إعــــلانات

زوجة الأب.. “شيطان” في هيئة إنسان.. إلا من رحم ربي

زوجة الأب.. “شيطان” في هيئة إنسان.. إلا من رحم ربي

كثيرة هي القصص والحكايات التي نسمعها عن زيجات الآباء والتي تصورها في كثير من الأحيان على أنها إنسان كريه ينصب المكائد لأبناء الزوج

 

وما أكثر الروايات المؤلمة والمخيفة عن زوجة الأب التي تمارس شتى أنواع المؤامرات ضد ربائبها أو أبناء الزوجة السابقة، التي تكون إما التحقت بخالقها أو انضمت إلى طابور المطلقات، ليجد الأبناء أنفسهم أسرى قسوة زوجة الأب، التي تستأثر بكل اهتمام زوجها لنفسها ولأبنائها إن وجدوا، مما يساهم في زرع الحقد والضغينة بينهم وبين إخوتهم غير الأشقاء. والأسوأ من ذلك كله هو أن تلك الصورة يرسمها المجتمع بصفة عامة عن زوجة الأب، حيث لا يرى فيها إنسانا عاديا، بل وحشا كاسرا يفترس كل من يقع تحت رحمته. 

المعروف في المجتمع الجزائري توارث صورة نمطية وموحدة، مغروسة في أذهان أفرادها من أصغرهم إلى أكبرهم، ومن أبرزها زوجة الأب، التي عملت العادات والتراث الجزائري على تصويرها في أكثر الأحيان على أنها إنسانة شريرة، جاءت لخطف الأب وتعذيب الأبناء وتشريدهم، وتشجيعه على معاملتهم بعنف وقسوة لامتناهيين، وأحيانا إجباره على كرههم أو طردهم من البيت العائلي، أو حتى تسليط أشد أنواع العقاب عليهم.

ومما لا شك فيه، هو أنَّ هناك بعض المؤسسات والهيئات التي تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز هذه الصورة، بالخصوص وسائل الإعلام، ولعل العديد من الأفلام تصور زوجة الأب على أنها شيطان.

قد تكون هناك بعض زوجات الآباء أجبرت على الارتباط برجل له خبرة زوجية سابقة بسبب الظروف الأسرية أو المادية، وقد تكون مكلفة بتربية أطفال زوجة أخرى منذ دخولها القفص الزوجي، فتقوم بإسقاط ما بداخلها من صراعات على أطفال زوجها الذين لا حول لهم ولا قوة، خاصة وأنه لا يمر يوما إلا ونسمع عن حوادث تعرض أطفال من قبل زوجات الآباء للعنف الجسدي، لدرجة التعذيب الذي يخلف آثارا لا يمكن علاجها ولا نسيانها بسهولة، وقد تفضي إلى الموت الأحيان.

لعنة البيت زوجة الأب

اسمها حنان، هي في العشرين من عمرها، فقدت أمها في العاشرة، ليتزوج أبوها بعد ثلاثة أشهر من وفاة أمها. حدثتنا حنان بحرقة فقالت: “منذ أول يوم دخلت زوجة أبي البيت شرعت في فرض قانونها الخاص في المنزل، ولم تتوقف عند ذلك الحد، بل استولت على كل ما تركته أمي لمحو ذكراها    وكل ذلك بمباركة من أبي، الذي أصبح مثل الخاتم في أصبعها ينقاد لزوجته ويمنحها حرية التصرف في كل كبيرة وصغيرة مما جعلني أنا وأخي الأصغر “هشام” عرضة لمواقف نفسية ضاغطة، إلى درجة أننا أصبحنا معقّدين.

وتسترسل حنان في سرد مأساتها مع زوجة والدها، فتقول “لقد حاولت مرارا توقيفي عن الدراسة، بسبب ضعف تحصيلي الدراسي، منذ أن وطأت رجلها اللعينة المنزل، وكل ذلك حتى تتمكن من اتخاذي كخادمة لديها، ولكن جدي تدخل وأخذ على عاتقه مهمة تربيتنا”.

قصة حنان هذه، تختلف تماما عن قصة شيماء التي روت لنا كيف تعرضت لحرب نفسية من طرف زوجة أبيها، التي كانت تحاول مرارا التخلص منها، لأن شيماء لم تكن تتفق معها على الإطلاق، وكانت تتفق فقط مع أبيها، غير أن زوجة الأب في هذه المرة لم تتمكن من مرادها، على الرغم من محاولاتها اليائسة من إحداث الشقاق بين الوالد وفلذة كبده.

 قالت شيماء بحرقة: “أرادت أن تتخذني كخادمة وكانت تجعلني أنام على البلاط، وأرادت تزويجي من شيخ يكبرني بخمسين عاما، ولكن محبة أبي لي أنقذتني منها، ولم تكتف بذلك بل حرضت أفرادا من عائلتها على التحرش بي، ولم تتمكن من تحقيق مرادها، وكان آخر ماقامت به هو وضع الحمض في قارورة الغسول التي أستعملها، ولكن الله لم يرد بي السوء ولم يتحقق مرادها، حيث أنني كنت متعودة على غسل بعض ملابسي “بالشامبوان”، ولقد صعقت عندما رأيت ما حل بتلك الملابس، التي أصيبت بحروق طفيفة، لأقوم فيما بعد بمصارحة والدي وكشفت له ما فعلته زوجته، فما كان منه إلا أن قام بتطليقها، وانتهت معاناتنا المريرة مع ذلك الوباء”.

 

رابط دائم : https://nhar.tv/lBI9C