سكت دهرا ثم نطـق كفرا

تجاوز وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، كل الخطوط الحمراء، حين راح يتّهم المشايخ الذين ندّدوا بالرسومات المسيئة للنبي «صلى الله عليه وسلم» عبر وسائل الإعلام، بمحاولة التلاعب بعقيدة ومرجعية الجزائريين، مطالبا القنوات الفضائية الخاصة بالرجوع إليه قبل استقبال أي شيخ من هؤلاء المشايخ. هذا الوزير الذي قد يأمر الصحافيين الجزائريين مستقبلا باستشارته قبل كتابة أي مقال، تعمّد الغياب التام عن الساحة عندما قامت مجلة «شارلي إيبدو» بإعادة نشر رسومات تتعمد فيها استفزاز أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، كما أنه كان غائبا عندما تعرّض أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا للكثير من الاعتداءات، فقط لأنهم مسلمون. وفي انتظار فهم طريقة تفكير الوزير الذي سكت دهرا ثم نطق كفرا، يبقى موقفه بصفته ممثلا للحكومة والدولة الجزائرية، غامضا أيضا بشأن الإساءات الموجّهة لعقيدة الجزائريين وللإسلام من داخل الجزائر، خصوصا عندما جاهر بموقفه الداعم للروائي كمال داود كونه صديقه، مثلما اعترف بذلك.