زواجها يجب ألّا يتم.. لأنني أحقّ بها من خطيبها
لا أحد يدري بلهيب نار تأكل قلبي وتكاد تمزّق أوصالي، لأنني كتمت أمري وأخفيت سري، وهذا ما جعلني أدفع الثمن وأعيش حسرة ما بعدها حسرة، لأن الفتاة التي أردتها زوجة لي وتمنيت أن تقاسمني حياتي وأحلامي خُطبت لغيري.
من يقول إن الأمر سهل بسيط لا يستحق التهويل، لأن فتيات أخريات قد يكنّ أحسن، وقد يكون نصيبي مع إحداهن أفضل بكثير، فأصدقهم القول وأخبركم أن الذي يحزّ في نفسي، هو سفالة ودناءة من سيتزوج بفتاة أحلامي، وإذا قلتم لي وما شأنك؟، فسأخبركم بأن هذا الأخير لا يصلح للزواج.
المسكينة لا تدري بأنه خرّيج سجون ولديه سوابق، أوقعها في شباكه واستغل طيبتها، لعب على الوتر الحسّاس الذي يجعل البنات ينصعن بكل طواعية، فأظهر لها نية الزواج بالقصد الشريف والنية الصادقة، ولكنه أخفى ما هو أدهى وأمرّ، ولا محالة سيفعل بها مثل ما فعل بمن سبقنها، اللواتي استنزف أموالهن وفي النهاية، خزّن صورهن في هاتفه الخاص، ولمّ لا هو الآن يساومهن على سمعتهن.
أنا أعرف جيدا هذا الشاب، هو ابن الحي والفتاة المسكينة تعمل معي مدرّسة، وهي ابنة عائلة طيّبة الأعراق، لقد قرّرت إخبارها بهذه الحقائق وعمدت أن أكشف المستور أمامها، وفعلت لكنها لم تصدقنِ، وطلبت منها أن تتحرى الأمر لكنها رفضت، وقالت إن الغيرة من جعلتني أتصرف بهذه الطريقة، وهددتني بأنها ستخبر خطيبها إن كلمتها بخصوص هذا الأمر مرة أخرى.
لست أخشى هذا النذل، لكنني حريص كل الحرص ألّا يتم هذا الزواج، أو بمعنى أصح، أن تتوقف العلاقة بأقل الأضرار، لأنه في جميع الحالات لن يتزوجها، فبعد أن يحقق مآربه، سيهجرها إلى ضحية أخرى.
دلّوني ماذا أفعل يا إخوتي، هل أصارحها بأنني أحق بها من هذا الخطيب؟.
