رتل من الدبابات يحتشد امام مخارج مدينة حمص بسوريا
احتشدت الدبابات خارج أحياء المعارضة في مدينة حمص اليوم بعد أن قصفت القوات التي يقودها العلويون المدينة السورية لليوم الخامس وقال سكان أنهم يتوقعون هجوما كبيرا لإخضاع مركز الثورة على حكم الرئيس بشار الأسد،وتجاهل الأسد المدعوم من روسيا نداءات من زعماء العالم لوقف المذبحة.وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “الوحشية المروعة” للحملة التي تستهدف القضاء على الانتفاضة المناهضة للأسد وحذر سفير تركيا لدى الاتحاد الاوروبي من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية قد تشعل المنطقة،وأدان دبلوماسيون من دول غربية وعربية -يعقدون اجتماعات ربما تخرج ببعض القرارات قريبا- الأسد بلهجة قوية،لكن مع استبعاد التدخل العسكري فإنهم يجاهدون لإيجاد سبيل لإقناعه بالتنحي.وقالت روسيا الحليف القوى لسوريا انه يجب ألا يتدخل أحد في شؤون دمشق،وقال نشطاء في حمص أن تعزيزات الدبابات التي أرسلت في اليومين الماضيين تثير احتمال وقوع هجوم كبير لاقتحام المناطق السكنية الكبيرة للسنة التي يعيش فيها مئات الآلاف.ويستعد المنشقون الأقل تجهيزا وعتادا الذين ينضوون تحت لواء الجيش السوري الحر لصد الهجوم.وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر انه من الصعب التنبؤ متى سيقع هجوم كبير لكنه زعم أن الأسد ليس لديه قوات موالية كافية للسيطرة على المدينة،وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا “قوات الأسد تعتمد على القصف لأنه ليس لديهم الأعداد الكافية نحن نتحدث عن مناطق سكنية كبيرة فيها أعداد كبيرة من السكان.”وقال النعيمي أن الجيش السوري الحر سيدافع عن المدنية “حتى آخر قطرة من دمه”. ورفض أن يذكر تفاصيل عن ميزان القوة العسكرية لكنه قال أن القوة المقاتلة الأساسية للأسد تشكل نسبة صغيرة من قواته في حمص.وأضاف النعيمي قوله “الانشقاقات في الجيش كان لها أثر واضح. ولهذا نرى أعدادا كبيرة من الشبيحة وقوات الأمن بين قواته في حمص.”وفي حمص قال النشط محمد حسن أن فترة هدوء قصيرة في القصف مكنته من مغادرة الطابق الأرضي لمنزله وتفقد مدى الأضرار التي وقعت.وقال حسن عبر هاتف يعمل من خلال الأقمار الصناعية “ليس هناك شارع واحد ليس فيه مبنيان أو أكثر تعرضت لأضرار شديدة من جراء القصف.”وأضاف قوله “نسمع من الثوار أن هجوما كبيرا قد يحدث قريبا ربما يوم السبت.”وقال أن هجمات المدفعية كانت موجهة إلى إحياء بابا عمرو وإنشاءات والخالدية ومناطق أخرى من المدينة يتحصن فيها المنشقون ويشنون منها هجمات كر وفر على مؤخرة قوات الأسد.وقال حسن “أربع دبابات أو مركبات مدرعة دمرت اليوم على أطراف بابا عمرو وبعض الخبز والمؤن الطبية تم تسليمها هناك للمرة الأولى منذ أيام على أيدي نشطاء جاءوا من شارع البرازيل.”وقال وليد عبد الله وهو نشط آخر في المدينة أن الميليشيات العلوية تلعب دورا داعما حيويا للقوات المهاجمة.وأضاف قوله “حمص أصبحت عاصمة الانتفاضة. وأخشى أن يستمر النظام في قصفها حتى تتحول إلى حماة أخرى.” وكان يشير بذلك إلى الآلاف الذين قتلوا في قصف مدينة حماة واجتياحها في عام 1982 في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.وقال عبد الله “الجيش السوري الحر يستعد لصد هجوم بالشراك المفخخة … وقد امتد مستوى عال من التكافل الاجتماعي أيضا خلال الانتفاضة في أحياء مثل بابا عمرو والخالدية وما وراءها وتعهد الناس بمقاومة ما يرون أنه هجوم طائفي.”وقال شهود عيان في مدينة حمص أن المستشفيات الميدانية في مناطق المعارضة المحاصرة تغص بالقتلى والجرحى بعد نحو أسبوع من قصف القوات الحكومية والقناصة للمدينة.وقاربت الإمدادات الطبية والغذائية على النفاد في حين ينزف بعض المصابين في الشوارع حتى الموت في ظل خطورة عملية إنقاذهم ونقلهم لاماكن آمنة.وقدرت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة معارضة في حمص إجمالي عدد قتلى يوم الخميس فقط بما يصل إلى 110 شخص بحلول المساء. لكن من المستحيل التحقق من مثل هذه الأرقام.وقالت اللجان في بيان أرسل إلى رويترز أن هذا العدد يتضمن ثلاثة أسر انتشلت جثث أفرادها من تحت أنقاض منازلها والجثث التي نقلت إلى مستشفى ميداني والأشخاص الذين ماتوا متأثرين بإصاباتهم يوم الخميس.وفي تصوير فيديو مؤثر بث على الانترنت ناشد طبيب سوري يكافح من أجل علاج المصابين في مستشفى ميداني بمسجد العالم وقف القتل وإرسال مساعدات.وقال الرجل واسمه محمد وهو يقف إلى جانب جثة ملطخة بالدماء على طاولة وينظر إلى الكاميرا “نناشد المجتمع الدولي مساعدتنا في نقل الجرحى. ننتظر هنا موتهم في المساجد. أناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية وقف قصفنا بالصواريخ.”وتنامي القلق بسبب محنة المدنيين. وقالت الولايات المتحدة أنها تفكر في طرق لنقل الغذاء والدواء إليهم في خطوة ستعمق دور العالم الخارجي في صراع سبب انقساما بين القوى العالمية.وقال بان للصحفيين بعدما أحاط مجلس الأمن الدولي بأحدث التطورات يوم الأربعاء “أخشى أن الوحشية المروعة التي نشهدها في حمص حيث تقصف الأحياء المدنية بالأسلحة الثقيلة هي نذير سوء لما سيأتي من أحداث.”وقالت تركيا التي كانت تعتبر الأسد حليفا لها قبل ذلك انه لم يعد بمقدورها الوقوف موقف المتفرج لما يحدث في سوريا. وأضافت أنها تريد استضافة مؤتمر دولي للاتفاق بشأن سبل وقف القتل وتقديم المساعدات.ويعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة العربية اجتماعا في القاهرة يوم الأحد. وقال بان الجامعة تعتزم أحياء مهمة بعثة المراقبة في سوريا كانت قد علقت عملها الشهر الماضي بسبب العنف.وقال مسؤول رفيع في الجامعة العربية أنهم سيناقشون اقتراح إرسال بعثة مراقبة مشتركة من الجامعة والأمم المتحدة إلى سوريا.وفي موسكو أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش موقف الكرملين الذي يقول انه على الرغم من أن إراقة الدماء شيء مؤسف إلا أن الحل مسألة تخص سوريا. وقال “هناك صراع داخلي وكلمة ثورة لم تستخدم..انه ليس وضعا ثوريا..صدقوني.”
الجزائر-النهار اولاين