رُفض ترشيحي كمدير لقناة القرآن لأني متهم بمعاداة البوليزاريو
فارس القرآن جُرد من لقبه وأنا من كان وراء نجاحه
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
في هذا الحوار؛ يكشف صاحب حصة ”خاتم سليمان” وبرنامج ”فرسان القرآن”، الوجه التلفزيوني البارز سليمان بخليلي، عن قصة رفض ترشيحه لمنصب مدير قناة القرآن الكريم، بعدما اتهمه أحد المسؤولين الدبلوماسيين، باتخاذ موقف معاد للموقف الرسمي إزاء القضية الصحراوية، وهي الاتهامات التي يقول عنها محاورنا أنها كانت ملفقة، ونابعة عن حقد مرده خلاف شخصي لا غير
سليمان بخليلي من صحفي مذيع أخبار، إلى صاحب أشهر برنامج رمضاني على مدى سنوات في التلفزيون الجزائري، كيف تصف المشوار وكيف تحب أن تعرف نفسك للجمهور؟
بدأتُ العمل بمؤسسة التلفزيون صحفيا في قسم الأخبار عام 1986، وتدرجتُ في الرتب بهذا القسم، حتى عينتُ رئيس تحرير بالمحطة الجهوية بورڤلة، ثم مديرا للإنتاج بمؤسسة التلفزيون، ثم غادرتها للعمل المستقل مع بعض شركات الإنتاج التلفزيوني الخاصة، التي راسلتُ من خلالها العديد من قنوات الأخبار العربية، وأنتجتُ بواسطتها مجموعة برامج تلفزيونية، وبالأخص تلك التي عرفني المشاهد بها، حيث أنتجت مع استديوهات ميسون لمحمد أوقاسي برنامج ساعة من ذهب، ومع شركة سات للإنتاج برنامج فرسان القرآن أما كيف أحب أن أعرف نفسي للجمهور؛ فأعتقد أن الجمهور يعرفني بما يكفي، وأنا لا أريد أن أكرر التعريف بنفسي من جديد فأصير مملا، ولذلك فأنا أتحاشى الظهور في وسائل الإعلام إلا عندما يقتضي الأمر، والدليل أن الجمهور لم يشاهدني في قناة، ولم يقرأ عني شيئا في صحيفة منذ رمضان السنة الماضية إلى غاية هذا الحوار.
بين طبعة السنة الفارطة من فرسان القرآن وهذه السنة كيف تقيّم أنت مشروعك؟
أفضل أن أترك التقييم للجمهور الذي يتابع البرنامج، ولعل الشيء الوحيد المختلف من الجانب السلبي في هذه الطبعة، هو بث البرنامج مسجلا بدلا من نقله على المباشر، وهو ما أفقد البرنامج بعضا من بريق، وقلل من تفاعل جمهور المشاهدين مع سير المسابقة، خصوصا من خلال المشاركة بالرسائل القصيرة، لكنني للتوضيح أشير إلى أن قرار البث المسجل يعود للتلفزيون، فأنا معتاد على المباشر منذ التحاقي بمؤسسة التلفزيون، وأول عمل قدمته كان على المباشر عام 1986 بمناسبة أول انتخابات تشريعية من وڤلة.
هناك من احتج على جوائز السنة الفارطة الخاصة بفرسان القرآن خاصة الطلبة المقصيون؛ بماذا تجيبون؟
السنة الفارطة مضت وانتهت، ونال المتوجون جوائز لم تكن تخطر لهم على بال، أما الذين أقصوا في التصفيات ما قبل النهائية، فقد نال كل منهم مبلغ عشر ملايين سنتيم وعمرة مدفوعة التكاليف، ثم انتهى دورهم بإقصائهم في هذه المرحلة، وشخصيا لم يبلغني أي احتجاج من أحد، ولم أقرأ عن هذا الموضوع إلا في جريدة وطنية معينة، تحرص على أن تنشر الأخبار المغرضة وتهتم بها أكثر من حرصها واهتمامها بإبراز الأشياء الجميلة مهما كان مصدرها.
