شعور الغيرة من زوجة أخي دفعني لأذيتها
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، مشكلتي باختصار سيدتي هي غيرتي من زوجة أخي.
فما إن حلت عروس في بيتنا تمكنت من كسب القلوب وصار الكل يحبها. حتى والدي التي كنت أنا مدللته بالدرجة الأولى صار يعاملها تماما مثلما يفعل معي.
حاولت بطرق شتى اختلاق المشاكل لها، لكن دون جدوى، فلا تزال تكسب ودهم. وكل يوم تتوطد العلاقة بينهم أكثر، والغريب فوق كل هذا أنها لم تتغير ودوما لطيفة معي.
لكن صدقيني سيدتي هذا يشعرني بالذنب، ولا أريد أن أتورط مع نفسي واظلمها بسبب غيرتي. فكيف اكبح هذا الشعور وأغير من طريقتي..؟.
عفاف من الشرق
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله، صدقيني قرأت رسالتك وقد أعجبني اعترافك. فهذا وإن دل عن شيء يدل على شخصيتك السوية وضميرك الحي.
فقط في لحظة ضعف فعلت الغيرة فعلتها فيك وسوّلت لك نفسك أن تؤذي زوجة أخيك التي حظيت بحب من حولها برفقها وحسن معاملتها.
عفاف، من الواضح جدا أنك الصغرى في المنزل، وأنت اليوم تشعرين أنك مكانتك مهددة بسبب طيبة الكنة الجديدة. وهذا ليس صحيحا، فأنت ستبقين قرة عينهم، وحبيبة قلوبهم.
وبدلا من أن تقارني نفسك بها حاولي أن تكسبي أنت أيضا ودها، وأن تبني علاقة وطيدة معها لربما استفدت منها في العديد من أمور الحياة. لهذا أنصحك بأن تكبحي هذه الغيرة الزائدة التي تملكتك والتي أعطتك الجرأة لأن تؤذي غيرك.
لأنه قد ينفضح أمرك وبدلا من أن تبقين البنت المدللة ستفقدين معزتك بين أفراد أسرتك.-وهذا ما لا أتمناه لك- وفي هذا أيضا أعطتك هي درسا وأنت لم تنتبهي له.
فبالرغم من أنها مدركة أنك تقصدين أذيتها إلا أنها دفعت بالتي أحسن وجعلتك تشعرين بتأنيب الضمير بمفرك. فلا تضعي نفسك في مواقف ستندمين عليها.
لهذا قرري وفورا أن تتوقفي عن هذه التصرفات، ولا تسمحي للغيرة بأن تتفاقم بداخلك حتى لا تفسدي ما بين وبين الله وما بينك وبين أفراد أسرتك بما فيهم زوجة أخيك.
ثم ألا تحبين أن يسود الوئام والود والأجواء اللطيفة في بيتكم؟ هل تحبين أن يتخبط والديك في المشاكل وهو في هذا العمر؟ أكيد لا تحبين ذلك. واعلمي أنك فتاة طبيعية جدا بل طيبة للغاية لأن لديك ضمير حي.
ثم اعلمي أنك في يوم من الأيام ستزفين عروسا لبيت لا تعرفي عن أهله شيء. وتتمنى لو أنك تلقين نفس المعاملة التي لقيتها زوجة أخيك عندكم. فازرعي الخير لتحصدي ثماره لاحقا، بالتوفيق واسأل الله أن يحفظك.