رسالة إلى حواء.. رزقك بيد الله فلا تقنطي من رحمته
رسالة إلى حواء : أختاه.. الزواج ليس كل شيء في الحياة، فأنت خلقت لهدف عظيم: عبادة الله، فانشغلي بها، وكفى بها شغلا، يمكن أن تعيشي في سعادة وهناء. وطمأنينة وصفاء ولو لم تتزوجي، من العجيب أن بعض الفتيات تصرف كل أوقاتها في التفكير في الزواج. فتحرق زهرة عمرها، ونضرة شبابها.
أيتها الحواء الفاضلة، هناك لآلئ ثمينة في أعماق البحار لم يهتد إليها غواص. أنت واحدة منهن، لهذا تعلقي بالله، وتضرعي إليه، وتجلدي بالصبر والرضا، وأكثري من ذكر الله
بذكر الله ترتاح القلوب .. ودنيانا بذكراه تطيب
السعادة الحقيقية والنعيم الكامل في الآخرة، وهذه الدنيا طبعت على كدر، لا تصفو لأحد متزوج أو أعزب. فإياكِ إياكِ أن يغلف قلبك اليأس أو يستوطن روحك الهم والحزن أو الاكتئاب والقلق. فكم من متزوجة تعيش في جحيم، تصبح وتمسي في هموم وأحزان.
كما تخلصي من فكرة أنه قد فاتك القطار، فالأمور تجري بقضاء الله ذي الملكوت. والمسلمة وإن قدر الله عليها تأخر الزواج فدينها وعفافها يحجزها عن كل انحراف وخطأ. أشغلي وقتك بالمفيد، تزودي من العلم النافع، اكتسبي المهارات المفيدة، اجعلي لك صحبة طيبة.
يقول بعض الفضلاء: إن تأخر المرأة عن الزواج، مع كثرة الفتن، قد يدفعها إلى إشباع ذلك بالحرام. ونحن نقول: هذا الطرح محركا لبعض الغافلات تسوغ منه عذرا لها، وهو عذر أقبح من ذنب.
و يقول آخر: إن المرأة إذا تأخرت عن الزواج وهي ترى صاحباتها ومن هن أصغر منها أمهات، تجرعت الآلام والغصص، وعاشت حياتها في هموم وأحزان! ونحن نقول: سبحان الله، أتلومها في أمر لا حيلة لها فيه؟.
ثم أيتها الأخت الفاضلة: أليست في كل يوم تصلي سبع عشرة ركعة فريضة. وما شاء الله من النوافل، وتقرئي وردا من القرآن. وتذكري الله بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وتبري والديك. وتتعلم المفيد، أيعقل أن يكون لك وقت لتجرّع الآلام والهموم. وأنت تتقلبي في رياض الذكر، وأنواع العبادات؟!
كما أيتها الأخت.. كل يوم من حياتك كنز ثمين، يوم جديد، حياة جديدة، والعمر قصير فلا تقصريه بالهموم والأحزان. ابذلي كل سبب حسي ومعنوي لهذه النعمة، وإلى أن يأتي الله بالنصيب فاغتنمي عمرك وشبابك. واستثمري وقتك، والتحقي بركب الأخوات الصالحات، واجتهدي في فعل الخيرات.