لوحظ عند تسليم راية الدفعة في بداية الطبعة الجديدة هذه السنة، حضور كل متنافسي العام الماضي ماعدا الفائز الأول ياسين إعمران، ما هو السبب؟
بمجرد أن فكرت في مشهد تسليم الراية بدأت الدعوة بفارس القرآن للموسم الماضي ياسين إعمران، وكلّمته شخصيا أكثر من مرة للحضور ورفض، لكن الجميع صار يعرف أن هذا الشاب الصغير لم تعد رجلاه تستحملان الأرض. لقد أصيب بالغرور، ولم يعد يكلم حتى شيخه الذي درس لديه في براقي، وأخذ يكيل التهم عبر الجرائد لوزارة الشؤون الدينية لأنها لم ترسله للخارج، لقد صار يتخبط خبط عشواء من تصب، كما يقول المثل العربي! أنا لا أستغرب هذا، لأن الفتى مازال صغيرا، وجاءته الدنيا على حين غرة، فظن أنه قادر عليها.
بالتأكيد؛ أنتم تبحثون دائما عن سبق، فهل أصارحكم الآن بشيء غير مسبوق؟
ياسين إعمران لا علاقة له عمليا بمنطقة القبائل، ولا يتكلم الأمازيغية ولا يحسنها، وهو من مواليد براقي بالعاصمة، وخاض المسابقة في مركز العاصمة، ونظرا لعدم فوز أي مترشح من مركز تيزي وزو الذي استضاف حفل اختتام التصفيات، فقد قدمتـُه على أنه من منطقة القبائل بسبب لقبه القبائلي فقط، دون أي إملاء من أحد ودون أية توجيهات سياسوية، كما تردد وأشيع في بعض الأوساط الإعلامية، من كوني دُفعتُ إلى ذلك دفعا من طرف جهات ما ببساطة؛ كان في نيتي الحسنة فقط أن أُظهِرَ منطقة القبائل من خلال رمزية تتويج ياسين إعمران، على أنها حصن القرآن المنيع، وأن ما يتردد عن حملات التنصير فيها مجرد كلام، ثم دافعتُ عن تتويجه أمام الجميع لتحقيق هذا الهدف السامي النبيل، لكن هذه النية الحسنة عادت علي وعلى كثير ممن دعموه وشجعوه بما يشبه جزاء سنّماروأفيدكم أيضا أن لجنة التحكيم قررت مؤخرا نزع لقب الفارس عنه، وكنت سأعلن عن هذا القرار في البرايم الأخير، حتى يكون عبرة لمن ينحرفُ عن أخلاق القرآن، لكن المدير العام للتلفزيون ارتأى بعد صدور قرار اللجنة إعلام المعني كتابيا بهذا القرار، وكذا إبلاغ الإدارات والهيئات العمومية بفحواه.
ما تعليقكم على تعيين المدير العام السابق للتلفزيون حمراوي حيبب شوقي سفيرا برومانيا، وهل تطمحون لمثل هذه المناصب؟
لو تجسدت الدبلوماسية بشرا سويا يمشي على الأرض، فلن تكون سوى حمراوي حبيب شوقي.. هذا الرجل معجون بطين اللباقة والدبلوماسية والأدب والخلق الجم القويم فنان في سلوكه، في معاملاته، في يومياته، ودبلوماسي حتى وهو في أقصى حالات غضبه القليلة النادرة، ولذلك فأنا أتخيله المعني المباشر بقول أبي العتاهية:
أتـتْـه الديبلوماسية مُـنـقـادة .. إلـيـه تُجرجرُ أذيالهـا
فلم تـكُ تصـلحُ إلا لـه .. ولم يك يصلح إلا لـهـا
حمراوي رجل دبلوماسي بالفطرة ويستحق أكثر، ويستطيع أن يقدم أحسن في بلد آخر غير رومانيا، مع احترامي لهذا البلد الصديق، وعدم معرفتي لسبب وقوع الاختيار عنه لهذا البلد، وبالتالي فهو الرجل المناسب في المكان غير المناسب.
