رفض أممي وروسي وأمريكي لصفقة ترامب مع محمد السادس ونتنياهو
إجماع دولي على أن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لن يغيّر شيئا من القضية الصحراوية
توالت، طيلة نهار أمس، ردود الأفعال الدولية الرافضة والغاضبة على الإعلان الذي أطلقه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، عندما كشف عن اعتراف حكومة بلاده بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية، مقابل اعتراف المغرب بوجود دولة الكيان الصهيوني والتطبيع معها.
بداية الردود كانت من أمريكا نفسها، وعلى لسان مسؤولين أمريكيين، سابقون وحاليون، حيث قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي، “السيناتور” جيمس إنهوف، إن موقف الرئيس المنتهية ولايته، لن يغيّر من المركز القانوني للصحراء الغربية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
واعتبر إنهوف موقف ترامب مثيرا للصدمة ومخيبا للآمال للغاية، معربا في ذات السياق، عن حزنه إزاء إنكار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لحقوق شعب الصحراء الغربية.
وأكد إنهوف بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترفت في عام 1966 بالحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء، مضيفا في هذا الصدد، أنه ومنذ ذلك الوقت، لا يزال للمجتمع الدولي سياسة واحدة واضحة ومحددة بخصوص قضية الصحراء الغربية التي تستحق استفتاءً لتقرير المصير لتحديد مستقبلها.
وأوضح السياسي الأمريكي، بأن الولايات المتحدة، أيّدت هي الأخرى هذه السياسة منذ عقود، وعملت من أجل أن يتم تنظيم استفتاء لتقرير المصير، واستمرت هذه الإدارة على نفس المنوال الذي ظلّ ثابتا على مرّ الإدارات السابقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، ليست لوحدها في هذ الاتجاه، بل هي إلى جانب الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الأوروبي، الذين يعترفون بالحق المشروع للشعب الصحراوي في أن يقرر مستقبله.
من جهته، عبّر جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي في إدارة ترامب، والسفير الأسبق في عهد بوش الإبن بمبنى الأمم المتحدة، عن موقفه إزاء إعلان ترامب.
وقال بولتون بصريح العبارة إن “ترامب كان مخطئا في التخلي عن ثلاثين عاما من السياسة الأمريكية بشأن الصحراء الغربية لمجرد تحقيق نصر سريع في السياسة الخارجية”.
وعلى الجهة الأخرى، أبدت روسيا الرسمية رفضها التام لقرار ترامب، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله إن اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، هو قرار أحادي الجانب ويشكّل انتهاكا وتجاوزا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن الدولي، التي صوّت الأمريكيون أنفسهم لصالحها.
من جانبها، جدّدت المملكة المتحدة تأييدها لجهود التوصل إلى حلول سياسية تفاوضية للنزاع على الصحراء الغربية، تتيح تقرير المصير للشعب الصحراوي، مؤكدة بأن موقفها فيما يخص القضية الصحراوية، سيظل كما هو ثابتا.
ولم يختلف الأمر كثيرا داخل مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سارع الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، لتبيان موقف الأمين العام الأممي من المسألة.
وقال دوجاريك خلال ندوة صحافية، إن موقف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، لن يغيّر من موقف الأمم المتحدة تجاه قضية الصحراء الغربية.
وأوضح المتحدث بأن الأمين العام للأمم المتحدة، لا يزال يرى بخصوص قضية الصحراء الغربية، أنه بالإمكان التوصل إلى حلّ عادل ونهائي لهذه القضية في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية.