زبانية “الفاف” يحرمون الجزائريين من مشاهدة “الخضر” في موعد أكرا
تنطلق، اليوم، نهائيات كأس أمم إفريقيا بالعاصمة الغانية “أكرا” لهذا العام، ويستعيد معها الجمهور الرياضي الجزائري نكسة الإقصاء المر لتشكيلة “الخضر”
غاب الخضر وحضر حداج
اليوم يبدأ العرس الإفريقي بغانا، واليوم يبدأ الإحساس بالغربة في الجزائر،وأصحاب البشرة السمراء في القارة المترامية الأطراف سيعيشون الحدث بكل جوارحهم،وسيكتفي الجزائريون بمتابعة أخبار ومشاكل نقل المباريات على القناة الوطنية مثلما تعودوا على ذلك منذ أوكل أمر الكرة الجزائرية لأشخاص برعوا في الفشل، مثلما برع الأفارقة في استحداث أساليب النجاح على مختلف الأصعدة. السيد حميد حداج وبدل أن يكون متواجدا في الجزائر للخضوع لاستجوابات التقنيين والمسؤولين حول أسباب الإقصاء فضل متابعة الحدث عن كثب وانتقل دون حياء لغانا ل”تمثيل الجزائر”هناك وربما لتحذير الأفارقة من منتخبنا الذي سيكون حاضرا في مونديال جنوب إفريقيا، حسب الأهداف التي وضعها السيد حداج ووافق عليها سعدان دون تردد ،والرد الأكيد سيكون على ميادين غانا. ما نريد قوله هو أنه من الضروري أن يعرف الإنسان حق قدره، وقد عرف الجزائريون أن منتخبهم متواضع، أقررنا بذلك أم لم نقر،وبدل اللجوء إلى توزيع الأحلام بالمجان على ملايين الجزائريين ننصح السيد حداج والسيد سعدان بمتابعة دقيقة لكأس أمم إفريقيا ،ونطلب منهما ألا يكذبا علينا وأن يعيدا النظر في الأهداف التي دفعانا قهرا للحلم بها .لانريد في الوقت الحاضر كأس العالم ،نريد فقط ألا نحرم مرة أخرى من الشعور بانتمائنا القاري …والمونديال موضوع آخرمن بلوغ هذه النهائيات للمرة الثانية على التوالي، ومن حق هذا الجمهور “المغبون” أن يتساءل، لماذا نغيب؟ ماذا فعل بنا زبانية “الفاف” ومدربهم المغمور “جون ميشال كفالي” الذي تجرأ في ذات لحظة عن التلاعب بمشاعر الملايين من الجزائريين.
يعود بنا اليوم طيف “النكرة” كفالي الذي حرمنا كجزائريين من متابعة “الخضر” بأكرا بعد خطته المشؤومة في مباراة غينيا برسم التصفيات، بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى أكرا، لكن الأكيد أن كفالي ما كان ليتسبب في هذه المأساة الوطنية، لولا تلقيه الضوء الأخضر من قبل من شاءت الصدف “للأسف” أن “تسيّدوا” الكرة في بلادنا وينصبون مدربا “نكرة” يعجز حاليا حتى عن قيادة ناديه الحالي الوداد البيضاوي إلى تحقيق نتائج طيبة في البطولة المغربية، ويتقاضى أضعف راتب شهري لمدرب أجنبي في المغرب الأكيد أن الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو الجمهور الرياضي الجزائري وعامة الشعب الذي سيتحول خلال هذه النهائيات إلى مناصر لمنتخبات الجار.
ما كان مستحيلا في الثمانينات أضحى عاديا مع الألفية
سيغيب “الخضر” عن الموعد القاري كأسي أمم إفريقيا للأمم التي ستنطلق غمارها اليوم بالعاصمة الغانية “أكرا” اللمرة الثانية على التوالي بعد غيابه عن الموعد السابق الذي دارت رحاه بالعاصمة المصرية القاهرة سنة 2006 فما كان مستبعدا خلال سنوات الثمانينات وحتى خلال سنوات التسعينات التي سجلت فيه الكرة المستديرة الجزائرية ترافعا رهيبا، أضحى واقعا مرا مع بداية الألفية الثانية بعد إقصائين متتاليين لـ “الخضر” عن بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2006 و2008 تعود عليه الجمهور الرياضي الجزائري الذي يبقى أكبر الضحايا، أين سيحرم من متابعة تشكيلة “الخضر” في أبرز حدث قاري كروي، مما سيضطرهم إلى الانقسام ما بين مناصر للمنتخبات المغاربية والعربية كمنتخبات تونس، المغرب ومصر ومنتخبات إفريقية عريقة كنيجريا، الكامرون، كوت ديفوار ومنتخبات أخرى، ليبقى الحدث الأبرز في نهائيات كأس أمم إفريقيا لهذا العام التي ستنطلق غدا غياب “الخضر”.
