إعــــلانات

حماتي تأمرني أن أهب فلذة كبدي لإبنتها العاقر

حماتي تأمرني أن أهب فلذة كبدي لإبنتها العاقر

أقف اليوم سيدتي وقفة الشاكرة الممتنة لك أنك إستقبلتني في هذا الفضاء الرحب الذي أعده متنفسا للحيارى والتائهين. فقلوب حائرة سواء في نسخته الورقية أو على منصة موقع “النهارأونلاين” من بين المنصات التي بإمكانها أن تضاهي كبرى المنتديات والملتقيات عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

لن أطيل عليك لأخبرك بأن ما أمر به من هم عكّر لي مزاجي وقلب سعادتي رأسا على عقب. طيف لا وقد بتّ متوجسة مما سيحدث لي بعد أن اضع حملي، حدث سعيد قد ينقلب بالضدّ عليّ. بسبب غطرسة حماتي وإنهزامية زوجي.

سيدتي، لم أخل أن تكلل فرحتي بالحمل والأمومة بخيبة أمل بعد أن تجاسرت حماتي وطلبت مني أن أمنح مولودي لإبنتها العاقر التي لم تتمكن من تحقيق حلم الأمومة. أحس بما تكابده أخت زوجي من مغبة أن تكون عاجزة عن تحقيق حلم الأمومة بين أهل زوجها، لكن من غير المعقول أن تتجرّأ لتطلب مني ما لا أطيقه وأن تضيّق عليّ الخناق عند أول فرحة لي.

ما زاد الطين بلة أنّ زوجي من جهته، لم يجد ما يقوله لأمه، فهو حتى لم يبدي رفضه أو إمتعاضه للأمر. وأخبرني من أنه يخاف أن يعقّ والدته التي منحته الكثير ولازالت حيث أننا نسكن منذ زواجنا بيتها الذي ورثته عن أهلها.

في داخلي ما يدفعني أن أصرخ حتى يبلغ صوتي عنان السماء معلنة رفضي لما تريده مني حماتي. فهل يعقل هذا سيدتي؟ وهل لأي أنثى أن تقدم على التخلي عن فلذة كبدها لأخت زوجها وتحرم هي من الأمومة؟
أختكم م.دنيا من الغرب الجزائري.

الرد:

قبول العمل ببعض التقاليد والأعراف المملاة علينا من مجتمعنا توقع صاحبها في مغبة الندم والحسرة. وهذا ما أراه في رسالتك أختاه التي قرأت تفاصيلها بكثير من الحسرة والألم. وقد لمست من كلماتك خوفك قبل فرحتك بمقدم المولود الذي كان بمثابة بصيص أمل لك في حياتك الزوجية.

ليس على حماتك أن تجبرك على التخلي على فلذة كبدك لإبنتها بمجرد أنها منحتك بيتا إستقريت فيه أنت وزوجك بدل أن تقوما بإكتراء منزل. أو تقتنيا بيتا في ظل الغلاء الفاحش للعقار في وقتنا هذا.
كما أنني أستغرب أمر زوجك الذي لم يحرك ساكنا حيال قرار أمه. مطبقا مقولة أن السكوت علامة الرضا، وإلا كيف تفسرين وصفه لرفضه بالعقوق لوالدته التي ستحرمه من فلذة كبده.

ليس هناك ما يجبرك على هذا الأمر، كما أن أخت زوجك ليس لها أن تبني سعادتها على حطام أحاسيس الأمومة لديك. وليس لها أن تقودك إلى الإنهيار وفقدان الإستقرار بهذه الطريقة التي فيها من التحقير لشخصك بالقدر الكبير.

إنتفضي ولا تقبلي مثل هذا الأمر، ولتخبري حماتك وأخت زوجك من أن مولودك إبنهما مهما كانت الأحوال. ومن أنه عليه أن يتربى في كنفك وليس بعيدا عنك. ولتخبري زوجك أيضا أنه إن كان يريد مجاملة أخته والإحسان إليها في مصابها كونها عاقر .لا يجب أن يكون على حسابك ومن أنّه عليه أن يرفض مثل هذا التنازل الذي ستنجرّ عنه تنازلات أخرى. إن هو بقي على حال الرضا الذي يجعله خانعا لأمّه.

تحتاجين الكثير من الراحة والسكينة في هذه الفترة التي حوّلت أجمل أحاسيس الأمومة. والحلم بالمولود الذي لم يرى النور بعد إلى كابوس ونقمة، فبدّدي عنك المخاوف ولا تلقي بقلبك في غياهب الحيرة والأحزان.
ردت:”ب.س”

رابط دائم : https://nhar.tv/bjCy6