إعــــلانات

خرجة الشادلي غريبة من حيث التوقيت وتدل على “التّخلاط”

بقلم النهار
خرجة الشادلي غريبة من حيث التوقيت وتدل على “التّخلاط”

“سيدى أنت أبو الديمقراطية، وفي عهدك عرف الشعب الرّخاء، أسرع بالإفصاح بما تعرف قبل فوات الأوان”، “إننا نتساءل لماذا إلى اليوم هذا الكلام؟، أليس في الأمر إن؟، لقد مرت سنوات والرجل أبكم.. هل أفاق من هول صدمة التعددية أم من التأسف، إننا في جزائر وكل شيء ممكن”

وبقراءة بسيطة في مضمون الردود  الواردة إثر مقالالنهارحول  تصريحات الشاذلي بن جديد في عنابة بداية الأسبوع الماضي، تحت عنوانالشاذلي بن جديد يتعهّد بكشف المستور خلال حكمه للجزائر، والتي أثارت ضجّة في الوسط السياسي الرسمي والشعبي، بين مدى تتبع الرأي العام الوطني للوضع السياسي، ورغبته في كشف نقاط الظل التي طالما حجبت وقائع وأحداث تاريخية أثناء الثورة التحريرية وجزائر الاستقلال. وبطريقة أخرى يريد إعادة كتابة التاريخ وبموضوعية من قبل كل صانعيه، كما يبرز المسؤولية الكبيرة الملقاة على كاهل الشخصيات التاريخية ، الثورية والسياسية في أظهار الحقائق. فرغم أن دور وأداء الرئيس الشاذلي أثناء الثورة كان متواضعا، ولم يكن من قياداتها التاريخية، كما أنه  غادر قصر المرادية تحت ضغط الشارع بعفوية أم بإيعاز، فإن المواطن ما زال يأمل في أن يكون لمساهمته دور في الكشف عن الحقائق، والصراعات التي كانت تحكم معادلة الحكم في عهده، لتكون مفتاحا أو مدخلا لفهم فترة ما بعد الحزب الواحد وحقيقةإشراقمرحلة التعددية بكل معانيها وأبعادها، وهو إسقاط يمكن أن يمتد إلى ما نحن عليه اليوم. وقد تباينت الردود بين متفاعل ومتسائل عن إيجابية عودة الشاذلي إلى الواجهة في وقت حساس أعقب تعديل الدستور، ويتزامن مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية وتصعيد غير عادٍ في موضوع كتابة تاريخ الثورة، فهناك من حيا الرئيس وقدم له الاحترام والتبجيل، واعتبرهالرئيس الحقيقي الذي عاش الشعب في ظل حكمه حياة رغدة ومطمئنة، كماكان في عهده كيس الدقيق لا يتجاوز 120 دينار، وصفيحة الزيت أقل من 25 دينار“. وهناك من يرى فيه أنهأبو الديمقراطية في الجزائر ومشعل الحرية“. ورغم مرور قرابة عقدين على غيابه عن الساحة، رد عليه البعض بأنالوقت مناسب لتقديم شهادتك وكشف من تسبّب في انهيار دولة عظمى مثل الجزائر“. وفي المقابل ذهب آخرون إلى استغراب خرجة الرئيس بعد صمت وغياب مُطبقين لم تحركهما حتى الانتقادات والاتهامات الموجهة إليه، حيث دعوه إلى الاستمرار في صمته، لأنهمن الأحسن للبلاد أن تبقى الأمور كما هي عليه، لأن أي تحرك في هذا الاتجاه ينتج عنه مشاكل جديدة، وأن هذا التحرك يخيفنا..”، وقال مواطن: “لا أمل في جزائر اليوم التي يبدو أن كل المسؤولين فيها يتهرّبون من المسؤولية، يتّهمون بعضهم بعضا، لقد كرّهتمونا في تاريخ الثورة وأصبحنا يائسين من حياتنا..دمّرتمونا وقضيتم على كل أمل وحلم جميل داخلنا فأصبحنا مثل دمى الڤراڤوز، وأضاف: “إن تصريحاتكم سيادة الرئيس لن تبدّل ولن تضيف جديدا، وعليه نطلب منكم فقط أن تتركوننا نعيش في سلام وأمن، فلنا رب اسمه القدير هو حسبنا ونعم لوكيل“. وبعدما تساءل أحد المتدخلين: “أين كنت في كل هذه الفترة، وهل سيتغيّر الوضع بعد نشر الحقائق، قال آخر:” أصحاب القرار في هذه البلاد استنّوا بسنة جديدة، فلما يبلغون من العمر الثمانين فما فوق، ويشعرون بأن الموت أصبح قريبا منهم، وتحت تأنيب الضمير يشرعون في كتابة مذكراتهم والتي لا تفيدنا بشيء، اللهم إلا أنها قد تفيد الأجيال القادمة بعد انقراض أصحاب الشرعية الثورية، و هذا ربما لكتابة التاريخ على ضوء هذه المذكرات بالرغم من تناقضاتها وكثرة التقاطعات مع بعضهم البعض، ليصل تعليق آخر إلى أنهذه الاعترافات جاءت في الوقت الضائع، بعدما ضاعت البلاد بعد تنصله عن مهامه“.  ليصل مواطن آخر إلى تساؤل كبير يحاول دمجالخرجةمع اعتبارات راهنة، يقول: “إننا نتساءل لماذا تأخر هذا الكلام إلى اليوم وهذا التوقيت بالضبط، أليس في الأمر إن ؟، لقد مرت سنوات والرجل أبكم، هل أفاق من هول صدمة التعددية أم من التأسف؟! إننا في جزائر وكل شيء ممكن“.رصدها:م.صالحي

رابط دائم : https://nhar.tv/B95ks