سيول وواشنطن تستعرضان قوتهما وبيونغ يانغ تهدد
بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الاحد عرض قوة بحرية وجوية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية وسط توتر شديد يسود المنطقة، فيما توعدت بيونغ يانغ ب”رد بلا رحمة” على اي انتهاك لما تعتبره مجالها البحري وبدات المناورات العسكرية التي تستمر اربعة ايام في البحر الاصفر وستكون اضخم من المناورات السابقة الاحد في الساعة 8,00 (23,00 السبت توفيت غرينتش)، حسبما اعلنت هيئة الاركان المشتركة الكورية الجنوبية وتشارك حاملة الطائرات الاميركية جورج واشنطن في المناورات، فيما حذرت بيونغ يانغ من “عواقب لا يمكن التكهن بها” .
وبعد بضع ساعات من اطلاق العمليات، سمع دوي قصف مدفعي على ما يبدو قرب جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي قصفتها بيونغ يانغ هذا الاسبوع
واكد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة الأنباء الفرنسية ان انفجارات بعيدة قد تكون ناتجة عن قصف مدفعي دوت من جهة كوريا الشمالية.
وحمل ذلك السلطات الى اصدار تعليمات لسكان الجزيرة بالنزول موقتا الى الملاجئ كما طلبت السلطات الكورية الجنوبية من الصحافيين الموجودين على الجزيرة مغادرتها مساء الاحد بسبب التخوف من “اعمال استفزازية” من جانب كوريا الشمالية وقالت وزارة الدفاع في بيان “من المستحيل حاليا ان نتوقع اي نوع من الاعمال الاستفزازية ستقوم بها كوريا الشمالية، بذريعة المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة” في البحر الاصفر.
واضافت “لذلك نطلب من الصحافيين المتواجدين في يونبيونغ الرحيل اليوم” موضحة انها لا تستطيع ان تضمن سلامتهم ان بقوا في الجزيرة.
وهناك بحسب يونهاب حوالى اربعمئة صحافي حاليا في يونبيونغ التي غادرها معظم سكانها البالغ عددهم حوالى 1300 شخص وتأتي هذه الاحداث بعد خمسة ايام من اطلاق بيونغ يانغ عشرات القذائف على يونبيونغ الواقعة بالقرب من الخط الفاصل البحري المتنازع عليه بين سيول وبيونغ يانغ وادى هذا الهجوم غير المسبوق منذ الحرب الكورية (1950-1953) الى سقوط اربعة قتلى من الكوريين الجنوبيين (عسكريان ومدنيان) وبحسب واشنطن، فان هذه المناورات تهدف الى “تعزيز قوة الردع” في مواجهة كوريا الشمالية وتراقب بكين من ناحيتها عن كثب هذه المياه وقد اكدت “معارضتها لاي تحرك عسكري غير مسموح به داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية للصين واعتبر النظام الستاليني الكوري الشمالي ان المناورات المشتركة هي “عملية استفزاز عسكري لا يحتمل وقال متحدث باسم البنتاغون ان هذه العمليات ذات “طبيعة دفاعية” و”غير موجهة ضد الصين” اما القطعة الرئيسية المشاركة في المناورات فهي حاملة الطائرات النووية الاميركية جورج واشنطن التي يمكن ان تحمل 75 طائرة بينها طائرات مطاردة يمكن تموينها جوا والقادرة على شن عملياتها في دائرة واسعة وترافق حاملة الطائرات طرادات قاذفة صواريخ من طراز يو اس اس كوبنز ويو اس اس شيلو، وكذلك مدمرات قاذفة صواريخ يو اس اس لاسن ويو اس اس ستيثيم ويو اس اس فيتزجيرالد بحسب قيادة القوات الاميركية في كوريا الجنوبية حيث يتمركز 28500 جندي كما تشارك واشنطن بطائرة قيادة ومراقبة لاهداف برية من طراز اي8 جوينت ستارز بحسب الصحافة الكورية الجنوبية ونقلت وكالة يونهاب عن مسؤول حكومي كوري جنوبي كبير “ان هذه الطائرة ستراقب اهدافا (محتملة) برية للجيش الكوري الشمالي” وتشارك سيول من جهتها بست بوارج حربية بينها مدمرة قاذفة صواريخ زنتها 7600 طن مجهزة بنظام ايجيس، ومدمرتان بزنة 4500 طن، فضلا عن فرقاطات ووسائل جوية لمحاربة الغواصات بحسب هيئة الاركان العامة.
ونشرت بيونغ يانغ صواريخ ارض جو قرب حدودها البحرية المتنازع عليها مع سيول بحسب الصحافة الكورية الجنوبية الاحد واكد مصدر حكومي لوكالة يونهاب ان هذه الصواريخ المضادة للطائرات من طراز اس ايه-2 والمجهزة برادار يمكن ان تستهدف على ما يبدو طائرات قتالية كورية جنوبية قد تحلق قريبا جدا من الخط الفاصل البحري بين الكوريتين وامام هذه التهديدات بزعزعة استقرار المنطقة اجرى وزيرا الخارجية الروسي والصيني سيرغي لافروف ويانغ جيشي محادثات هاتفية السبت كما توجه مسؤول كبير في الحكومة الصينية هو مستشار الدولة داي بينغوو السبت الى سيول لاجراء مباحثات مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي وقد استقبله الاحد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك الذي دعا الصين، الداعم الرئيسي لكوريا الشمالية، الى “المساهمة في بناء السلام في شبه الجزيرة الكورية من خلال اعتماد موقف اكثر انصافا ومسؤولية في علاقاتها مع الكوريتين”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.