زوجتي تحترف السُّبات في شهر الصيام
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
سيدتي.. أنا رجل في حيرة من أمري، إذ إني وعوض أن أنعم ببركة الشهر الفضيل ورحمته تحوّلت أيامي إلى ما لا يتصوّره العقل.مشكلتي سيّدتي.. تتلخّص في أني دخلت عشّ الزوجية منذ ما يقارب الشهر تقريبا، ولأنّي لم أكن لأعرف زوجتي التي اختارتها لي أمي، لا أخفيك أني كنت أتوق لقضاء شهر رمضان وسط أجواء مريحة وجميلة لا ينغّصها شيء، فزوجتي من عائلة محافظة وهي ربّة بيت ممتازة، وهذا ما دفعني إلى أن أقتطع إجازتي السنوية، خلال هذا الشهر لأقف على فاجعة لم أكن أتصوّرها.زوجتي تحوّلت بين ليلة وضحاها إلى امرأة كسولة، كما أنها وعوض “الشطارة” فقد تحوّلت إلى إنسانة تحترف السّبات والنوم طيلة ساعات النهار، ضاربة بأعباء البيت ومسؤولياتها الزوجية، فضلا عن العبادات والنوافل عرض الحائط.كلّمتها في الأمر فوجدتها تخبرني بأنه هذا هو حالها خلال هذا الشهر، حيث أن الصيام يتعبها ويرهقها، كما أنها -حسب رأيها- طبعا لم تخلّ يوما بمسؤولياتها تجاهي ولا تجاه بيتنا، وما عليّ إلا تقبّل الأمر وتجاوزه من باب التضحية، وكذا واجب احتواء الوضع حتى لا ينخرب عشّنا.لا أستطيع الاستمرار على هذا الوضع سيدتي، وهل يعقل أن أبقى هكذا مكتوف الأيدي مسلوب الإرادة حيال ما يحدث في حياتي، خاصة وأني كنت أنتظر زواجي قبل حلول الشهر الفضيل حتى أنعم كباقي الأزواج بحياة سعيدة، وها هي حياتي تنقلب رأسا على عقب، فما السبيل لأخرج من هذه المحنة؟، أنا في أمسّ الحاجة إلى دعم معنوي منك سيّدتي فلا تبخلي عليّ.
الحائر من الغرب.
الرّد:
تمر السنة الأولى من الزواج على العديد من الأزواج بكثير من الصعوبات والعقبات، حيث يصطدم كل طرف بعادات لم يكن يعرفها فيمن اختاره شريكا له، وأظن أخي، أن فترة الخطوبة التي مررت بها لم تمكّنك من الغوص في أغوار شخصية الزوجة التي هالك حالها، واتّخاذها من النوم ملاذا طيلة شهر الصيام هروبا من مشقّة أنبل عبادة؛ كان حريّا بها طلب الأجر والحسنات عوض التملّص من فرصة قد لا تسنح لها لاحقا.لديك كلّ الحق في أن تستاء وتحاول معالجته، فالحياة الزوجية مسؤولية وعبادة، فمن أطاعت زوجها أطاعت اللّه، ومن تهرّبت من مسؤولياتها تجاهه؛ كأنما عصته عزّ وجل.ومن هذا المنطلق أخي، ولأنك في بداية المشوار مع هذه الزوجة، عليك أن تحاول التغيير من لغة الحوار التي تنتهجها مع هذه الزوجة، حيث أنصحك بترك اللّين جانبا واستعمال الترهيب الخفيف الذي سيُزعزع على الأقل قلب هذه الزوجة إلى ما فيه مرضاة للرب وطاعته.من المؤكد أنك لا تريد أن تخسر زوجتك، ومن الرائع أن تجاهد في سبيل أن تحافظ على استقرار بيتك في إطار الطاعات والعبادات ومرضاة اللّه، ومن هذا المنطلق، أخبرك بأن الوقت لم يفت وبأنك قادر على تغيير حالة زوجتك واغتنام فرصة أن تقضيا رمضان إلى جانب بعضكما بعض في إطار التفاهم والتناغم.وحتى تُحقّق مبتغاك، فلتكن سند زوجتك ومُخلّصها من عادة السبات السيّئة، من خلال مدّك يد العون لها في الأعباء المنزلية، إلى جانب حثّك الدائم لها على أداء العبادات في وقتها، حتى تحبّبها وتقرّبها من كلّ ما تقوم به، وحتى تحسّ بأنّها أمام زوج محبّ مخلص، تكون الأنانية بعيدة كلّ البعد عن قاموس حياته، ما دام يريد اقتسام الحسنات معها.تيقّن أخي.. أن المشكلات الزوجية يمكن السيطرة عليها في بداية الحياة الزوجية، وخير الأزواج من يصبرون ويثابرون من أجل بلوغ الاستقرار، فلا تحسب أن ما تعانيه معضلة، وثق من أن لكل مشكلة حلّ، وكان اللّه في عونك وجزاك كلّ خير في مساعيك النبيلة.
ردّت نور