''داميانو ''مساعد في روما ولا نتوما''، وخليلوزيدتش.. ''ما تعيطوليش مانجيش
رئيس ”الفاف” يصر على مدربين مغمورين للتحكم فيهم ومهزلة بانغي ”تهرّب” حتى أنصاف المدربين
مازالت تداعيات النتائج السلبية التي تلاحق المنتخب الوطني الجزائري في مرحلة ما بعد مونديال جنوب إفريقيا تنعكس سلبا على محيط المنتخب الذي شهد في الآونة الأخيرة عدة مستجدات طارئة من شأنها أن ترهن مستقبل التشكيلة الوطنية التي أضحت بين عشية وضحاها منبوذة لدى بعض المدربين، على غرار ”كوربيس، داميانوا وخليلوزيتش الذين لم يتوانوا في رفض عرض ”الفاف” بشأن تدعيم العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري في الفترة المقبلة، بالرغم من أن هذه الأسماء المطروحة مجرد عناصر لا تسمن ولا تغني من جوع، باعتبار أن قدومها لن يزيدنا إلى المهازل والنكسات التي لم تغب عن كرتنا، فبالرغم من محدودية هذه الأسماء التي لا تملك باعا في الكرة المستديرة إلا أنها لم تتوان في رفضها العرض الجزائري.
وهو ما يجرنا بالتأكيد إلى الخوض في الحالة التي وصل إليها منتخبنا الذي كان حاضرا في الرهان العالمي الأخير ببلد نيلسون مانديلا، لكن هذا لم يشفع للمدربين لإبداء نية في تدريب المنتخب المونديالي، على خلاف ما هو حاصل مع منتخبات كوت ديفوار والكاميرون ومصر.. والأكيد أن تبريرات هروب بعض أشباه المدربين من قيادة سفينة الخضر كان له تفسير وحيد فقط، هو أن هؤلاء يكونون قد خافوا من تلطيخ سمعتهم وسيرهم الذاتية في حال فشلهم في تحقيق نتائج ايجابية مع التشكيلة الوطنية، سيما في الآونة الأخيرة أين كانت الهزائم متداولة بقوة في قاموس ”الخضر” الذي لم يعرف معنى الانتصار منذ مدة، غير أن رئيس ”الفاف” يصر على ”شحت” سمعة الجزائر في أوروبا بانتداب أحد هؤلاء سواء الذين يتمتعون بسمعة طيبة وحتى المغمورين.
خليلوزيتش يفضل البطالة على تدريب ”الخضر”
أبرز الأسماء التي كانت مطروحة بقوة في أجندة ”الفاف” في المدة الأخيرة نجد حليلوزيتش الذي تداول اسمه بقوة في الفترة التي سبقت استقالة المدرب السابق رابح سعدان، لكن المدرب الفرانكو بوسني لم يعر أي اهتمام لانشغالات مسؤولينا على ”الفاف” به، حيث لم يتوان في التأكيد على رفضه لفكرة تدريب ”الخضر”، إذ جدد رفضه مرارا لفكرة الانضمام إلى الطاقم الفني لمحاربي الصحراء في الوقت الذي كان يشرف على شؤون نادي زغرب، أين لم يقبل التضحية به في سبيل المنتخب الوطني الجزائري بالرغم من أن هذا النادي نشأ حديثا بعد معاناة بسبب ويلات الحرب الأهلية في السنوات الفارطة، وهو ما يؤكد جليا السمعة التي يحظى بها منتخبنا المونديالي والفوضى التي يسير بها والذي أضحى مثالا يقتدى به في السياسة الكارثية المنتهجة، وإلا كيف نفسر تطاول هذا الاسم الذي عجز عن تحقيق أي مشوار ايجابي مع المنتخبات التي أشرف عليها، وهنا نذكر بالخصوص منتخب الفيلة بأرمادة من نجومه، وهو الشأن أيضا مع نادي اتحاد جدة السعودي الذي أكرمه بالإقالة بعد فترة وجيزة من إشرافه على العارضة الفنية للنادي السعودى، هذا بعد بعد أن لقنه الممثل الجزائري وفاق سطيف درسا قاسيا في كرة القدم بملعب النار والإنتصار في منافسة رابطة أبطال العرب، ليستغل بدون شك هذا الظرف للثأر من الجزائر وهو ما جعله لا يتوان في رفضه عرض المنتخب مرارا. هذا الأمر يقودنا بالتأكيد إلى القول أن حليلوزيتش أضحى يفضل البطالة (يتواجد بدون فريق حاليا) على تدريب المنتخب الجزائري الذي أضحى اسمه يخيف بعض المدربين الذين يخشون على أنفسهم من تضييع هيبتهم خاصة مع النتائج الكارثية التي يسجلها المنتخب في الآونة الأخيرة.
المنتخب الوطني منبوذ حتى من المجرم الفرنسي كوربيس
والمؤسف أن منتخبنا الذي كان في وقت سابق يسيل لعاب أكبر المدربين الذين لهثوا وراءه لأخذ مكانتهم ضمن العارضة الفنية لهذا المنتخب، إلا أن الواقع حاليا يعكس ما كنا عليه في السابق، إذ أن ”الفاف” لم تراع شعور الجزائريين وهي تسعى إلى الإستنجاد بالمدرب الفرنسي كوربيس الذي يعرفه العام والخاص بجرائمه وسوابقه التي شكلت منه للأسف مدربا كبيرا في الكرة المستديرة في نظر مسؤولينا، لكن بالمقابل أكرمنا كوربيس برفضه للعرض الجزائري ووصل الأمر حتى إلى تكذيبه لخبر اهتمام هيئة روراوة بخدماته من أجل تولي شؤون ”الخضر” في الرهانات المقبلة، وهو ما يؤكد أن المنتخب الجزائري أضحى منبوذا حتى من المجرمين على شاكلة كوربيس الذي نعاتب فيه النجم العالمي زين الدين زيدان الذي قال أنه الأنسب للمنتخب الجزائري وأنه سيحقق ما عجز عنه الآخرون. ولن نتوقف عند هذا الحد دون أن نذكّر برد فعل جيراننا المغاربة الذين قلبوا الأمور على عقب فور سماعهم بتعاقد الجامعة الملكية المغربية بخدمات مواطن كوربيس المدرب آلان غيرتس الذي يتقن حسبهم فنون الجرائم بدل أبجديات الكرة.
داميانو ”مساعد في روما ولا نتوما”
مهازل الفاف لم تتوقف عند حد كوربيس وحليلوزيتش اللذين جعلانا أضحوكة للمنتخبات الأخرى، بل امتد الأمر أيضا إلى مساعد مدرب روما الحالي كريستيان داميانو الذي وبالرغم من الامتيازات والضمانات التي لقيها من ”الفاف” والمعاملة التي استفاد منها في شخص المدرب عبد الحق بن شيخة من أجل إقناعه بالانضمام إلى العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري، إلا أن مساعد رانيري لم ينتظر حتى فترة للتفكير ليؤكد رفضه المطلق للعرض الجزائري، وبالرغم من إدراكه بأن تولي مهمة المساعد مع ناديه الحالي يختلف تماما عندما يكون أمام رهان قيادة المنتخب المونديالي إلا أن داميانو رفض التضحية بمنصبه كمساعد لمدرب روما على حساب ”الخضر”، وهي إجابة توحي بعدم رغبته في الخروج من روما.
وبالنظر إلى المعطيات السابقة فإن عجز ”الفاف” عن جلب مدرب يليق بسمعتها ومكانتها ما هو إلا مؤشر يبرز جليا حقيقة الوضعية التي آل اليها المنتخب الوطني الجزائري الذي افتقد هيبة السنوات الثمانينات، أين كان يحظى باقتداء كبير وقدوة للمدربين الذين تنافسوا على الظفر بمنصب مدرب لهذا المنتخب.