روسيا.. هكذا إنقلب “طباخ الرئيس” وبدأ تمرد فاغنر
تحولت فاغنر من مجموعة مقاتلة تحت العلم الروسي في أوكرانيا إلى مجموعة غاضبة متمردة ضد وزراة الدفاع، في أقل من 24 ساعة.
وإستدعى هذا التصعيد المفاجئ والخطير، أمرا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحق هذه التمرد.
حيث وصل الفصل الأخير في تصاعد حدّة الخلافات بين مجموعة فاغنر والقادة العسكريين في روسيا، إلى إعلان “تمرد المجموعة”. والسيطرة على مدينة روستوف، ذات الأهمية الاستراتيجية في مسار الحرب بأوكرانيا.
طباخ بوتين
يعتبر قائد “فاغنر” أحد المقربين من بوتين، ويوصف في وسائل الإعلام الغربية بـ”طباخ الرئيس الروسي”. بعدما ظهر في إحدى المناسبات وهو يقدم طبقاً لبوتين.
وحسب شبكة “بي بي سي”، فإن بريغوجين، 62 عاماً، يمتلك شركات تموين ومطاعم. وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
وظهرت فاغنر التابعة لـ”بريغوجين”، لأول مرة خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
ومنذ ذلك الحين مارست نفوذا نيابة عن موسكو في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وموزمبيق، وفقا لتقارير غربية.
تسلسل زمني للأحداث التي تكشفت خلال الـ24 ساعة الأخيرة
نشر بريغوجين يوم أمس الجمعة مقطع فيديو صعد فيه من نبرة خلافه مع كبار الضباط العسكريين في روسيا. ولأول مرة يرفض مبررات موسكو الأساسية لغزو أوكرانيا.
في سلسلة من التسجيلات الصوتية اللاحقة على تيليغرام، قال بريغوجين إن “شر” القيادة العسكرية الروسية “يجب أن يتوقف”. وإن مرتزقة فاغنر سيقودون “مسيرة من أجل العدالة” ضد الجيش الروسي.
ليرد جهاز الأمن الاتحادي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين، قائلا إنه دعا إلى تمرد مسلح.
وحث نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفكين، مجموعة فاغنر على التوقف عن معارضتها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدها.
وقال بريغوجين إن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا. وهم على استعداد للذهاب “إلى أبعد مدى” في معارضتهم للجيش الروسي.
ودخل مقاتلو فاغنر مدينة روستوف بجنوب روسيا، حسبما قال بريغوجين في تسجيل صوتي نُشر على تيليغرام.
وبعدها، أبلغ المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف بوتين رسميا بالقضية الجنائية ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح.
ونصح حاكم منطقة روستوف المجاورة لأوكرانيا بجنوب روسيا السكان بالالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم. حيث أصبح من الواضح أن قوات فاغنر قد سيطرت على مدينة روستوف.
لتصدر بعدها وزارة الدفاع الروسية بيانا تناشد فيه مقاتلي فاغنرالتخلي عن زعيمهم. قائلة إنهم “خدعوا وجُروا إلى مغامرة إجرامية”.
وقال مصدر أمني روسيلرويترز إن مقاتلي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج. الواقعة على بعد نحو 500كيلومتر جنوبي موسكو.
وخرج بعدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب عبر التلفزيون يتعهد فيه بسحق ما اسماه بالتمرد المسلح. واتهم بريغوجين “بالخيانة” و بتوجيه “طعنة في الظهر” لروسيا.
ومن جهته، قال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين، إن قواته مستعدة للمساعدة في إخماد تمرد بريغوجين. واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر.
وأصدرت الحكومات الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانات تقول إنها تراقب عن كثب التطورات في روسيا.
وفتحت طائرات هليكوبتر عسكرية روسية النار على قافلة من المرتزقة المتمردين. بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو.