“طارق بن زياد” غادرت ميناء مرسيليا بعد التأكد من كذب الإنذار
غادرت ليلة أول أمس سفينة “طارق بن زياد” التابعة للمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين ميناء مرسيليا، بعد التأكد عند عودتها الأستعجالية إلى ميناء مرسيليا من أن الإنذار كاذب
وأن مستودع السفينة خال من أية قنبلة أو متفجرات قد تهدد سلامة الركاب،وذلك بناء على طلب من القنصلية العامة الجزائرية بليون الفرنسية تحسبا لأية مخاطر أمنية.
وقال ناطق باسم ميناء مرسيليا أن فريقا من المتخصصين في المتفجرات ورجال الإطفاء، كانوا في انتظار الباخرة التي وصلت في حدود السادسة والنصف مساء إلى الميناء تحسبا لأي حريق أوانفجار محتملين، وحسب مانقلته بعض المصادر فقد تم الشروع في اعادة الركاب الـ 1400 إلى السفينة بعد ان تم إجلاؤهم منها لتمكين المصالح المختصة من تفتيش 470 سيارة كانت على متنها والتأكد من عدم وجود أية قنبلة ، وقد تلقت القنصلية العامة لمدينة ليون مكالمة هاتفية مجهولة تنذر بوجود قنبلة إنذار على متن السفينة طارق ابن زياد ليتم إصدار أمر بالعودة إلى مرسيليا، دون الإشارة إلى المسافة التي كانت قد قطعتها في البحر.
وفي هذا الصدد أكد القنصل العام لمدينة ليون، أن مركز الهاتف التابع للقنصلية تلقى مكالمة مجهولة من غرفة هاتف، وأن صاحب المكالمة المجهولة وصف لون السيارة المشبوهة وأعطى اسم صاحبها، وقال القنصل العام “أن هذه المعلومة بدت لنا مشبوهة إلا أننا فضلنا إعطاء الإنذار للحفاظ على أمن رعايانا”، مضيفا “لقد راودنا الشك منذ البداية في صحة هذا الإنذار لكننا فضلنا عدم المغامرة وطلبنا من قبطان الباخرة أن يعود أدراجه ويلتحق بميناء مرسيليا” .
وكانت مصادر مقربة من أجهزة الأمن الفرنسية قد كشفت ليلة أول أمس، أنها تلقت معلومات عبر مكالمة هاتفية من مجهولين بوجود قنبلة في إحدى السيارات التي شحنت في الباخرة الجزائرية بعد تقديم معلومات عن لوحة الترقيم، وبعد عملية فحص تم تحديد السيارة دون معرفة ما إذا كان بها متفجرات مما دفع أجهزة الأمن الفرنسية إلى طلب عودتها مجددا إلى الميناء لفحصها، الأمر الذي دفع بالمسافرين إلى قضاء الليل مجددا في الميناء في ظروف صعبة للغاية، بعدما كانوا في حالة متقدمة من الفزع والرعب بسبب مخاوفهم من أن يتم تفجير القنبلة في وسط البحر.
وتجدر الإشارة إلى أن مطار أورلي الدولي بباريس، شهد أول أمس حالات مماثلة من التفتيش والضغط النفسي، شمل المسافرين على متن الخطوط الجوية الجزائرية بهدف وضعهم تحت ضغط يشبه إلى حد بعيد العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر منتصف التسعينات، وكانت “النهار” قد أشارت في عددها أمس نقلا عن مصادر متابعة للشأن الأمني، إلى أن المكالمة الهاتفية التي بلغت لأجهزة الشرطة بفرنسا قد تكون صادرة على الأرجح من بعض الأوساط التي تحاول تهويل الأحداث الأخيرة في الجزائر، بغرض إرباك الأجانب الذين يرغبون في زيارة الجزائر للسياحة أو الاستثمار، وخلق نوع من الهيستريا في أوساط المهاجرين الجزائريين الذين يريدون قضاء عيد الأضحى المبارك مع عائلاتهم في الجزائر.