رغم أسعارها المرتفعة واستهجان عامة الناس لها : “البيرسينغ” طقوس هندية تستهوي الشباب الجزائري في فصل الصيف
يعرف “البيرسينغ” ، أو وضع الأقراط في مختلف أنحاء الجسم، رواجا كبيرا في الأوساط الشبانية، بعدما كانت تقتصر الأقراط على الأذن فقط، وعلى الفتيات فقط، إلا أنه أصبح موضة تميز شباب اليوم عن غيرهم، إذ أصبحنا نلاحظ شبابا شابات يضعون أقراطا في البطن، الأنف، الحاجب، الشفاه والأظافر، ورغم غلاء أسعارها إلا أن الإقبال عليها واسع ويعرف رواجا كبيرا.
وضع القرط في الأذن من العادات الجزائرية والمعروفة لدى العامة بـ”العيّاشة “، وفي هذا الشأن تقول الحاجة “مليكة” إن قصة العيّاشة موجودة منذ القدم ولها أسبابها، حيث تقول “تستعمل الأم الأقراط لأولادها بسبب أنها تنجب ذكورا يفارقون الحياة مباشرة بعد الولادة، فتعمد الأم إلى جمع المال قبل الولادة من سبعة رجال من أجل شراء قرط من ذهب، وكثيرا ما يحملون اسم محمد تبرّكا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ووضع القرط في أذنه حتى يعيش الذكر ويعمّر طويلا في الحياة” وتضيف الحاجة مليكة أن القرط الذي تضعه الأم لمولودها ولا ينزع من أذنه طيلة حياته.
وأكدت “سميرة”، أم لطفلتين، أن البيرسينغ من طقوس الهنود، وتعتبر أن الجزائريين يقلّدون الأجانب في الأمور السلبية، باعتبار أن المجتمع لا يقبل هذه الطقوس الدخيلة. في حين أجابت كريمة قائلة “البيرسينغ يعتبر من الأمور الشيطانية التي تجلب العار لفتياتنا وشبابنا، وللأسف كثيرون من اتبع هذه الموجة”، معتبرة وضع الذكور لأقراط في أذنهم تشبها بالنساء.
شباب يتبعون موضة أو ظاهرة دون معرفتهم لجذورها
تقربت “النهار” من شباب يستعملون أقراطا في أجسادهم بعدما كان رمزا أنثويا، حيث وقفت على اختلاف آرائهم حول سبب وضعهم للأقراط، فـ “محمد” أكد أنه وضع قرطا في حاجبه منذ أكثر من 4 أشهر بعدما أعجب بالمغني العالمي “مساري”، ويقول “أعتبر البيرسينغ موضة العصر وكل واحد حر في تصرفاته، فكثيرا ما أتعرض لانتقادات جراء القرط الذي وضعته على مستوى الحاجب”، مضيفا أنه يمكن للشبان وضع القرط على الحاجب والأذن. وأشار “سمير”، صديقه، أنه معجب كثيرا بالبيرسينغ الذي يضعه، خاصة الشباب منهم، وأكثر من ذلك الفتيات لأنه يضفي عليهن جمالا خاصا، حسبه.
وتحدثت “ميمي”، 19 سنة، عن وضعها لقرط ببطنها بقولها “إني وضعته بمناسبة فصل الصيف لأني أقضي كل العطلة على شاطئ البحر، خصوصا وأنني أعشق اكسيسوارات التجميل”. ومن هؤلاء أيضا “سميرة” قامت بوضع قرط على مستوى البطن رغم أنها محجبة، وسر اتباعها لهذه الموضة هو ارتداؤها للحجاب دون اقتناع به، وتعتبر اتباع الموضة تحديا لحرمانها!! وتضيف “نسرين” أنها ترتدي الأقمصة القصيرة ما جعلها تضع بيرسينغ على سرتها ليزيد من جمالها، لأنها موضة مسايرة للتجديد.
أسعار البيرسينغ تتراوح بين 3 و5 آلاف دينار
أكدت “سهام”، صاحبة قاعة “بيرسينغ” بالعاصمة، أن الإقبال على وضع هذا النوع من الجواهر كبير من قبل الفتيات، خاصة مع دخول فصل الصيف. وأضافت أن موضة هذه السنة هي “بيرسينغ لابري”، وهو قرط يوضع على الفم خاصة الشفة السفلى، وهذا النوع يشهد إقبالا من الذكور والفتيات على حد سواء، مؤكدة أنه لا يمكن تحديد الفئة الأكثر إقبالا على البيرسينغ، لأن كلا الجنسين أصبح يقبل على هذا النوع من التجميل إن صح التعبير. وأضافت أن أسعار البيرسينغ تتراوح من 3 آلاف دينار إلى 5 آلاف دينار وباستعمال “مادة التيتان” المقاومة للصدأ التي تحمل لونا فضيا لامعا ولونه غير قابل للزوال، كما أنها خفيفة الوزن ولا تشكّل أي خطر على البشرة.