أما عن طموحي لمثل هذه المناصب، فأنا لحد الآن لست معارضا للنظام، ولا منخرطا في حزب، ولا عضوا في جمعية، وأعتقد أن شخصا في هذا الزمن، وفي عالم السياسة بالتحديد، لا تتوفر فيه هذه الشروط، لا يحـق له أن يطمح ولا أن يطمع
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
بالمناسبة؛ علمنا أن اقتراح تعيينك بداية هذا العام في منصب هام بإدارة التلفزيون، ألغي بسبب موقفك من مسألة الصحراء الغربية، هل هذا صحيح؟
شخصيا؛ بلغني من بعض الأوساط الإعلامية أنني رشحت لمنصب مدير قناة القرآن في التلفزيون، ثم رفض ترشيحي بسبب عدائي للصحراويين، هل يمكن لعاقل في الجزائر، أن يتصور ربط قناة القرآن الكريم التي لا تذيع إلا القرآن بملف سياسي دولي كملف الصحراء الغربية؟ كأن يقال لك مثلا أنت مرفوض في منصب مدير قناة القرآن، لأنك ضد الصحراء الغربية؟ أتوقع أن يقال لك: أنت مرفوض لأنك لا تحفظ القرآن.. أو أنت مرفوض لأنك سكير، أو أنك لاتصلي ولا تصوم، أما أن يقال لك أنت مرفوض بسبب عدائك للصحراء الغربية، فهذه بالنسبة لي نكتة 2009 التي يمكن إدراجها في كتاب غينس، الفصل التاسع، أول الصفحة 509 المهتمة بأحدث النكت في العالم.
ولذلك، تلاحظ أنني بعدها مباشرة شديت الرحال إلى الصحراء الغربية من خلال حصة خاتم سليمان، لأثبت بالصوت والصورة والهندام أنني مواطن صالح أقف مع المصالح الاستراتيجية العليا لبلدي كأي مواطن صالح، وأنني بريء من هذه التهمة الباطلة براءة الذئب من دم يوسف، وهناك التقيت بالأشقاء الصحراويين الطيبين، وحاورتهم وأكلت ملحهم وسكرهـم، وقاسمتهم الماء والزاد، وحرصت على أن يكونوا حاضرين في برنامج خاتم سليمان طوال شهر رمضان أشير فقط إلى أنني عينت عام 2005 مديرا للإنتاج بمؤسسة التلفزيون، دون أن يثار مثل هذا الاتهام الضحل التافـه، لأن المتداول لدى هذه الأوساط أنني سُجلتُ عدوا للصحراويين منذ العام 2002
يقال لا دخان بلا نار؛ فما الحكاية ولماذا 2002 بالتحديد؟
ذهبت إلى بلد عربي عام 2002 لإنجاز شريط وثائقي حول البلدان العربية التي ساعدت الثورة الجزائرية بمناسبة الذكرى 50 لاندلاع الثورة، وفي بيت السفير الذي دعانا للعشاء وليته الآن لم يدعنا، قادنا الحديث إلى البلدان العربية التي يشملها التصوير، فأجبت الحاضرين من أعضاء السفارة المدعوين، أن الجزء الأول من التصوير يشمل المشرق، والثاني خاص بتونس والمغرب نظرا لدعمهما الاستثنائي للثورة، والذي لا يكفيه شريط واحد، فسألني أحدهم: هل تستطيع التصوير في المغرب ونحن على خلاف مع هذا البلد؟ قلت له بالحرف الواحد: التاريخ المشترك لا يختلف فيه اثنان، والجزائر ليست على خلاف مع أحد.. هذا النزاع مغربي ـ صحراوي ـ أممي، وأنا أحفظ تاريخه عن ظهر قلب…، وفهم من هذا الحديث حسب هواه أنني كجزائري أتنصل من دعم الأشقاء الصحراويين، فأرسل بعدها لمختلف الهيئات في الجزائر، تقريرا مفصلا يتهمني فيه بمعاداة الأشقاء الصحراويين، وزاده تضخيما عندما كتب بأنني كنت أتكلم بحضور أجانب، والصحيح أنني كنت أتكلم في بيت يرفع علم الجزائر، والأجانب سائقان في السفارة يعملان إلى الآن، ويقومان أيضا بدور الطبّاخ والنادل، وهما فلسطينيان.. وبغض النظر عن محتوى الكلام الذي فسره هذا الشخص ”الموتور” بما يسيء إلي، فهل تتصور أن الطبّاخ أو النادل يتركان عملهما، وكانا يحضران الكسكسي تحديدا وهو أكلة جزائرية يفترض أن لا يسند طبخها لأجانب، من أجل استراق السمع على مأدبة رسمية أما السبب المباشر للاتهام فهو شخصي طبعا، لأنني دخلت مع هذا الشخص في مساء نفس اليوم داخل مقر السفارة في مشادة كلامية، بسبب آخر لا علاقة له بالعمل.
