“دبزة ودماغ” في البرلمان.. وانسحاب جماعي لنواب “الأفافاس”
انسحب، أمس، نواب جبهة القوى الاشتراكية «الآفافاس» من الجلسة المخصصة لمناقشة قانون االسمعي البصري بالمجلس الشعبي الوطني، بحضور كل من وزير الاتصال عبد القادر مساهل ووزير العلاقات مع البرلمان محمود خوذري، بعد فوضى عارمة وملاسنات بين نواب «الآفافاس» ونواب جبهة التحرير الوطني .عرفت، أمس، الجلسة المخصصة لمناقشة القانون السمعي البصري، تحت قبة البرلمان، ملاسنات شديدة اللهجة، انتهت بالانسحاب الجماعي لنواب «الآفافاس» من الجلسة وحتى البرلمان، احتجاجا منهم على ما وصفوه بـ«الإهانة» التي وجهها لهم النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني سعيد لخضاري، بعض الفوضى العارمة التي أجبرت رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة على توقيف الجلسة لدقائق، بعد أن أخذت الأمور منحنى آخر.تفاصيل الحادثة بدأت عندما تسلّم النائب عن «الأفلان» سعيد لخضاري، الكلمة أثناء جلسة مناقشة مشروع قانون السمعي البصري، وقال النواب بأن الانشقاق الحاصل حاليا داخل حزب جبهة التحرير الوطني، هو خير دليل على الديمقراطية وحرية التعبير عن الآراء السياسية داخل الحزب، مؤكدا بأن حزب الأفلان هو حزب الإطارات والإنجازات، وأن الأفلان هو رمز من رموز الوطنية والوفاء والإخلاص للوطن، وخير دليل على ذلك هو أن الحزب افتك عدة إنجازات منذ الإستقلال على غرار مجانية التعليم العالي.ووجّه النائب حديثه مباشرة إلى نواب جبهة القوى الإشتراكية، قائلا «من يزعم بأن جبهة التحرير الوطني هي بقايا الحزب الواحد، وأنّها حزب الشتات، أقول لهم الأفلان أسيادكم، والواقع يؤكد ذلك»، وكرّر النائب لخضاري عبارة «الأفلان أسيادكم، نحن أسيادكم»، عدة مرات، وهو ما أثار حفيظة نواب الآفافاس، وعلى رأسهم النائب عن ولاية بجاية شافع بوعيش، الذين لم يهضموا العبارة التي اعتبروها إهانة لهم ولحزبهم، حيث قاطعوا المتدخل وانطلقت الهتافات والتصفيقات داخل الجلسة أمام مرأى وزير الاتصال ووزير العلاقات مع البرلمان، وعلى الرغم من تدخّل رئيس المجلس الشعبي ونواب آخرين من مختلف التشكيلات الحزبية، إلا أن الأمور تطوّرت وكادت أن تصل إلى حدّ التشابك بالأيدي، وهو ما أجبر نواب الآفافاس على الإنسحاب جماعيا، قبل ردّ وزير الاتصال على انشغلات النواب، خاصة وأن نائب الأفلان واصل متهكّما على انسحاب نواب الآفافاس تحت تصفيقات زملائه النواب من نفس الحزب، الذين وقفوا جميعا لتحيّته على هذه الكلمة..»انظروا، هل هذا هو البرلمان التعددي الذي يتحدثون عنه، هل هذه هي الديمقراطية التي يطالبون بها، نحن لسنا بني إسرائيل.