شركة تركية تُغرق أراض فلاحية في السبخة بوهران

تسببت الشركة التركية ”توسيالي إيرون ستيل أندستري” المختصة في استرجاع النفايات الحديدية وتحويلها إلى حديد بناء ومسطحات حديدية، في خسائر معتبرة لمجموعة من الفلاحين بمنطقة القوريرات ببلدية بطيوة في وهران، بعدما غمرت المياه المالحة الزاحفة من السبخة أكثر من 100 هكتار من الأراضي الفلاحية، وذلك منذ بداية أشغال حفر أساس هذا المصنع في شهر أوت من سنة 2011 على بعد 150 متر من الزاوية الشمالية الغربية للمستثمرات الفلاحية المتضررة، مما أدى إلى إتلاف أكثر من 247 شجرة بمستثمرة واحدة فقط تابعة لأحد الخواص، بغض النظر عن جملة الخسائر التي تكبّدها الفلاحون نتيجة إنجاز هذا المصنع الذي لم يدخل بعد مرحلة الإنتاج، حيث غمرته المياه الجوفية، الأمر الذي أدى بمسؤوليه إلى استحداث قناة لضخ المياه إلى الأراضي الفلاحية المجاورة المحيطة به، من دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج المترتبة عن ذلك، والتي تسببت في إتلاف أكثر من 100 هكتار تابعة لمجموعة من الفلاحين بالقرب من المصنع. يذكر أن شركة توسيالي استفادت من حق الامتياز على الأرض لبناء المصنع من طرف الوكالة الولائية للتسيير العقاري في وهران، على الرغم من أن المصالح الفلاحية رفضت مشروع إنجازه بهذه المنطقة كونها فلاحية ورطبة، وهو المشكل الذي تسببت فيه الوكالة العقارية التي ألزمتها الشركة التركية بضخ المياه المتدفقة من السبخة نحو البحر، بعد رفضها تحمّل مصاريف ذلك المقدرة بمبلغ 300 مليار، على اعتبار أن الشركة تسلمت خبرات تقنية لم تشر إلى هذه المعضلة التي واجهتها، ليبقى مجموعة من الفلاحين يعانون  نتائج خطإ ارتكبته الإدارة السابقة للوكالة العقارية لولاية وهران، حيث رفضت مصالح ولاية وهران التكفل بحله على الرغم من عديد المراسلات والشكاوى التي تلقتها من الفلاحين المتضررين، الذين وافق البعض منهم على التعويض الذي عرضته عليهم الشركة التركية، فيما رفض آخرون التعويض المقترح والذي لا يساوي جزءا مما تكبدوه من خسائر في مستثمراتهم الفلاحية التي بقيت مهددة بالضياع ووقف إنتاجها الفلاحي، في ظل استمرار تدفق المياه المالحة، خصوصا بعد التوقيع على عقد شراكة آخر مع نفس الشركة لإنجاز مركب آخر في نفس المنطقة.