سر الفتاة التي زوجتني أمي
سر الفتاة التي زوجتني أمي
يقول أحدهم: تزوجت أخيرا، وأتممت نصف ديني، اختارت لي أمي امرأة على ذوقها، وقالت لي أنها جد مناسبة، لم أفهم قصدها يومها، فهي لم تكن جميلة كما تمنيتها، ومع ذلك أقنعتني أمي بأنها ستتعلم مع الوقت وأن البدايات دوماً صعبة هكذا.
سر الفتاة التي زوجتني أمي
مرت أيام بعد زواجنا، وبما أن عملي بعيد عن أهلي، اضطررت إلى التنقل برفقتها لمكان عملي في منطقة أخرى، وهناك قمنا باستئجار بيت يناسبنا، وخلال تلك الأيام بقيت أحاول كل يوم اكتشاف الشيء المميز الذي رأته أمي فيها، فلم أجد شيئا سوى هدوئها ورصانتها رغم صغر سنّها، فأحببت استفزازها لأفسد ما بقي من جمالها.
صرت أعاتبها لأتفه التفاصيل، أهملت واجباتي لأسمع لومها وشجارها، كثيرا ما تأخرت عن البيت لأستفز غيرتها ليس حبا فيها، بل لأجد ما يجعلني أحبها، لكنها لم تصرخ ولم تشاجر، اكتفت بالسؤال لتطمئن فقط، وهذا ما أثار استغرابي من تصرفاتها، حتى أمي لم أشأ إخبارها، فتعاتبني لأني أسيء معاملتها، وهي من اختارتها لي بنفسها.
إلى أن جاء ذلك اليوم. الذي تعرضت فيه لحادث عمل، فمكثت في البيت أياما عديدة، ف وجدت الفرصة لمراقبتها، وحقا وجدت أموراً فيها لم أكن أعرفها من قبل عنها، كل صباحٍ، وفور مباشرتها أعمال البيت، تُشغِّل القرآن بصوتٍ مرتفعٍ من هاتفها وتقرأ معه، إن جلستْ أو قامتْ تردِّدُ “يا الله يا كريم”، ولا تنسى ذلك مطلقاً ولا تغفل، إن خرجنا تلقي السلام على البيت وهو خالٍ، وحتى بعد عودتها، تكرر ذلك للملائكة حسب قولها، إن طهت الطعام، ظلت تردد أثناء إعداده “ياربّ طيِّبها وكفّيها”، ويكون الأكل فعلا طيب، حتى عندما تصلي، تطيل الدعاء، وحين سألتها ماذا تدعوا؟ قالت والسعادة تبدوا عليها: أدعو لك، وسأخبرك يوما بما أدعو”
سر الفتاة التي زوجتني أمي
ثم تأملت الأمور من حولي، فبعد أن كنت أعيش وحيداً بسبب ظروف عملي، أصبح لديّ منزل أخيراً، أعُدُّ الدقائق والثواني حتى أصل، فتسرقني رائحة طعامها من شقاء يومي، وتحتضنني بسمتها، حين تستقبلني بشوقٍ يتدفق من عينيها، يكاد يسحبني من مكان وقوفي نحوها، لكن لا تقول أنها مشتاقة، فكيف تشتاق لقلب لا يحبها؟ لكن هل أنا حقّاً لا أحبها؟
بقيت أردد هذا السؤال دوماً في مخيلتي، حتى استأذنتني ذات يوم لزيارة أهلها، فقد اشتاقت إليهم، عندها شعرت بغصّة رهيبة تخنقني، لم أهضم فكرة ذهابها، فقد تعودت عليها، ولم أعد أتحمل البيت دونها.
سر الفتاة التي زوجتني أمي
وذهبت وتركتني مجنوناً أنتظر عودتها، بقيت ألمح خيالها في كل ركن من المنزل. أعدّ الساعات والدقائق لعودتها، ولما حان الوقت ذهبت سريعا لجلبها. وأنا أسعد من يوم جلبتها فيه عروسا لبيتها، عندها أدركت أني أحببتها دون أن أشعر، فقد غيرت حياتي بتفاصيل بسيطة جعلتني أزفها مباشرةً عروساً إلى قلبي، وأضعها على عرشه، وحين صارحتها بحبي قالت: “أخيرا تحقق أمنيتي واستجاب الله لدعوتي أصبحت زوجتك التي تحبها”.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.