الجميع يتساءل .. الجزائر إلى أين
ما يؤكد على أن غياب المنتخب الوطني الجزائري يخص النهائيات الإفريقية بغانا، ما بدر من تصريح من قبل المسؤول الأول في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو على هامش أشغال الجمعية الإستثنائية التي جرت بـ”أكرا” أين أبدى تأسفه الكبير على غياب “الخضر”، مؤكدا على غرار ما ذهب إليه جميع المتتبعين الأفارقة، أن غياب المنتخب الجزائري يفقد النهائيات نكهتها بالنظر لوزن الكرة الجزائرية على الصعيد القاري بالرغم من تراجع مستواه في الآونة الأخيرة، ويطرح الجميع تساؤلا مشتركا ماذا ينقص الجزائر لكي لا تشارك؟
ياسين.ع
بعد أن انقلب المنتخب من ممثل رئيسي، إلى كومبارس إلى غائب..
الجمهور الجزائري يتحول من مناصر..إلى متفرج
ينطلق العرس الإفريقي اليوم من ساحل الذهب غانا بمشاركة 16 منتخبا هي الأقوى قاريا وفي غياب المنتخب الجزائري الذي يبدو أنه واضب على عدم تسجيل الحضور في دورتين متتاليتين لأول مرة في التاريخ منذ 1980 وسيلعب الجزائريون مرة أخرى من بيوتهم وخلف الشاشات الصغيرة دور المتفرج الذي لا يقفز من الأريكة فرحا، والذي لا يذرف دموع لا الفرح ولا الحزن مهما كان الحال، ذلك أن المنتخب الجزائري غائب مرة أخرى عن المحفل القاري مؤكدا بذلك ضعفه فبعد أن كان الجزائريون يكتفون بمشاهدة منتخبهم يلعب دور الكومبارس في دورات 92، 98 و2002 الذي يخرج من الدور الأول مبهدلا والمنتخب الذي يحتفل بالوصول بالدور الثاني وهو حال دورات 96،2000 و2004 صارت الجزائر التي انجبت بلومي، ماجر وعصاد غير قادرة حتى على التأهل لهذا العرس القاري وكأننا خرجنا من جغرافية القارة السمراء أو أن الزمن توقف من حولنا ليحول المنتخب الوطني الجزائري من أقوى منتخبات القارة إلى واحد من أكثرها ضعفا وهشاشة شأنه شأن منتخبات مجهرية لا تمتلك الجزائر حتى سفارات بها، غياب المنتخب الجزائري لا يمكن أن يوضع في الإطار العادي حتى عند الآخرين بدليل أن المعلق الفرنسي لقناة تي بي أس في لقاء لازيو ونابولي الايطاليين الأربعاء الماضي في إطار كأس ايطاليا تحسر على غياب المنتخب الجزائري ووصفه بالغياب الكبير فكيف لا يغتاض الجزائريون والأمر يعنيهم.
الغياب الشاذ الذي سيصير قاعدة
إذا كانت كراسة التاريخ تتحدث عن 51 مقابلة للجزائر في كأس إفريقيا مع 18 فوز،16 تعادل و17 هزيمة وتسجيل 57 هدفا وتلقي 56 فان هذه الحقائق رغم التقهقر الكبير منذ دورة السنغال 1992 تضع الجزائر في الرتبة التاسعة قاريا أفضل من السنغال، جنوب إفريقيا، غينيا، مالي وغيرها ما يعني أن الغياب رغم كل شيء يبقى شاذا لكنه يسير ليتحول إلى قاعدة خاصة أن صدمة الإقصاء من التأهل إلى الكان أمام ناميبيا هذه المرة كانت أقل وطأة من الإقصاء الماضي وكأن الجزائريين تعودوا على مثل هذه النكسات وصاروا أكثر تقبلا لحقيقتهم المرة ولوجههم الجديد المليء بالتشوهات.
الجزائريون: لا معنى لعرس بلا معازيم
ورغم أننا اكتسبنا مناعة ضد هذه الصدمات التي أصبحت كثيرة إلا أن هذا الواقع الجديد لا يخفي حالة السخط العارم لجميع فئات المجتمع الجزائري الذي لا زال يحفظ في مخيلته ملحمة تونس 2004 حيث يرفض كثيرون أن يتقبلوا غياب الجزائر عن العرس الذي سيفقد أحد مميزاته ليصبح كأنه عرس بلا معاريض كما يقول المثل الشعبي وهو ربما ما يجعل فئة من الشارع الجزائري لا ترى بدا في مشاهدة كأس إفريقيا مادامت الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
حلول بالجملة وواقع مقلوب
ولأن واقع الأمور عندنا في الجزائر أنه في الحرب نتحول إلى 30 مليون جنرال، وفي كرة القدم نتحول إلى 30 مدرب وكلنا نبتدع الحلول، فإننا حيال أزمة الكرة الجزائرية التي أعادها غياب الجزائر عن عرس غانا اليوم إلى الواجهة نصبح مصلحيين اجتماعيين ونبحث كلنا عن الحلول التي يراها البعض في تدخل الدولة الصارم بإحداث إصلاح رياضي جديد مثلما كان عليه الحال سنة 1977 ويرى آخرون أن العودة إلى التكوين هو الحل بما أن العلة في منتخباتنا الدنيا الضعيفة التي لا تستطيع الوقوف لا بدنيا ولا تقنيا في وجه منتخبات معروفة بتقاليدها في هذا المجال ليبقى الواقع مقلوبا بكل ما تحمله الكلمة من معنى مادامت نفس السياسات تتبع ولا شيء تغير غير مواصلة هروب أصحاب الحل والربط إلى الأمام.
