤولية التي كلفه بها القدر .