عائلة بوغانم تحت رحمة الإعاقة، الكفاف والربو…أطفال يستنجدون بالسلطات لتوفير مأوى ينسيهم المعاناة
تعيش عائلة بوغانم أحمد، الساكنة في شارع عبور فندق الفيشي سابقا بالقصبة، حالة مزرية ، حيث بمجرد دخولك المنزل تستقبلك الحيوانات المختلفة كالفئران والصراصير التي تملأ المصعد الذي يكاد ينكسر وتشعرك هذه الأخيرة بالاشمئزاز. والأدهي من ذلك، أن هذا الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ إذ تشاهد عند دخولك الغرفة التي لا يزيد طولها عن الـ 10 أمتار أطفالا في بداية حياتهم عراة بدون ملابس لم نستطع إلقاء التحية عليهم لإحساسنا بالوضع الكارثي الذي يعيشه هؤلاء ودهشتنا التي لم تفارق جلستنا مع أب الأطفال الخمسة العاطل عن العمل من أجل مساعدة زوجته المريضة بمرض السل على رعاية أبنائه العاجزين عن أداء أبسط الوظائف اليومية حيث أصيب أكبرهم المدعو سيد علي بالعمى بعد إجرائه لعملية أجبر من خلالها على نزع عينه وفقدت الأخرى الإبصار كما أصيب علي بإعاقة بنسبة 100 بالمائة بسبب إصابته بسرطان في المخ منذ صغره وهو مختل عقليا لدرجة عدم تفريقه للأشياء حيث يأكل فضلاته التي يطرحها في أي مكان باعتباره لا يحتمل وضع الحفاظات. كما تعاني فضيلة من مرض السل الذي أفقدها حاسة الرؤية هي الأخرى، حيث أدت الأحوال المعيشية بإصابة الأطفال الأربعة بتعقيدات صحية بسبب الرطوبة التي أدت إلى اخضرار لون الجدران بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التي تملأ المنزل بسبب انعدام التهوية.
فبدخولك غرفة بوغانم التي يكاد سقف مطبخها يهوي في أي لحظة بالإضافة إلى الجدران المتشققة لقدم المنزل وكذا عدم ترميمه والذي أدرجته فرق التقنية بعد المعاينة تعيينه ضمن السكنات المهددة بالانهيار. وقد طالب الوالد من البلدية عبر عدة مراسلات توفير مسكن للعائلة التي يعد معظم أفرادها من المكفوفين، إلا أنه لم يتحصل على مراده. كما أضاف هذا الأخير أنه رغم الطلبات العديدة التي خص بها كل السلطات المعنية من رئيس البلدية وكذا الوالي المنتدب وكذا اتحادية المكفوفين والتي احتوت على طلبات سكن لإيواء البراءة المريضة، إلا أن كل ما تحصلوا عليه كان حبرا على ورق.
وفي هذا السياق صرح رئيس بلدية القصبة أن هذا الأخير ليس له الحق في السكن باعتباره ليس من السكان الأصليين للقصبة.
لهذا يناشد الأب بوغانم وعن طريق جريدة “النهار” كل الجهات حكومة وشعبا بمد يد المساعدة لإنقاذ أبنائه من الغرفة التي تتقزز الحيوانات من المكوث بها دقيقة من الزمن.