صراع بين مشاعر الحب والعدوان وأولياء يفقدون الصبر
صراع بين مشاعر الحب والعدوان وأولياء يفقدون الصبر
تعتبر الطفولة اللبنة الأولى والقوية. التي تبنى عليها بقية المراحل من حياة كل فرد بشكل سليم وصحي. لينتج لدينا شخصيات متوازنة ومثالية بالمستقبل تستطيع مواجهة المشكلات والعيش باستقرار، والأطفال في بداية عمرهم يعانون من مشاعر مختلفة ومركبة، يسهى عنها الوالدان لانشغالهم بالحياة وتدبر العيش وغيرها من الأمور،
صراع بين مشاعر الحب والعدوان وأولياء يفقدون الصبر
فيغفلون عن الحجر الأساس والمكون الرئيسي لشخصية الطفل بمختلف الجوانب: النفسية، العاطفية، الجسدية، الانفعالية والاجتماعية والتي تبدأ من الأسرة لتتسع إلى المحيط الخارجي، ومنم بين الانفعالات والمشاعر المتداخلة لدى الأطفال والتي يجب أن نراعيها باهتمام، وأن نتعامل معها تعامل صحيح هي الغيرة بين الأطفال، التي تعتبر مزيج من الانفعالات التي تكون غير مفهومة لدى الطفل، يعاني فيها من صراع بين حب الذات وعدوانية التصرف لنيل حقوقه التي يراها بديهية.
لهذا اخترنا إثارة لهذا الموضوع في عدد اليوم من صفحة قلوب حائرة، بعد أن وصلنا انشغالات كثيرة من أمهات يعاني من غيرة الأطفال فيها بينهم، نعرضها فيما يلي بعضا منهم:
السيدة لُبنى من الوسط:
“ابني صار عنيفا بسبب مقارنة مستواه الدراسي بأبناء عمه”
تحية طيبة وبعد، أنا سيدة متزوجة أعيش وسط العائلة الكبيرة، فيها العديد من الأبناء والبنات ما شاء الله، وبالتالي فيها الكثير من الأحفاد، فبقد أو عن غير قصد يلجأ بعض أفرادها إلى المقارنة بين أطفال العائلة من خلال المدح لتصرفات الآخر أمام الطفل أو ذكر مآثره كالتفوق العلمي أو النظام أو النشاط وغيرها من الأمور، فيقوم أحدهم بتكبير تلك المميزات في أطفالهم وتجاهل الأطفال الآخرين،
صراع بين مشاعر الحب والعدوان
معتقدين أنهم بتلك الطريقة يحفزون أولادهم غير آبهين لتفاوت القدرات لدى الأطفال، ما خلق بين أبناء العمومة كراهية وحقد، ومعاملات تطبعها العنف من بعض الأطفال اتجاه بعضهم، وأنا وهذا ما لاحظته في ابني الذي يفضل اللعب بمفرده على أن يختلط بأبناء عمه لأن جدّتهم دوما تراهم أحسن من الباقين لأنهم متفوقين في الدراسة في حين ابني مستواه متوسط، وإن وجد نفسه يلعب معهم دوما يضرب وحدا منهم، ولا أنكر أنني خائفة من علاقته بإخوته..
السيدة مايا من العاصمة:
“المولودة جديدة أثارت الغير في ابني البكر”
أما السيدة مايا من جهتها، أعربت عن قلق مريب تعيشه في الآونة الأخيرة، فبعد خمس سنوات أنجبت بنتها الثانية، لكنها وجدت غيرة غير طبيعية من ابنها البكر، الذي شعر بأنه فقد جميع المميزات التي كان يمتلكها، وكل الاهتمام الذي كان يعيشه، وكأن البساط سحب من تحت قدميه وذهب للمولودة الجديدة، وصار يظهر سلوك عدواني لأخته، وكأنه يراها قد جاءت لتسرق منه حياته ومكانته بيننا، ليس هذا فحسب بل بدأ يتظاهر بالمرض للفت انتباهنا، وأحيانا أخرى ينطوي وأرى الحزن على وجهه، حتى المدرسة لم يعد بحب الذهاب إليها، حقا أنا أعاني خاصة أنني أعيش بعيد عن أهلي وأهل زوجي، حاولت معه الكثير من الطرق لكن لم يتقبل وجودها، أتمنى أن يتغير موقفه وأن لا تكبر الغيرة لتأخذ منعرج آخر بينه وبين أخته.
السيدة أم هاني من الشرق:
“أفرطوا في دلاله ولما كبر كبرت معه معاناتي”
ربما تجربة السيدة أم هاني تعتبر رسالة يمكن تقديمها لباقي الأمهات، فقد أرادت أن تقاسمنا خبرتها لتكون عبرة لباقي الأمهات، ليحسن التصرف لكبح الغيرة لدى أطفالهن والسيطرة عليها قبل أن يتفاقم الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، فابنها الذي بلغ من العمر اليوم 15 سنة فقدت السيطرة عليه، وصار يفرض رأيه في كل ما يريده،
صراع بين مشاعر الحب والعدوان
ابنها هذا هو البكر، الذي كان محور الكون، كيف لا وهو الحفيد الأول في العائلة، فحظي بحب الجميع، ودلالهم، لكن ما إن بدأ أحفاد آخرون يولدون بدؤوا يتقاسمون حبه مع الجد والجدة والعم والعمة، لكن ابنها رفض أن يكون أحد محبوبا مثله، ولا يريد لأحد أن يكون أفضل منه والمشكلة أن كان الكل يستجيب له، ومع الوقت صار وجود طفل أقوى منه أو زميل متفوق أو مولد جديد يشعره بالغضب ويدفعه للتخريب، فتطورت مشاعر الغيرة عنده وصار يتميز بالأنانية وحب التملك ولا يترك مساحة للآخرين حتى إخوته، ومن جنت التعب والإرهاق هي والدته.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.