دراسة جديدة تكشف ان مركز النطق في الدماغ غير المكان المحدد سابقا
أظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدة، وقد تؤدي إلى تعديل الكتب الخاصة بعلم الأعصاب، أن مركز النطق في الدماغ، لا يقع في المكان الذي حدده العلم، منذ أواخر القرن 19، حيث كان علماء الأعصاب يعتقدون أن مركز النطق، يقع في الجهة الخلفية من القشرة الدماغية، بالقرب من القشرة السمعية، التي تتلقى الأصوات كلها. وسمي مركز النطق تيمنا بعالم الأعصاب الألماني، كارل فيرنيكي، الذي حدد موقعه في الدماغ في أواخر الثمانينات، بعد أبحاث حول الصدمات الدماغية، وتأثيرها على النطق أو الفهم. لكن أبحاثا جديدة استندت إلى تحليل أكثر من 100 دراسة لصور الدماغ، أظهرت أن مركز النطق ليس في المكان الذي حدده فيرنيكي. وأوضحت أن مركز النطق يقع على مسافة 3 سنتمترات تقريبا، من الجهة الأمامية من الدماغ، وفي الجهة المقابلة للقشرة السمعية، أي أنه يقع من ناحية الهندسة والوظائف الدماغية، في مكان بعيد جدا عن ذلك المحدد حتى الآن. ومن جهته، يقول الدكتور جوزف روشكر، من كلية جورجتاون للطب، في العاصمة واشنطن، أن هذا الاكتشاف مهم للغاية، لأن مركز النطق لدى البشر يقع في المكان نفسه، الذي تقع فيه منطقة، اكتشفت مؤخرا لدى الحيوانات الرئيسة، وتلعب دورا مماثلا في إصدار الأصوات وفهمها. كما يوضح أن هذا الاكتشاف يدفعنا إلى الاعتقاد أن جذور النطق لدى الإنسان والقرد، أقرب مما كنا نتصور، وأن الهندسة الدماغية وطريقة معالجة الدماغ للنطق، لدى هذين النوعين متشابهة أكثر، مما كان الكثيرون يعتقدون. ويشير العلماء منذ زمن إلى أن النطق حكر على البشر، وأن القردة تتواصل بإصدار الأصوات، لكنها لا تملك لغة متطورة كلغة البشر، لأن الهندسة الدماغية لديها أقل تطورا ولا تسمح بالتالي بمعالجة النطق”.
الجزائر- النهار اون لاين