حوادث المرور تحصد 13 قتيلا يوميا في الأرياف والمدن
قرابة 17 ألف سائق حائز على رخصة سياقة لأقل من سنتين يتسبّبون في حوادث مميتة
تكشف إحصائيات حوادث المرور الجسمانية خلال الأشهر الثمانية من السنة الجارية، المعدة من قبل المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، عن ارتفاع محسوس في عدد القتلى بتسجيل 3055 قتيل، من بينهم 477 قتيل داخل المناطق الحضرية، و 2578 آخر داخل المناطق الريفية، كما تفيد الدراسة التي أعدها المركز الوطني، أنه وفيما يتعلق بالمعدل اليومي للقتلى لعام 2012 فقد بلغ 13 قتيلا في اليوم الواحد من بينهم 11 قتيلا في المناطق الريفية. أسّر مصدر من المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق لـ”النهار”، أن الأرقام المخيفة التي أعدتها مصالحه تدعو إلى دق ناقوس الخطر للحد من هذه الظاهرة، التي تعرف ارتفاعا رهيبا في الآونة الأخيرة، والتي أضحت تحصد أرواح المواطنين في أي وقت وفي أي مكان، قائلا إنه ومن بين أهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع حوادث المرور والقتلى تلك المتعلقة بالمحيط، خاصة فيما يخص طبيعة الطرق التي لم تعد صالحة، فضلا عن انعدام إشارات المرور، والاهتراءات المسجلة على مستوى الطرق، لاسيما الطريق الوطني رقم ١ الرابط ما بين الجزائر وتمنراست، إلى جانب الأسباب المتعلقة بالحواجز المنصّبة فيها.من جهة أخرى، وبمقارنة الإحصائيات المعدة من طرف المركز ذاته خلال سنة 2012 مع تلك المعدة السنة الماضية، فإنه وفيما يتعلّق بعدد القتلى داخل المناطق الحضرية فقد تم تسجيل انخفاض بـ32 قتيلا، أي بنسبة 6,29 من المائة، في الوقت الذي عرف فيه عدد القتلى داخل المناطق الريفية ارتفاعا كبيرا بـ 62 قتيلا بنسبة 2,46 من المائة، ليرتفع بذلك العدد على المستوى الوطني بـ 30 قتيلا خلال ثمانية أشهر فقط.وبالموازاة مع ذلك، كشفت الأبحاث التي عكفت عليها مصالح المركز الوطني للأمن عبر الطرق، عن أن المعدل اليومي لعدد القتلى على المستوى الوطني بلغ 13 قتيلا في اليوم السنة الجارية، مسجلا بذلك ارتفاعا مقارنة مع السنة الماضية، كما تبيّن الإحصائيات أن عدد القتلى يوميا بلغ قتيلين في اليوم داخل المناطق الحضرية و11 قتيلا داخل المناطق الريفية.
شهر أوت الأكثر دموية بـ 540 قتيل من خلال أكثر من 29 ألف حادث
وعلى صعيد ذي صلة، أفاد المصدر ذاته، أنه وبتوزيع عدد القتلى حسب الأشهر الثمانية من السنة الحالية، فإن شهر أوت يعد الشهر الأكثر دموية بـ 540 قتيل، على الرغم من تسجيل انخفاض بمقارنة هذه الحصيلة بنظيرتها المسجلة سنة 2011 والتي سجل فيها 578 قتيل.فقد كشفت الأرقام الرسمية، عن أن حوادث المرور حصدت روح 77 شخصا خلال الثمانية أشهر الأولى من سنة 2012 وذلك على مستوى المناطق الحضرية، في حين أحصي 463 قتيل داخل المناطق الريفية ليبلغ بذلك العدد الإجمالي على مستوى القطر الوطني 540 قتيل.كما شهد عدد الجرحى ارتفاعا كبيرا في نفس الفترة من السنة الحالية، حيث بلغ عددهم 47699 جريح من بينهم 13933 جريح داخل المناطق الحضرية، و 33766 جريح في المناطق الريفية، كما تجدر الإشارة إلى أنه وبمقارنة عدد الجرحى المسجل داخل الأرياف هذه السنة والسنة الماضية، سيتبيّن ارتفاع واضح بـ 3326 جريح يقابله انخفاض في عدد الجرحى داخل المدن الكبرى بـ 660 جريح. وبالنتيجة، أفضت عمليات الإحصاء إلى تسجيل 26232 حادث مرور جسماني خلال الثمانية أشهر الأولى من سنة 2012.
مستعملو الطرق من إجمالي أسباب الحوادث بـ 90,20 من المائة
من خلال دراسة الأسباب المباشرة المؤدية لوقوع حوادث المرور على المستوى الوطني، خلال الفترة المحددة سابقا، اتضح جليّا أن مستعملي الطريق هم المتسببون الرئيسيون، حيث يتحملون القسط الأعظم من المسؤولية في وقوع الحوادث بنسبة 90,20 من المائة من إجمالي الأسباب، بينما احتلت الأسباب المتعلقة بحالة المركبة المرتبة الثانية بـ 5,37 من المائة، يليها عامل المحيط بنسبة 4,44 من المائة. وبتحليل الأسباب المتعلقة بمستعملي الطريق، فتتصدر السرعة المفرطة قائمة الترتيب بـ24,43 من المائة، تليها التجاوزات الخطيرة وفقدان السيطرة، فعدم احترام المسافة الأمنية وعدم استعمال ممرات الراجلين، أما فيما يخص الأسباب المتعلقة بالمركبة فتوّصل المركز الوطني للأمن عبر الطرق إلى أنه ومن بين تلك الأسباب، ثقب الأطر وانفجارها، فضلا عن الاختلالات الميكانيكية والفرامل غير الفعالة، إلى جانب الحمولة الزائدة وغير المؤمنة وكذا انعدام أضواء الطريق.
16395سائق حائز على رخصة سياقة لأقل من سنتيين سبب حوادث المرور
ولأن العامل البشري يُعد من بين أهم الأسباب الكامنة وراء حوادث المرور الجسمانية، فقد بينت الإحصائيات التي تحوز ”النهار” نسخة منها، أنه وبتوزيع السائقين المتورطين حسب أقدمية رخصة السياقة، فيحتل الحائزون على رخصة القيادة لأقل من سنتين المرتبة الأولى بـ 16395 سائق على المستوى الوطني، من بينهم 9548 سائق على المستوى الحضري، و6846 سائق على المستوى الريفي، تليها فئة السائقين الحائزين على رخص السياقة من سنتين إلى 5 سنوات بـ 6848 سائق على المستوى الحضري من أصل 10566 سائق على مستوى القطر الوطني، إلى جانب 3718 على المستوى الريفي.وقد كشف مرجع ”النهار”، عن أن السائقين بدون رخصة يشكلون خطرا في الطريق ببلوغ عددهم 3068 موزعين عبر كامل التراب الوطني، من بينهم 2003 داخل المناطق الحضرية و 1066 داخل المناطق الريفية.