أنا طبعا نسيت الموضوع، لكن بمجرد عودتي للجزائر استدعاني المدير العام السابق حمراوي، ووبخني على أنني تكلمت كلاما بحضور أجانب لا يعكس صورة التلفزيون، ولا صورتي الشخصية، وأنّ هذا الكلام سيضرني مستقبلا .. الخ، وعندما انتهى من حديثه، عاتبته على أنه بادرني بالتوبيخ قبل أن يستمع إلي، وقلت له حرفيا: إن حكمة الهنود تقول: خلق الله للإنسان فما واحدا حتى يتكلم، وأذنان حتى يسمع خصمان، وأنا كمـا أعرفك جزائريا متسرعا، أعرفك أيضا هنديا مُنصفا.. عند ذاك انبسطت أساريره فضحك وقهقه، ثم استمع إلي واقتنع بكلامي، بعد أن عرفته بخلفية كلام هذا الشخص، بل وطلب مني تقريرا كتابيا توضيحيا لما جرى، وقدمته له طبعا لإرساله لنفس الجهات التي كان ينبغي أن تقاسمنا حكمة الهنود، فاتضح أنها اكتفت بالطبع الجزائري الذي يطبعنا جميعا.
لكن ما ساءني من هذه التهمة؛ وقد أثبتُ براءتي منها أنها أصغر مني بكثير، فأنا أحفظ النشيد الوطني الصحراوي عن ظهر قلب، وأعرف من تاريخ الصحراء الغربية أضعاف ما يعرف هذا الشخص الذي يتحدث باسمها، بدءا من ماء العينين مؤسس مدينة السمارة، مرورا بالشهيد مصطفى الوالي، وانتهاء بمحمد عبد العزيز الذي تناولت طعام العشاء في بيته، وقد طبخته السيدة الفاضلة زوجته خديجة حمدي بنفسها، وأجريت معها حوارا مطولا كوزيرة للثقافة، وباعتبارها امرأة مثقفة من طراز عال، بل وبلغني لاحقا أنه اختير في ذلك البلد، للحديث عن القضية الصحراوية أمام السلك الدبلوماسي فلم يخرج الحاضرون مما قدمه لهم بشيء يذكر.
بالإضافة إلى أن عشرات الطلبة الصحراويين تخرجوا على يدي، بعد أن درسوا عندي في ورڤلة، والتقيت بعضهم أثناء تصوير الحصة الصيف الماضي في مخيمات اللجوء، وتربطني بهم صداقات دائمة.
ومهما كان، فأنا لا أعتقد أن جزائريا شهما حرا أصيلا، يمكن أن يصدق عني هذا الافتراء، فيفكر مجرد التفكير بأن يسمح لنفسه باتهامي بمثل هذه التهمة الحقيرة.
تصوروا لوكنت ناقص وعي مثلا، ماذا كنت سأفعل أمام هذا الاتهام الخطير؟ سأحزم حتما أمتعتي وأغادر إلى بلد آخر، وأشرع في السب والشتم، وستفتح لي كل الفضائيات أبوابها.. لكنني أكثر وعيا وإيمانا وتحضرا من الانسياق وراء تداعيات هذه التهمة الباطلة الآثمة التي سأحاسبُ عليها صاحبها أمام الله يوم القيامة، ويكفيني فخرا أن 99 بالمائة من الجزائريين، يعرفون أنني لست الشخص الذي يمكن أن يشوه بمثل هذه التهمة.
لكنك عينت عام 2005 مديرا للإنتاج دون أن يكون للحكاية التي حكيتها دور في عرقلة تعيينك؟
لأن حكاية أخرى مرتبطة بالحكاية السابقة، وقعت لي مع أحد الفنانين المبتدئين، وهو واحد من فناني الكباريهات، عندما جاءني إلى المكتب مدعيا أن مسؤولا ما في جهاز ما هو الذي أرسله، رحبتُ به طبعا وبمن أرسله ، واستمعتُ إليه، وقدم لي نماذج من غنائه، فشجعته وكلفت له مسؤولا يتولى برمجته للمرور في إحدى الحصص، لكنه راح يفرض شروطا، ويهدد ذلك المسؤول بمن أرسله، وعندما تمادى بإساءة الأدب معي ومع المسؤول الذي كلفتُه في المديرية، وباقتحامه لمكتبي بطريقة همجية تسيء إلي وإلى المؤسسة، طردته من المكتب بطريقة لم يكن يتوقعها، وبالتالي فإنه يكون قد نقل لمن أرسله حقائق مغلوطة عني، تسببت في اعتماد ملف معاداة الصحراء الغربية الملفق ظلما وعدوانا عني.
