شكيب خليل يرد استمرار ارتفاع أسعار البترول الى عوامل جيوسياسية ومناخية
خطت أسعار البترول الخام ولأول مرة عتبة مائة دولار للبرميل نهاية الأسبوع الماضي، و هذا بعد إعلان الحكومة الأمريكية عن توقع انخفاض أكثر في احتياطاتها بمقدار 4 ملايين برميل في غضون الأسبوع الماضي،
حيث عرف سعر البترول الخام الخفيف ارتفاعا غير مسبوق ليصل الى 100،05 دولار للبرميل خلال التعاملات في بورصة نيويورك التجارية. و أرجع وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، ورئيس منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبيب” الارتفاع الأول من نوعه لأسعار البترول إلى جملة من الأسباب الجيو سياسية ، أهمها كثرة الطلب على هذا المنتوج تزامنا و اجتياح موجة البرد في الولايات المتحدة و نفاذ المخزون الأمريكي من المحروقات والأزمة المالية الناجمة عن قضية الرهن العقاري ، الى جانب التدهور المستمر لسعر الدولار أمام الأورو ، و هي أسباب وظروف حساسة انتهزها المضاربون للرفع من الطلب على البترول قصد تحقيق أرباح أكبر ومن ثمة ارتفاع سعره، بالإضافة الى عوامل أخرى حصرها خليل في التطورات الأخيرة التي تعرفها دولة باكستان، و التي تصاعدت حدتها بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنزير بوتو، وتصاعد أعمال العنف في نيجيريا التي تعتبر أكبر الدول المصدرة للبترول على المستوى الإفريقي و الثانية على المستوى العالمي، وبلوغها حد سقوط 12 ضحية منذ الفاتح جانفي 2008 بسبب العنف الجاري في منطقة “بور هاركور” التي تعتبر مركزا أساسيا لإنتاج البترول، الأمر الذي أدى بالحكومة النيجيرية الى تقليص حجم تصدير البترول والرفع من أسعاره حفاظا على استقرار المداخيل التي تحققها من تصدير الذهب الأسود .
هذا، و أشارت وكالة الأنباء الفرنسية أن ارتفاع أسعار المنتوج السالف ذكره، لم يمس فقط الولايات المتحدة، و إنما عرف ارتفاعا أيضا في بورصة لندن أين وصل سعر البرميل الخام الى 98،50 دولار، و أضافت أن إعلان الحكومة الأمريكية عن انخفاض احتياطاتها من البترول يعتبر السابع من نوعه خلال الأسبوع الماضي، نظرا لكثرة الطلب على زيت التدفئة مقابل العرض، جراء اجتياح موجة البرد الشديد في أمريكا في الآونة الأخيرة.
وكانت أوبك قررت في اجتماع عقدته في ديسمبر2007 ترك إنتاج النفط دون تغيير، معتبرة أن هناك نفطا كافيا بالفعل في الأسواق. حيث يعتقد أغلب أعضاء المنظمة أنه ليس بوسعهم فعل شيء للتأثير على السوق النفطية التي لا تسير وفق المنطق.
وتأتي العوامل الجيوسياسية المؤثرة على سلامة استمرار الإمدادات كعامل آخر يفسر الزيادات الراهنة و تلك التي حدثت في مرات عديدة بسبب التوترات الجيوسياسية خاصة و الوضع المصاحب لتطورات الملف النووي الإيراني لا يبعث على الارتياح لدى أسواق النفط، إذ يشعر مستهلكو النفط بالقلق بشأن احتمال تعطل الإمدادات من إيران، رابع أكبر مصدر له في العالم، بسبب الصراع مع الدول الغربية حول ملفها النووي، نظرا لإبقاء الولايات المتحدة على الخيار العسكري من ضمن الخيارات المطروحة في معالجة الملف النووي الإيراني، مما يزيد الضغوط على السوق النفطية و يزيد من المخاوف على مصادر النفط من الخليج.