صديق ابني مغرم بي.. سأواصل معه المشوار!
تحية طيّبة سيّدة نور، وبالمثل لكل الساهرين على إنجاز هذا الفضاء المتميّز. يسعدني كثيرا ويشرفني أن أكتب إليك، حتى أفضي بما في داخلي، فالحديث إلى النساء سيدخلني دائرة القيل والقال، ولن أسلم إن فعلت ذلك، فاعتبريها فضفضة ولا بأس إن حظيت منك بنصيحة، لأن كلماتك الطيّبة بلسم وشفاء.
أنا أستاذة في التعليم بالطور الثانوي، عكفت منذ بداية الموسم على مساعدة صديق ابني الذي يرافقه إلى البيت لأقدّم له دروس دعم، ذلك لأنه شاب مهذّب ومسالم، وتربطه علاقة بابني منذ الطفولة، وهو الآن في سن الثامنة عشرة، على أهبة اجتياز امتحان «البكالوريا».
أنا أعامله بمنتهى الإحسان والرقة، لأن والدته بعد الانفصال هاجرت، فأحنّ عليه وأقدّم له دائما الدّعم المعنوي، لكن هذا الشاب، أخذ معاملتي له على محمل آخر، ومن دون التطرق إلى التفاصيل، أدركت أنه يحبني بل مغرم بي، وفي الحقيقة هذا الأمر لا يمثّل لي هاجسا، لأنني على يقين كيف أتصرف مع مراهق في مثل سنه، ولا أريد أن أتخلى عنه بعدم استقباله مع ابني، لأن ذلك سيعقّد حالته، ويشهد الله أنني تبنيت الأمر من باب إنساني، فأنا أشفق عليه، وسأواصل مهمة دعمي له حتى يحصّل الشهادة إن شاء الله، فهل أخطأت سيدتي نور؟
الرد:
لا أبدا، فما أثلج صدري وأنا أقرأ رسالتك، فأنت متفهمة لتصرفات هذا المراهق، ومتفهمة جيدا لظروفه، وهذه الميزة جعلته يتعلق بك في غياب والدته، لأنك تعاملينه بمنتهى الحنان مثل ابنك تماما، ولأنك امرأة واعية متعلمة ورصينة، فأرجو منك مساعدته، فمشاعره المندفعة لن تظل كذلك، ولا محالة سيصرف عنك التفكير لمجرد أن تلاقيه أيّ فتاة في مثل سنه، تبهره بجمالها أو كلامها، فالمراهق لا يثبت على حال، وهذه الفترة العمرية أهم ما يميّزها أنها متقلبة المشاعر.
سيّدتي الكريمة، نضجك وحسن تفكيرك جعلني مطمئنة حيال معاملتك لصديق ابنك، وبخبرتك في الحياة، ستعرفين كيف توجهين العلاقة بينكما إلى مسارها الصحيح، علاقة ابن بأمه أو امرأة في مقام والدته، كل ذلك بيدك وأنت صاحبة الفكر والعلم، فأعانك الله وسدّد خطاك إلى ما فيه الخير والصلاح ودمت وفية لنا.
ردّت نور