لكن دعنا من هذا فنحن في الجزائر، وبإمكاننا أن نتوقع أي شيء، بما في ذلك التصفية الجسدية لأسباب تافهة، وبما أن الشكوى لغير الله مذلة، فأنا لن أكتب لأحد، ولو لم تستفزني الآن في الحوار لما تكلمت، وليس أمامي في الأخير سوى ثلاث خيارات :
الشكوى لله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتابة وصية بتوجيه الأصبع للمشتبه المباشر في حال وقوع مكروه بعد هذا الحوار لاقدر الله.
السكوت نهائيا عن هذا الموضوع، وعدم تكرار الحديث فيه مرة أخرى، ودعوة الله بتعجيل تحرر الشعب الصحراوي الشقيق، حتى لا يبقى أمام من يتهمني ما يمكن أن يتهمني به.
معنى هذا أن لديك طموح لتولي منصب بإدارة التلفزيون لو لم تكن موسوما بهذه التهمة؟
في الوقت الحالي لا، لأنني مازلت في نظر من اتهمني معاديا للشعب الصحراوي فيما يخص حقه في تقرير مصيره بنفسه، وطرد المحتل المغربي من أراضيه، ولن أتمكن من محو هذه التهمة، إلا بعد أن أُنزل على الناس كتابا من السماء يقرؤونه، أو أن آتيهم بيدي خضراء من الجنة كما يقول الجزائريون، وهذا ما أعتذر عنه لأنني لست نبيا، ولأن زمن النبوة انتهى.
أما لو وجدت بعد هذا التفصيل الممل أن التهمة مازالت ملتصقة بي، فإن أدنى ما أستطيع فعله حين يستدعي الأمر، هو الانضمام إلى صفوف البوليساريو لإثبات براءتي بشكل عملي، بعدما قمت بإثباتها كلاما وهنداما من خلال برنامج خاتم سليمان.
أقول هذا، لأنني مازلت ملاحقا بهذه التهمة مهما فعلتُ وبرهنتُ وأثبت، وقد انتهى إلى مسامعي مؤخرا، أن هناك من اعترض في التلفزيون عن بث الحلقة التي كان سؤالها: ما معنى كلمة بوليساريو، بحجة أنني أستهين بالصحراويين وأُظهرهم جهلة لمعنى اسم الجبهة الصحراوية، وهو اعتراض غير مبرر طبعا، تماما كمن يعترض عن سؤالي للمصريين: ما معنى كلمة فرعون، وسؤالي لليبيين ما معنى اسم : طرابلس، أو حتى سؤالي للجزائريين : من هو مؤلف النشيد الوطني، حيث أن النتيجة المؤكدة هي أن لا أحـد ـ بمن فيهم هؤلاء المعترضين ـ يحفظ النشيد الوطني ”قسما” عن ظهر قلب ..
والمؤلم أن من اعترض في التلفزيون عن بث هذه الحلقة، يريد أن تكون ملكا أكثر من الملك نفسه، حيث تلقيتُ اتصالات إعجاب كثيرة من الأشقاء الصحراويين بمحتوى هذه الحلقة بالذات، لأن المقصود هو تعريف المشاهدين في العالم بأسره معنى كلمة بوليساريو، التي كان أغلب الناس يجهلون اشتقاقها اللغوي بمن فيهم أنا شخصيا، وقد كنت حريصا على دعوة طاقم السفارة الصحراوية بالجزائر، طوال حلقات برنامج فرسان القرآن، وتلقيت شكرا وثناء كبيرين من طرف سعادة السفير الصحراوي السيد ابراهيم غالي، عن الحلقات المصورة في الصحراء الغربية، وكنت حريصا على حضوره وظهوره في برنامج فرسان القرآن.