حماتي تغار من علاقتي الطيبة بزوجها

سيدتي، سدت في وجهي السبل وضاقت بي الأرجاء ولم أجد غير صدرك لأرتمي بين يديك. حتى أبثك ما يؤرقني، فأنا والله في موقف لا أحسد عليه.تزوجت من شخص أحببته وأحبني وتوج زواجي بطفل هو كنزي وذخري، أحيا حياة عادية إلى جانب زوجي، ولا أخفيك أن هناك من المشاكل ما تعترضنا. إلا أننا دائما وبرجاحة العقل نتجاوزها ونذللها.

حماتي تغار من علاقتي الطيبة بزوجها

لم يتدخل يوما أهلي في مشاكلي الزوجية، إلا أن حماتي لطالما كانت تحشر نفسها. فتتهمني حتى وأنا الضحية بأنني السبب في أن إبنها يتذمر مني ومن أنني أنا من يختلق المشاكل ويؤزّم الأمور  بيني وبينه. في حين لم أجد من حماي سوى الحب والأمان، فهو ينصفني دائما ويغدق عليّ بالحب وكأنني إبنته، كما أنه يوصي إبنه زوجي عليّ دائما. ويرفض كل تصرف مسيء لي منه. هذا ما أجّج نار الغيرة في قلب حماتي التي إعتبرتني بين ليلة وضحاها غريمة لها، حيث أنها باتت تتهمّني بالتدليس والتلاعب بمشاعر حماي الذي عوض أن يكون إلى صفها يرى في ذات العيوب التي تراها هي. تتصيّد أخطائي وكأنني غير معصومة منها وتخبر حماي وزوجي بأنني ممثلة من الطراز الرفيع والله وحده يعلم أنني على سجيّتي أحيا وعلى نيتي أتعامل مع الجميع. الوضع يخنقني ولم يعد لي سوى المشورة أطلبها منك سيدتي.

أم نائل من العاصمة.                                                                                

الرد:

تعمي الغيرة قلب صاحبها وتدفع به للتصرف بكلّ عنجهية وطيش، ولعل الدليل ما تقدم عليه حماتك من تصرفات جعلتك قاب قوسين أو أدنى من أن تنعمي بعيشة كريمة. أتفهّم ما تعيشينه من جحيم وأظنّ أن طاقة صبرك قد نفذت لدرجة لم يعد بمقدورك التحمل.

أختاه تحتاجين إلى كثير من التجاهل حتّى تستمر حياتك الزوجية، تجاهل تمارسينه على تصرفات حماتك التي يجب أن لا تتأثري بما تقوله عنك ما دام الجميع يعرف طباعك ويعرف غطرستها، لست محتاجة لأن تبرري كل ما تترصّده عنك من زلات ونقائص، ولتعيشي بعيدا عن كل تأثير منها.

حماتي تغار من علاقتي الطيبة بزوجها

وحتى تصفى نفسيتك أكثر، عليك أن تتقربي من حماتك وتفهميها بذكاء. من أنك تودين ربط علاقة طيبة بكل من حولك ولست تبتغين الإنتقاص من قيمتها أمام زوجها وإبنها، بل بالعكس تبتغين رضاها وأن تحيي إلى جانب زوجك بما يرضي الله ويرضيها هي أوليس سعادة إبنها من سعادتها؟

هي مجرد أجواء مشحونة. سرعان ما ستنجلي بمرور الوقت إن أنت إتخذت من الروية نهجا تسلكينه وتبتغين أن يكون طوق النجاة لك، ولا تجعلي التوتر عنوانا لحياتك حتى تنعمي بأسعد الأوقات إلى جانب زوجك وإبنك.