دوسي على كرامتي هو ما عجّل بدفن قيمتي
سيدتي، أحييك وأحيي قراء منبر قلوب حائرة، الركن الذي أجد فيه متنفسا وأنا أقرأ حكايا الناس وما يجتث قلوبهم من حزن واسى، وكلي أمل أن أجد على يديك نورا يبعد العتمة على قلبي.
سيدتي، أنا إنسانة محطمة بعد أن بتّ أحس من أنني جنيت على نفسي جراء تركي الحبل على الغالب مع زوج لم يقدر قيمتي وإعتبر أن حسن تربيتي وأخلاقي الراقية ضعف وقلة حيلة. فقد إرتبطت مع زوجي بعد قصة حب جميلة بريئة، تواعدنا من خلالها على الوفاء والإخلاص، ووعدته من جهتي أن أكون له نعم الزوجة والحليلة التي لن تعامله إلا بكل إحسان ومعروف.
تزوجت وإستقليت ببيت أهل زوجي ونويت كل نيتي أن أكون عند حسن ظن الجميع بمن فيهم والدا زوجي وإخوته. إلا أنني وجدت من رفيق دربي عكوسات لا تحتمل.
قد لا تصدقين سيدتي من أنني ومن فرط خجلي لا أنبس ببنت شفة أمام تهجمات زوجي وغطرسته، ولم يحدث لي في أي مرة من المرات أن رددت عن نفسي بعض الإتهامات الواهية التي تقلل من شأني بين الناس، ولعلّ هذا ما جعل أهل زوجي بدورهم يقللون من هيبتي وإحترامي.
أمر لا يروق لي ولا يخدمني سيدتي، فقد حييت وسط أهلي معززة مكرمة، كما أنني لم أخل يوما أني سأجد من يدوس لي على طرف خاصة إذا ما تعلق الأمر بالتفاهات. وأظن أنني بتساهلي وبقبولي التغاضي عن بعض تصرفات زوجي فقد خولت له الإقلال من قيمتي.
أنا في بداية زواجي وقد مللت عيشة لا تروق لي بالمرة، كما أنني لا أتصور أنني سأبقى في ذات النمط ، وأريد لقلبي المتعب أن يتخلّص من جلاد أنا من زينت له أن يجلدني ويقتلني وأنا على قيد الحياة، صدقيني سيدتي، ماء الوجه أغلى من دم الفؤاد، وأن يهان الكريم لأنه ذي مكرمة، فهذا ما لا يتقبله العقل.
أختكم ر.شهيناز من الغرب الجزائري.
الرد:
لا بأس عليك أختاه، وأسأل الله لك الصلاح والفلاح وأتمنى لك حياة زوجية سعيدة ما دمت قد أبنت عن حسن نواياك منذ البداية وتساهلت من باب أنك سليلة أسرة طيبة ومحترمة، ولأنك تتوسمين خيرا في زوج أحببته ليكون لك نعم السند وخير الرفيق.
حقيقة، يصل المتهاون المتساهل إلى درجة من الغبن لا يعلم بها إلا الله عزّ وجلّ، حيث أن التقتير الذي يمارس عليه لهو أشدّ من أي سلوك يمسّ بكرامته وعنفوانه.أعي ما تحسينه من لوعة، وأقدّر حجم صدمتك لما يبدر من زوجك وأهله في بداية زواجك، ولست أعيب فيك شيء، فما تقابلين به من تجهّم وغطرسة لهو عين العقل. لكن عليك أن لا تتركي الحبل على الغالب مثلما قلته ليقوم زوجك بإهانتك بالقدر الذي أفقدك كرامتك أمام أهله.
كما أنه عليك مواجهته بالقدر الذي يجعله يزن الأمور بميزان العقل والحكمة، فأن يتباهى بما يخجلك ويمس كرامتك لا يمت للرجولة بصلة، كما أنه من غير العقلاني أن ينفرد بك أمام أهله ليجعل منك لقمة سائغة في فاه يلوكك كما يريد.
يجب عليك أن تضعي النقاط على الحروف أيضا بأن تحتكمي إلى أهله وأن تفهميمهم بأن لكأهل لا يقبلون أن يداس لك على طرف، ومن أنك أمانة لديهم لا لعبة يستسهلون على إبنهم العبث بها ونكرانها وقت ما شاء.
يقول أحد الشعراء:
من يهن يسهل الهوان عليه، فلا تبني أسس حياتك على لبنات كلها خيبة وفقدان للأمل، وستتعرفين بوقوفك في وجه زوجك باللين أختاه إن هو فعلا يحبكم ويقدرك أم لا.
ردت:”ب.س”