حليلوزيتش يعلن وفاءه للجزائر وعدم اهتمامه بترشيحه لتدريب فرنسا
“المشاكل بين اللاعبين سببها التربصات الطويلة وهذه نصيحتي للمدربين”
جدد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش تمسّكه بمنصبه على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر”، وتأكيده على مواصلة مهامه مع النخبة الوطنية مستقبلا، وهذا بعدما ترددت أنباء مؤخرا حول ترشيحه لتدريب المنتخب الفرنسي خلفا للمدرب لوررون بلان الذي رمى المنشفة بعد خروج الفريق من ربع نهائي كأس أمم أوروبا التي احتضنتها بولندا وأوكرانيا، وارتأى المدرب البوسني أن يوضح موقفه بخصوص هذه النقطة، من خلال استضافته أول أمس في إذاعة “مونتيكارلو”، حيث بدا حليلوزيتش متفاجئا من الكلام الذي قيل حول ترشيحه لتدريب الديوك الفرنسية رغم أن عمله مؤخرا اقتصر على تحليل أداء بعض المنتخبات الأوروبية في هذه منافسة “اليورو”، وبالأخص تقييم مشوار المنتخب الفرنسي، ليجد نفسه مرشحا ليكون المدرب القادم للديكة، لكن حليلوزيتش بدا صريحا في رده على هذه القضية عندما شدد على عدم استعداده لترك المنتخب الوطني الجزائري، طالما أنه يشعر بارتياح كبير بالعمل معه فضلا عن الخطوة الكبيرة التي قام بها منذقدومه، في إشارة منه إلى التركيبة الجيدة التي أعدها والتي تعد حسبه مستقبل المنتخب.
“المنتخب الفرنسي مريض منذ عامين وأستغرب كيف لم تعالج مشاكله بعد مونديال 2010”
وفي سياق حديثه عن “الأورو” الأخير، أعطى الناخب الوطني حيزا كبيرا لقضية المنتخب الفرنسي التي صنعت الحدث في الشارع الرياضي وكذا في مختلف وسائل الإعلام، حيث أرجع حليلوزيتش تجدد المشاكل في بيت الديوك في المنافسة الأخيرة إلى تماطل الاتحادية الفرنسية في فرض منطقها بعد التجاوزات التي حصلت في مونديال جنوب إفريقيا 2010، وحسب المدرب السابق للفيلة فإن القائمين على الكرة الفرنسية كان عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة في تلك الفترة لمنع تفادي سيناريوهات مماثلة، لكن العكس حدث والنتيجة في الأخير تزايد الحالات المخلّة بالانضباط مجددا في بيت الديوك، والذي يؤكد جليا أن هذا الأخير لم يشف من الجراح التي طالته خلال المونديال الأخير. وشدد حليلوزيتش شدد أن كل المؤشرات توحي بتجدد مثل هذه المشاكل مستقبلا، وأضاف بخصوص هذه النقطة: “فرنسا بلد كبير في كرة القدم لكنه مريض منذ عامين، وأنا لم أفهم كيف لم تعالج فضيحة 2010، وفشل المنتخب مؤخرا كان منتظرا”.
“ديشان المدرب الأمثل للمنتخب الفرنسي لكن درايته بالمحيط جعله يرفض العرض”
وفي نفس السياق، استغل ضيف الحصة الفرصة للحديث عن موقفه من ترشيح المدرب السابق لنادي مرسيليا الفرنسي ديديه ديشان لخلافة لوران بلان، قبل أن يرفض العرض المقدم له، حيث أوضح حليلوزيتش قائلا: “ديشان له كل الشرعية في تدريب المنتخب الفرنسي، إنه المدرب الأمثل للديكة، لقد فرض نفسه كلاعب وكمدرب مع مرسيليا وموناكو، فضلا عن شخصيته المعروفة بالصرامة الشديدة، وأظن هذا ما يحتاجه المنتخب الفرنسي حاليا”، وتابع المدرب البوسني كلامه ردا على سؤال عن الأسباب التي يراها كفيلة لرفض ديشان تدريب منتخب بلاده، بالإشارة إلى إمكانية اطلاعه على الوضعية والمحيط المتعفن في بيت المنتخب الفرنسي، من خلال التقرير الذي يكون قد نقله له زميله السابق لوران بلان، وهو الشيء الذي ربما جعل ديشان يبدي عدم تحمسه لخوض تجربة مع منتخب بلاده، حسب مدرب “الخضر”.
”الانضباط أهم من التكتيك وعلى المدرب أن يكون طبيبا نفسيا لمواجهة أي مشكل”
وفي رده على سؤال حول الجوانب التي يراها هامة في نجاح أي مدرب، بين المراهنة على الانضباط أو التكتيك داخل الميدان، فقد بدا حليلوزيتش صريحا في كلامه عندما شدد على وجوب فرض الانضباط والصرامة قبل الأمور الأخرى، وقد استدل في ذلك بمشروع المدرب السابق لمنتخب فرنسا إيمي جاكي الذي قاد المنتخب للفوز بكأس العالم 1998، حيث قال في هذا الصدد: “إيمي جاكي رغم أنه قام بتصفية الركائز والنجوم أثناء مجيئه إلا أنه تمكن من تحقيق هدفه، وهذا كله بفضل الانضباط والصرامة في عمله”. في نفس السياق أقر حليلوزيتش بصعوبة فرض الانضباط في المجموعة لاسيما في حال برمجة التربصات الطويلة، قائلا: “على المدرب أن يتحكم في المجموعة وأن يكون قبل طبيبا نفسيا للوقوف عند بعض المشاكل الهامشية التي تحدث من حين لآخر خلال المعسكرات، في صورة الحسد والغيرة والأنانية، لذا على المدرب أن يتصرف بذكاء لتحقيق التلاحم وسط المجموعة”.