سقوط الأقنعة جعلني تعيسة ضائعة
سيدتي، أحسب نفسي محظوظة لأنني حظيت بهذه الفرصة في أن يكون لي نصيب في ردّ منك عبر ركن قلوب حائرة، فأنا والله وقد إستبدّ بقلبي هم لا يعلمه إلا الله.
قد تعتبرين الأمر مجرد حالة أو حشرجة قلب لكنني حقا في ورطة حقيقية، فمشكلتي لم أحسب لها أي حساب. لأن الطعنة طالتني من أقرب المقربين إليّ صديقتي الحميمة.
فمنذ أن سمعت هذه الأخيرة بمسألتي خطبتي من شاب أخبرتها عنه، ورويت على مسامعها أجمل الأشياء وهي تصر علي أن بأن أعرفها عليه. الأمر كان في غاية البساطة بالنسبة لي أنا الساذجة فقمت بتحديد موعد جمعت فيه بين أحب مخلوقين إلى قلبي:خطيبي وصديقة العمر. ويا ليتني لم أقم بهذا الأمر الذي قلب وجداني وحياتي رأس على عقب.
فبعد أول موعد بين الفتاة التي إستأمنتها على أسراري باتت دائمة السؤال عن الرجل الذي سأرتبط به والذي لم يستلطفها بالمرة. في البدء لم أعر الأمر أية أهمية غلا أنني سرعان ما أصبحت أتوجس في تصرفات الفتاة التي أصبحت تبحث عن الاتصال بخطيبي حتى يقوم بمساعدتها في بعض الأمور الإدارية بحكم عمله في إحدى المؤسسات، لأجده بعد فترة يخبرني بأنها تريد لقاؤه.
أنا في حيرة من أمري، فخطيبي يطلب مني احتواء الأمر وأنا لا حول لي ولا قوة لي أمام صديقتي التي تحاول وبكل الطرق الوصول لخطيبي لأمر أنا جاهلة له. فماذا عساي أفعل سيدتي؟ هل أصارحها بما يخيفنيي؟ أو أترك الأمور وأنتظر ما قد يعصف بحياتي؟
أختكم ف.رندة من الشرق الجزائري.
الرد:
بنيتي، من الأمور التي تجعلنا نتوجس ونتألم أن نطعن من طرف أقرب المقربين علينا. فلا العقل ولا القلب يتحمل مثل هذا الأمر المشين الذي يعصف بحياتنا. و إن كان الأصدقاء غير الصادقين هم من يقدمون على مثل هذه الخطوة، فأظن أن الأمر يعد أكثر إيلاما وجرحا من أن يكون على يد أي شخص أخر.
عزيزتي ، أظنّ أنه ليس الأمر بمنتهى الخطورة التي تتصورينها أختاه، حيث أنه ومن باب جهلك بالحيثيات قمتي بإصدار أحكام قد تكون جائرة في حق صديقتك التي لست أفهم سبب خوفك من تصرفها أو إلحاحها عليك بأن تلتقي خطيبك. وإن كان التخوف سيرافقك اليوم وغدا حيث أنك لن تستطيعي التخلي عنها أو التخلي عن خطيبك الذي سيصبح يوما ما زوجك.
عليه أدعوك لمصارحة الفتاة بدون تجريح لمشاعرها حول مخاوفك وما يخالج وجدانك، وبأن تخبريها بأنها هي أيضا تستحق شخصا أحسن وأفضل من خطيبك لتدخل معه القفص الذهبي وتهنأ إلى جانبه بما يسر قلبها وخاطرها، كما أنه عليك أيضا أن تراقبي الأمور من بعيد وكل ما قد يحدث بينهما من أحاديث ومصالح مشتركة ولا تتسرعي في التدخل، حتى تري أمرا لا ترغبين فيه حتى تتمكني من زجر هذه الصديقة أو منعها من تخريب حياتك إن كان هذا في الأساس غرضها.
كذلك تلعب الغيرة كبير الدور في قلب الموازين وتغيير المشاعر وما في القلوب، حيث أنني أرجح أن صديقتك باتت تخاف من أن يأخذك خطيبك منها، أو يمنعك يوما عن لقياها أو مصادقتها، كما أنني أطلب منك ضرورة نصحه بالتروي وعدم التسرع في الحكم على الأمور لأننا قد نظلم بذلك إنسانا بريئا، فزني الأمور أختاه بميزان العقل ودعك من الأحكام المسبقة التي قد تجعلك تخسرين نفسك قبلا، وقد تجعلك أيضا تخسرين صديقة عمرك وحتى خطيبك.
ردت:”ب.س”