طرابلس مستعدة للتفاوض لكن ليس حول تنحي القذافي
ابدت الحكومة الليبية استعدادها للتفاوض حول اصلاحات لكنها رفضت اي حديث عن رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي معتبرة انه يشكل “صمام امان” لوحدة الشعب بعدما حكم البلاد لاربعة عقود، فيما سحبت واشنطن مقاتلاتها المشاركة في حملة الضربات الجوية في ليبيا
ابدت الحكومة الليبية استعدادها للتفاوض حول اصلاحات لكنها رفضت اي حديث عن رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي معتبرة انه يشكل “صمام امان” لوحدة الشعب بعدما حكم البلاد لاربعة عقود، فيما سحبت واشنطن مقاتلاتها المشاركة في حملة الضربات الجوية في ليبيا.
وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم للصحافيين مساء الاثنين ان النظام الليبي مستعد للتفاوض حول اي شكل من اشكال الاصلاح السياسي، كالانتخابات او الاستفتاء، ولكن ليس حول رحيل العقيد معمر القذافي.
وقال موسى ابراهيم للصحافيين “أما شكل الحكم في ليبيا فمسألة اخرى. اي نظام يطبق في البلاد؟ هذا قابل للتفاوض. يمكننا ان نتحدث فيه. يمكن ان نحصل على كل شيء، انتخابات، استفتاء، الخ”.
ولكنه اضاف ان “القائد (معمر القذافي) هو صمام الامان للبلاد ولوحدة الشعب والقبائل. نعتبر انه غاية في الاهمية لاي انتقال نحو نموذج ديموقراطي وشفاف”.
وكان موسى يرد على اسئلة حول مضمون المفاوضات التي يجريها النظام مع الغرب.
واوضح ان بلاده مستعدة لاجراء مفاوضات مع القوى الغربية ولكنه رفض ان “تقرر هذه القوى ما يجب على الشعب الليبي ان يفعله”.
واضاف “لماذ لا يقول (الغرب) لنا: نريد ان يقرر الشعب ما اذا كان يجب ان يبقى القائد او ان يرحل؟”.
وجاءت تعليقات المتحدث الليبي بعدما اجرى موفد القذافي، نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، محادثات في تركيا ومالطا بحثا عن مخرج للازمة وسط معلومات صحافية اميركية ان اثنين من ابناء القذافي، هما سيف الاسلام والساعدي، اقترحا الانتقال الى ديموقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي احدهما المرحلة الانتقالية.
لكن روما اعتبرت الاثنين ان المقترحات للخروج من الازمة التي قدمها نظام القذافي “لا تتمتع بالمصداقية”.
من جهة اخرى، اعرب المتحدث الليبي عن اسفه لاعتراف ايطاليا الاثنين بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثورة الليبية، بوصفه “محاورا شرعيا وحيدا”.
وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اعلن الاثنين اثر استقباله في روما مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي ان “ايطاليا قررت الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد”.
ولاحقا اعتبر فراتيني في مقابلة ان على معمر القذافي وعائلته التخلي عن السلطة في ليبيا كما يتوجب على الاسرة الدولية ان تبقى موحدة ضد المحاولات الدبلوماسية التي يقوم بها نظام القذافي للخروج من الازمة.
وكان العبيدي، الموفد الخاص لنظام معمر القذافي، التقى مساء الاثنين رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي بعد زيارتين قام بهما لليونان وتركيا بحثا عن مخرج للازمة الليبية.
ولم يرشح اي شيء عن محادثاته في لافاليتا كما ان المسؤولين المالطيين الذين اعلنوا عن اللقاء لم يكن بامكانهم معرفة الوجهة المقبلة للموفد الليبي.
واجرى العبيدي محادثات مساء الاحد في اثينا مع رئيس الوزراء جورج باباندريو والاثنين في انقرة مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.
وفي تحد جديد، ظهر الزعيم الليبي مساء الاثنين امام مقره في باب العزيزية بطرابلس، بحسب ما ذكر التلفزيون الليبي.
وبحسب التلفزيون، فان معمر القذافي حيا انصاره الذين كانوا متجمعين في باب العزيزية.
وهو اول ظهور علني للعقيد القذافي منذ 22 آذار/مارس الماضي.
كذلك ظهر نجله سيف الاسلام الذي لم يظهر على الساحة منذ بدء غارات الائتلاف الدولي على ليبيا، في 19 آذار/مارس بشكل سري في فندق ينزل فيه الصحافيون في طرابلس حيث اجرى مقابلة مع تلفزيون “بي بي سي” قبل ان يغادر المكان بشكل سري.
ميدانيا، دارت معارك جديدة الاثنين بالقرب من مرفأ البريقة النفطي على بعد 800 كلم شرق طرابلس، بين الثوار والقوات الموالية للقذافي، في حين شوهدت عائلات باكملها تنزح هربا من القصف، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وتمكن الثوار من التقدم حتى الجهة الشرقية من المدينة، لكن قوات القذافي ارغمتهم على التراجع بنيران المدفعية.
كما سحب الجيش الاميركي الاثنين المقاتلات التي تشارك في الحملة الدولية في ليبيا، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع بعد ان كانت واشنطن قد وافقت نهاية الاسبوع على تمديد ضرباتها لمدة 48 ساعة.
وفي البدء، قررت الولايات المتحدة سحب مقاتلاتها وصواريخ من طراز توماهوك من مسرح العمليات اعتبارا من نهاية الاسبوع بعد ان تولى الحلف الاطلسي مهمة العمليات اعتبارا من الخميس. ولكن وافقت واشنطن الاحد على طلب الحلف الاطلسي بشن ضربات في ليبيا حتى الاثنين بسبب “سوء الاحوال الجوية مؤخرا”.
واعلن الكابتن دارين جيمس، المتحدث باسم البنتاغون انه اعتبارا من الساعة 22,00 تغ من مساء الاثنين لم تعد اية مقاتلة اميركية تقوم باية طلعة ولكنه اشار مع ذلك الى ان المقاتلات سبتقى مستعدة للتدخل “في حال طلب الحلف الاطلسي ذلك”.
واضاف ان المقاتلات الاميركية قامت بين الساعة 22,00 تغ الاحد والساعة 10,00 تغ الاثنين بغارتين على الاقل ولكن لم يطلق اي صاروخ توماهوك.
ولن يقدم الجيش الاميركي من الان وصاعدا سوى طائرات تموين في الجو والقيام بمهمات تشويش ومراقبة.
من جانب اخر، اعلنت واشنطن رفع العقوبات عن وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الذي انشق الاسبوع الماضي عن نظام القذافي.
وقالت وزارة الخزانة على موقعها الالكتروني ان كوسا “قطع الصلات التي كانت تربطه بنظام (العقيد) القذافي واليوم ترفع العقوبات المفروضة عليه”.