زوجتي لا تحتمل والديّ فهل أطلّقها وأرتبط بثانية
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
سيدتي المحترمة.. بعد أن يئست من الدنيا وبعد أن ضاقت بي الحياة لم أجد سواك؛ أرمي بين يديه همي ووجعي حتى أتمكّن من الخروج من هذه الحالة التي وضعتني فيها زوجتي المصون، حيث إنها عذّبتني وقهرتني لا لسبب إلا لأنها تكره والداي ولا تطيق العيش إلى جانبهما، على الرغم من أنهما مسالمين ولا يؤذيانها بل بالعكس، يسهران على راحتها ويلفان أبناءنا بكثير من العطف والحنان. أكثر ما حزّ في نفسي سيدتي أن زوجتي هاته تنبذ ذويّ إلى درجة لا يقبلها العقل، فهي لا تتوانى عن إظهار ذلك لهما في كل مرة، كما أنها تسعى وفي كل وقت إلى إيذائهما بعبارات نابية لا تحتمل، وهذا ما جعلني أنتهج معها سياسة التعنيف والزجر، وقد تملكني الغضب لدرجة أن هدّدتها بتطليقها إن هي أصرّت على هذا المنوال، كما أني أفكر مليّا في الزواج من أخرى حتى أنعم بالسعادة والهناء الذي لم أعرف معها ومنذ اليوم الأول لزواجنا، كل هذا ووالداي يستحلفاني في أن أتعقّل وأن لا أقدم على شيء بإمكانه أن يشتت أولادي وأهلي ويجعلني أندم ندما كبيرا. أنا مصرّ على فكرتي هاته سيدتي، وكل هدفي أن أتخلّص من المرأة التي أساءت إلى من أنجباني وسهرا على تربيتي وجعلي في أحسن الأحوال، علما أني ميسور الحال، كوني أعمل في التجارة، كما أني متديّن متخلّق ولا أرضى لوالدايّ الذل والهوان، وبتّ أضيق ذرعا بامرأة منحتها كل شيء في حين لم تمنحن هي أي شيء في المقابل، وأي شيء طلبته سوى أن ترضي والداي وتقبل بهما وقد بلغا من العمر عتيّا، أنيري دربي سيدتي، فأنا في أمس الحاجة لك، كما أني لم أعد أسيطر على الأوضاع نهائيا. الحائر من الشرق
الرّد:
من الرائع أن يمدّ الواحد منا جسور المودة مع الطرف الآخر، خاصة إذا ما تعلّق الأمر بالزوج والزوجة، حيث تنصهر العديد من التعاملات والتصرّفات من كل طرف نحو الطرف الآخر في سبيل مرضاته وكسبه، حيث إن ما يجمعهما لا يعدو إلا أن يكون ميثاقا غليظا، سنّه الله لنا حفاظا على استمرار الحياة ودوامها. ومن هذا الباب أخي أنصحك بضرورة السيطرة على الوضع والصبر والتحامل على نفسك وهذا حتى لا تقترف ما من شأنه أن يجعلك في قمة الندم والحيرة، فكونك متديّن ومؤمن لا يدفعك إلى أن تختار الطلاق الذي هو في الأصل أبغض الحلال عند الله تعالى، ثم ما دمت قد اخترت رضى والديك اللذين أمراك بعدم التهوّر والصبر، فكن على يقين بأنهما يدعمانك بالدعاء الصالح وببركتهما حتى لا يمسّك سوء أو مكروه، والدليل وعلى الرغم من أنهما أول المتضرّرين من تصرفات زوجتك وطيشها، إلا أنهما لم يتذمّرا قط ولم يبديا استياءهما مما يحدث أبدا. حريّ بك أن تحدث زوجتك في الأمر بتعقّل ورويّة، فربما قد يكون لتصرفها هذا سبب يتعلّق بك أولا لدرجة أنها لم تجد غير ذويك حتى تفرغ جام غضبها عليهما، حيث إن انشغالك عنها أو انصرافك عنها قد يكون من أول الأسباب التي جعلت من هذه الزوجة تضربك في أعزّ ما تملكه وتحبه، فلعلّ هذا يمكّنك من الخروج بحلّ يرضيك ويجعلك في منأى عن كل أمر سيء ومريب، ثم إنه عليك إخبارها بأنها قد تنال نفس الجزاء الذي تحيط به والديك، فقد يتصرّف حيالها وحيالك فلذات أكبادكما، لما رأوه منها من مطلب أو مطاوعة منك لها في مسعاها. وحتى ترتاح وتستكين حياتك، ليكن زواجك من فتاة أخرى هو آخر الحلول لما أنت فيه من مشكلة، فقد تتفاقم الأمور أكثر مع الزوجة الثانية التي ستبدأ معها ومن الصفر تجربة خرجت أنت من سابقتها بكثير من الأسى والألم، فكيف لك أن تكون في المستوى المطلوب حيالها، ومن سيضمن لك في المقابل أن تكون علاقتك بها ناجحة وفالحة؟، خاصة إن هي علمت بفحوى سبب تطليقك لزوجتك الأولى، وتحديدا إن هي علمت بنقطة ضعفك التي يجب أن تتحوّل إلى مسلّمات وأمور بديهية لا يناقشك فيها أحد. الزواج رحلة أخي، وما المشاكل التي تعترض أي واحد فيها إلا ومن شأنها أن تزيد من الهمة والرجاحة في التفكير، حيث إن ما مرّ بكم لا يجب أن يجعلك في هذه الحالة من الحيرة، فلا تقلق ولتفتح لنفسك أبوابا تستقي منها حلولا لما أنت فيه، مع ترك الأفكار السلبية بعيدة عنك عن حياتك. السعادة بين يديك أخي، فلا تقلق ولا تستعجل الطريق حتى تصل إليها، ومتى كان الإنسان صابرا نال جزاء صبره كل الخير والهناء.
ردّت نور