سأترك الرفاهية وأعـود إلى حياة الجحيم لأنها أحلى وأرحم بكثير
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أردت البوح بما يخالج قلبي ويسكن عقلي من رفض وعدم استحسان، ليس تكبّرا على النعمة أو اعتراضا على حكم اللهو بل لأنني أعيش وضعا لا أحسد عليه وهذه حكاياتي..بلغت الأربعين ولم أتزوج لأن حظي كان قليلا، وأغلب الذين تقدموا لخطبتي لم أرض بهم لاختلاف في الاعتقادات والمبادئ، ولما جاءني أرمل من خارج الديار لا أخفي عليكم أني اعتبرتها فرصة لا تعوّض، فقبلت الارتباط به لأنه رجل مهذب وابن عائلة طيبة الأعراق، أي نعم كان يكبرني بنصف عمري، وبالرغم من ذلك لم ألق بالا لهذا الفارق، وهاجرت كي أعيش معه تحت سقف الحلال.أعترف أن حياتي انقلبت من السيئ إلى الحسن، انتقلت من بيت ضيق إلى منزل فسيح وفخم، كل شيء متوفر ومجهز بكل أدوات الراحة، لقد خصص لي زوجي مبلغا شهريا يقدر بالدينار الجزائري بـ30 مليون، وضع تحت تصرفي سيارة بسائقها بالإضافة إلى السفر المستمر، لقد رحلت معه إلى كل دول أوروبا وأمريكا وحتى دول الخليج، وبالرغم ما كان لزوجي من امتيازات مادية، إلا أنه ظل في نظر البلد الذي يعيش فيه العربي المسلم الذي يُنظر إليه بعين الاحتقار، الشعور بأن هؤلاء الكفرة يعتبرون أنفسهم الأرقى يقتلني، والتميز الظاهر يجعلني أمقتهم صغيرا وكبيرا، إخواني القراء لا تغركم هذه الدول، فلا ملة لأصحابها ولا ضمير، ومن قال عكس هذا فقد كذب. وكمثال عن التفريق والتمييز، فإن ابنة زوجي كانت ولا تزال تحصل النتائج الدراسية الجيدة، وما كان من أستاذتها إلا التفوّه بنفس العبارة في كل مرة: «خسارة دائما أنت المتفوقة»، هذه الكلمات تحمل دلالة كبيرة و»الفاهم يفهم»، لذا لم أستطع التأقلم مع هذا الوضع، وقررت عاجلا أم آجلا ألا أمكث هنا كثيرا، حتى إذا كلّفني الأمر العودة إلى الفقر وحياة الجحيم لأنها أرحم بكثير.
نعيمة