حياة فقدت حق حضانة فلذات كبدها بتلاعب من محامية وتقول:أهلي فرضوا علي ترك أولادي ونسيانهم وبداية حياة جديدة
“تدمع العين ويحزن القلب عندما أتذكر أن عائلتي أصبحت جدارا يمنعني من رؤية أبنائي” هي الجملة التي بدأت بها حياة سرد قصتها علينا، بعدما تدهورت علاقتها بزوجها بسبب شجاراتهما الدائمة لأتفه الأسباب فأصبحت الحياة مستحيلة.
حصلت حياة على الطلاق في سبتمبر الماضي، واستفاد الأب من حضانة الأبناء الثلاثة، وعن هذه التطورات تقول حياة “وقّعت على ورقة الطلاق بالتراضي وطلب هو التنازل عن الحضانة تحت ضغط وتهديد من المحامية التي انتدبتها، وكنت قد أعلمتها أني لا أعرف القانون جيدا”، والتي رفضت الكشف عن اسمها “رغم إلحاحنا على ذلك” وتضيف “في يوم الجلسة طلبت مني المحامية عدم الحضور الى المحكمة على أن توافيني بما سيجري، لكنني خالفت أوامر المحامية وذهبت إلى محكمة حسين داي، وجدتني جالسة في القاعة وبمجرد رؤيتها لي والاستفسار منها أخذت توبخني لأنها طلبت مني أن لا أكون هنا وأغادر القاعة”.
حرمان حياة من فلذات كبدها الثلاثة وعدم الاستفادة من حقوقها القانونية كأم جعلها تواجه مصاعب جمة، وما زاد الطين بلة إصرار عائلتها على التخلي عن أولادها الثلاثة، وقد اعتبرت هذا الموقف الجاحد من أهلها الطعنة الثانية التي زادت من فظاعة المأساة، تزامنا مع الجنين البريء الذي هو في الطريق لرؤية النور، حيث طلبوا منها التخلي عن مولودها في المستشفى لأنهم لن يسمحوا لها بإحضاره الى منزلهم. وتسترسل حياة في الكلام بقولها “بأي ضمير وإنسانية يمكن لأم أن تستغني عن زينة حياتها، فإذا كان لأمي وأبي قلب من حجر فأنا لا يمكنني فعل ذلك”.
وبعد أن ازدادت المشاكل يوما بعد يوم مع عائلتها التي حرمتها حتى من الخروج للعمل بحجة أنها تستغل الفرصة لترى أولادها، وأصبحت حالتها من بين الحالات التي قاست وذاقت مرارة القسوة في سبيل رؤية أولادها، قالت حياة وهي تتابع سرد قصتها بصعوبة لأنها عندما تتذكر قصتها تتألم كثيرا “سأعمل المستحيل من أجل أولادي ولو كلفني ذلك عمري. إن عائلتي اليوم تعتبرني مصدر عار عندما أبحث عن أولادي فبأي ضمير وإحساس يمكنني نسيانهم”.
وأمام هذه الظروف الصعبة، وبعد تفكير طويل ومعمق، خاصة وأنها لم تستطع تنفيذ طلبهم، قررت حياة ترك أهلها ومغادرة المنزل دون رجعة لتطرق باب أخيها علّها تجد من يسمعها، فإذا بها تمكث عنده أسبوعين لا أكثر، لم تستطع تحمّل التوبيخ والكلام الجارح من طرف زوجة الأخ وأمها، لتقرر مغادرة المنزل، وتضيف “أعلم أن أهلي بحثوا عني كثيرا لكن بما أنهم لم يتنازلوا عن طلبهم ولا زالوا يعتبرون “حياة” المرأة التي جلبت العار للعائلة المحترمة لن أعود إليهم مهما كان الثمن”.
ورغم أن حياة لم تجد الحنان عند والداها، فهي تقيم عند امرأة أرادت أن تسترها، خاصة وهي على وشك الولادة. اليوم حياة تناشد ذوي القلوب الرحيمة لمساعدتها في استرجاع أولادها وحقوق أمومتها وحقوق طفولة أبنائها.