التلفزيون الجزائري ينافس عوض المنتخب؟؟
وإذا كانت هناك فئة لا تهمها كأس أفريقيا لأنها تتابعها في الأصل من أجل المنتخب الجزائري فان فئة عريضة ضبطت ساعاتها على موعد اليوم وملأت أجندتها بلقاءات هذه البطولة الكبرى والقنوات الناقلة من أجل عدم تضييع الفرصة فان حقوق البث ترعب الجزائريين الذين يعيشون واقعا جديدا منذ 2004 لما شاهدوا منتخبهم على القناة الأرضية في زمن التعريب الذي سنه الرئيس السابق اليمين زروال يجري التعليق على مبارياته باللغة الفرنسية كما أنهم حرموا من معظم لقاءات البطولة الماضية لتصبح حقوق البث بعبعا يخيف الجزائريين في زمن الشفرة والتنافس الحاد على الاحتكار، ولو أن حظهم سيكون أفضل هذه المرة من خلال اقتناء التلفزيون لنصف عدد مباريات الدورة أي 16 مقابلة ستنقل على المباشر ليدخل بهذا الرقم التلفزيون الجزائري المنافسة أمام القنوات العربية الشقيقة عوضا عن المنتخب المفلس حيث حصل التلفزيون المصري الثاني على 16 لقاء، الأولى والثانية المغربية على نفس العدد، 20 لقاء للنيل وليبيا الأرضيتين في حين تنفرد الرياضية المغربية -الأرضية بطبيعة الحال - بنقل كل المباريات ومن أراد أن لا يضيع أي مقابلة فما عليه سوى بقناة أورو سبور على الهوت بارد.
ماذا يناصر الجزائريون في كأس إفريقيا؟؟
ومن أجل إعطاء العرس حقه فان كل واحد منا يكون قد اختار منتخبا يناصره في هذه الدورة لاعتبارات جغرافية، عرقية و أخرى فنية وتقنية حيث هناك جزائريون سيناصرون منتخبي تونس والمغرب ويعزون أنفسهم بنتائج هذين المنتخبين من أن سمعة شمال إفريقيا ولتحقيق رابع لقب في المنطقة حتى في غياب الجزائر، وتدخل اعتبارات عرقية – دينية- عاطفية من خلال تضامن كثيرين مع المنتخب السوداني، لعل وعسى يكون حصان المسابقة الأسود ليبقى أن كثيرين لا يستهويهم المنتخب المصري حتى بساحره أبو تريكة وبلدوزره عمرو زكي لأسباب لا يحسن الرجع إليها، أما هواة المتعة المضمونة فإنهم سيقفون مغمضي العينين خلف منتخبي الكامرون وكوت ديفوار بعد أن حفظوا مهارات هؤلاء اللاعبين عن ظهر قلب من خلال القنوات المتخصصة المشفرة التي تنقل البطولات الأوربية المحترفة.
أفارقة بطولتنا خدعونا
ولأن لضعف منتخبنا علاقة مباشرة بالبطولة المحلية التي لم تعد تنجب لاعبين كبار فان كاس إفريقيا التي تنطلق اليوم كشفت أن اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون في بطولتنا زادوا الأمور سوءا حيث وبالرغم من أن 15 فريقا من القسم الأول يمتلكون في تعدادهم على الأقل لاعبا أفريقيا واحد فان نسبة صغيرة جدا من هؤلاء لها المؤهل للمشاركة في دورة بهذا المستوى والدليل ولم يستدع سوى لاعب مولودية العاصمة المالي كوليبالي ولاعب شبيبة القبائل واسيو وهو ما يكشف أن كل هذا التدفق على بطولتنا لم يرفع شيئا من مستوى بطولتنا بل بالعكس خدع هؤلاء المسيرين وخدعوا الجزائريين من خلال شهادة سنها روراوة في يوم ما اسمها شهادة اللاعب الدولي التي يمتلكها كل لاعبي إفريقي يداعب الكرة..
فؤاد.ب