رسالة خاصة إلى كنتي المستقبلية

ليلة زفاف الابن فرحة كبيرة، وحلم لكل أم، لكنها أيضا ليلة فارقة في حياتها كليلة ميلاده، فالجنين الذي اشتاقت لرؤيته، ثم الطفل الذي سهرت على رعايته، أصبح رجلا سيستقل بحياته إلى جانب أخرى تحل محلها بمنتهى البساطة، وهنا نجد من الأمهات من يتقبلن الأمر ويباركن هذا الزواج، وأخريات لا يستطعن تجاوز هذا الشعور، فتحل بدل الفرحة العبوس وتحل العدوانية، وتدق الحرب طبولها.

رسالة خاصة إلى كنتي المستقبلية

وفي هذا السياق كتبت سيدة وهي أم لثلاث ذكور، رسالة إلى زوجة ابنها المستقبلية تقول:

زوجة ابني المستقبلية، لدى العديد من الأشياء التي أريد أن أخبرك بها، ربما لا استطيع أن أخبرك بها كلها لكن لحسن الحظ ما زال لدينا الوقت الكافي لذلك في البداية، أريدك أن تعلمي أنني احبك، احبك قبل أن أراك لأنك ستحبين ابني ولأنه سيبادلك هذا الحب، سيأتي يوما ويصبح هذا الصغير السخيف الفوضوي ملكك، صحيح انه سيبقى لي لكنك ستأخذين مكاني بطرق عديدة.

يوما ما يدك ستحتل مكاني وعيناك ستصبح هي ملاذه وقلبك أنت بيته، سيشاركك أنت أحلامه وستكونين أنت من يطمئنه، ويهدئ من روعه إذا شعر بالخوف أو القلق، يوما ما ستمتلكين قلبه الذي اسمع أنا الآن دقاته على صدري كلما حملته.

رسالة خاصة إلى كنتي المستقبلية

يوما ما يا عزيزتي ستصبحين كل هذا، أنت الآن كل شيء بالنسبة لأبويك وأنا أدعو من أجلك لتكوني سعيدة وآمنة وان تتعلمي كيف تحبين نفسك، لأنه دون أن تتعلمي ذلك لن تتمكني من إسعاد احد، وكلما نظرتي الي السماء اعلمي أن الله خلقك لتكون أميرة وأنا أربى ابني لأن يراك هكذا، الحياة ستكون مليئة بالضوضاء وسيأتي يوم وستنظرين إليه وتفكرين هل كان قراري صحيحا ففكري في الحياة التي سوف تؤسسانها معا وتذكري لماذا اخترته يوما ولماذا وقعت في حبه منذ البداية.

أعدك أن أُعلم ابني هذه الدروس كل يوم وسأزرع في قلبه بذور الحب وسأعلمه كيف يعتني بنفسه وكيف يغسل أطباقه وملابسه وألا ينتظر ذلك منك، سأعلمه كيف يفهم معنى كلامك ويهتم به وكيف يضمك ويحبك لشخصك وليس لما تمنحينه إياه، ربما سيمضى وقت طويل قبل أن أراك، لكنى احبك من الآن حتى أقابلك لأنك ستحبين ابني، أجل هذا كل ما أريد أن تحبين ابني.