سعدي: “قدمنا مباراة كبيرة ونستحق الفوز”
أدت جمعية الشلف مباراة بطولة في ملعب “الشهداء” أمام فيتاكلوب الكونغولي برسم لقاء العودة من الدور الـ 16 من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا، بفوزها بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، وقد كان لاعبو الفريق مثل المحاربين في الميدان وأظهروا مستوى كبيرا أبهروا به جميع الحضور في الملعب الذي امتلأ عن آخره أول أمس، رفقاء رجل اللقاء محمد مسعود لم يتركوا مساحات كبيرة للمنافس، رغم الضغط المركز الذي فرضه أشبال المدرب “دنيس غوافيك” على منطقة الحارس محمد غالم، والذي لم يجد نفعا أمام استماتة أبناء الونشريس الذين عرفوا كيف يسيّرون المباراة دون أن يرتكبوا أو يتخوّفوا من العملاق الكونغولي، أبناء المدرب سعدي فاجأوا الجميع بفضل مستواهم الجيد وحسن انتشارهم فوق أرضية الميدان الذي مكّنهم من مباغتة الحارس الكونغولي في ثلاث مناسبات.
”العود اللّي تحڤرو يعميك”
ولعل المستوى الذي أظهرته عناصر جمعية الشلف في هذا اللقاء أمام “فيتاكلوب” كان رسالة واضحة من اللاعبين للذين قللوا من شأنهم وقالوا إنهم سيتلقون هزيمة ثقيلة أمام فريق يعد من بين أحسن الفرق الإفريقية خاصة وأن نتيجة لقاء الذهاب انتهت بالتعادل السلبي ولا أحد كان ينتظر مثل هذه النتيجة الرائعة التي حققتها الجمعية بتوقيعها لثلاثة أهداف كاملة في مرمى المنافس، بل إن العديد كان يريد أن تنهزم الجمعية تماما كما حدث مع “أبناء ينما قورايا”، وهو ما أبطله أبناء الشلف بمباراتهم الرائعة التي أدّوها والإرادة القوية التي أظهروها فوق أرضية الميدان، وبالتالي طبّقوا المثل الشعبي الذي يقول: “العود اللّي تحڤرو يعميك”.
اللاعبون الفريق والحكم
هذا، وقد واجه لاعبو جمعية الشلف في هذا اللقاء منافسين اثنين هما الفريق الكونغولي بأرمادته من اللاعبين الدوليين، والحكم الكاميروني مال صولاي الذي كان ضد الجمعية وعمل كل ما في وسعه لهزمها، فبالإضافة إلى منحه ضربة جزاء خيالية للمحليين على اعتبار المدافع ملولي لم يلمس الكرة باليد بل ببطنه، فقد تغاضى أيضا عن أخطاء كثيرة من لاعبي فيتاكلوب الذين اعتدوا في العديد من المرات على عناصر جمعية الشلف خاصة على علي حاجي، مسعود وغربي، ولم يحرّك ساكنا أمام الخشونة المتعمّدة من اللاعبين الكونغوليين الذين أرادوا التأثير في معنويات رفقاء زاوي الذين ردوا عليهم ببرودة دم ولم يأبهوا بالضغط الممارس عليهم.
شوط ثانٍ رائع ودخول سلامة وأشيو أنعش الهجوم كثيرا
يبدو أن النصائح التي قدّمها المدرب سعدي للاعبيه والتغييرات التي قام بها حتى يستعيد الفريق توازنه قد كان لها الأثر الإيجابي على أداء الجمعية خلال النصف الثاني من المباراة، حيث تحسّن الأداء الجماعي وفرض زملاء القلب النابض محمد مسعود ضغطا رهيبا على مرمى الحارس الكونغولي، خاصة مع دخول الثنائي سلامة وأشيو اللذين أكدا أحقيتهما في الحصول على فرصتهما مع الفريق الأول، حيث ساعدا الهجوم كثيرا وسمحا لغربي ومسعود بالتحرر أكثر، وخاصة هذا الأخير الذي أدى شوطا ثانيا كبيرا وسجل الهدف الثالث بعد عمل فردي وتوغل في عمق محور دفاع الكونغوليين قبل أن يسكن الكرة شباك الحارس لوكونغ في دقيقة قبل نهاية المواجهة.
سعدي: “قدمنا مباراة كبيرة ونستحق الفوز”
”كانت المباراة صعبة ولكننا حققنا المهم بفوز ثمين مستحق، ضيّعنا فرصة سانحة لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف بحكم أن المنافس لم يكن في المستوى الذي كنا ننتظره منه، المهم في نهاية المطاف أن جمعية الشلف أكدت قوتها في المنافسات الإفريقية ونتمنى أن نذهب بعيدا هذه المرة ولا نخيب الآمال مثلما حدث في السنوات الفارطة”. وعن رأيه في المنافس الكونغولي قال ذات المتحدث: “منافسنا لم يكن مثلما توقعناه من قبل وقد خانته الخبرة في مثل هذه المنافسات القارية، من جهتنا عرفنا كيف نستخلص دروسنا السابقة ولم نضيع الفرصة، حققنا فوزا مهما من الناحية المعنوية سيسمح لنا بالتحضير براحة للقاء البطولة الوطنية أمام مولودية العلمة الذي نتمنى أن يكون فيه أنصارنا في الموعد لأننا قمنا بكل هذه التضحيات لصالحهم ونهديهم هذا الفوز لأنهم يستحقون كل شيء بحكم محبتهم الشديدة لهذا الفريق العريق، أطلب منهم فقط أن يقفوا وراء ناديهم ويقدموا الدعم المنتظر منهم ويحضروا بكل قوة في المدرجات في مختلف المنافسات التي تنتظرنا”.