حرب المنتديات الكروية تشعل فتيل المعركة الكروية مابين “الخضر” والفراعنة
أضحت المنتديات الكروية في الاونة
الأخيرة الملاذ الأبرز للجماهير الرياضية في مختلف البلدان العربية منها الجزائرية للإفراج عن مكبوتاتها سواء تعلق الأمر بانتصار منتخب عربي على حساب آخر ونفس الأمر بالنسبة للنوادي ، غيران هاته المنتديات أخذت منحا آخر في الأعوام الأخيرة مع اقتراب أي مباراة محلية مابين المنتخبات العربية من خلال التراشق بالكلام وفي بعض الأحيان أو لنقل في اغلبها تأخذ منحا تصاعدي يتجاوز جميع الحدود إلى ما يمكن اعتباره بمثا بة حرب الكترونية مابين الا خوة”الأعداء” كإبراز قدرة المنتخب العربي الفلاني على هزم نظيره في المباراة الموعودة المنتظرة مستعملين في ذلك لهجة تحاملية تتعد في بعض الأحيان الحدود لتنقل إلى التنابز وإظهار عورات بعضهم البعض وفقا لرؤية كل جهة.
ما كان لنا أن نتطرق إلى هذا الموضوع لولا ما نشاهده يوميا من تكرر نفس السيناريو في كل يوم ، وهنا نأخذ بعين الاعتبار الحرب الا لكترونية القائمة ما بين المنتديين الجزائري وكذا نظيره المصري مع اقتراب الموعد الحاسم لمباراة المنتخب الوطني أمام نظيره المصري يوم مع بداية شهر جوان القادم بملعب تشاكر بالبليدة ، حيث لا يخلو يوم الا ويتم التطرق إلى هاته المواجهة سواء من جانب منتدانا الجزائري أو نظيره المصري ولكم أن تتصوروا كيف تكون التعليقات من كل جانب بتأكيد الجزائريين على هزيمة مذلة “للفراعنة” بالبليدة ، وتفاؤل المصريين بقدرة” الفراعنة” على لملمة جراح زامبيا وقهر الجزائر بميدانها ، وان خفت حدة المواجهة مابين أعضاء المنتديين الجزائري والمصري في المقام الأول كعينة لدراستنا هاته في الاونة الأخيرة على عكس ما كان عليه الأمر بعد أول خرجة لكل منتخب برسم التصفيات المزدوجة ، الا أنها من المنتظر أن تشتد مجددا مع اقتراب موعد مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره المصري ليبقى المنتدى المتنفس الوحيد المتاح للجزائريين والمصريين لكي يبدي كل طرف رأيه فيما يتعلق برؤيته لحظوظ منتخبه ، كما تعد متنفسا لمناصرة كل منتخب بطرق مختلفة حتى وان تعدت في بعض الأحيان الحدود اللازمة والتي من شانها أن تعكر صفو العلاقة مابين الا شقاء في المقام الأول لأنها في بداية وفي نهايته لا تعدو أن تكون سوى مباراة في كرة القدم وان كان المطلب لكل واحد فينا هو بلوغ المونديال بجنوب إفريقيا الذي يبقى حلم مشروع لكل جزائري ومصري رغم تمنياتنا من أن يكون ذلك من نصيب “الخضر”
إبداع وتفنن في التعليقات”وشوفينية” “ولعب على المورال”
وتختلف التعليقات التي يتفنن كل عضو من المنتدى في طرحها في منتداه وهو ما يجعلني نعترف في بعض الأحيان بإبداع منقطع النظير لأعضاء المنتديات خاصة منتدانا الجزائري الذي لايخلو في كل يوم من من تعليقات باختلاف المواضيع سواء أكانت وطنية أو حتى دولية تجعل المتمعن في فحوى التعليق الذي يكون في اغلب الأحيان ذا لمسة مازحة ، غير أن فحواه يكون له أكثر من مغزى يعكس درجة الوعي الكبير لدى الجزائريين واطلاعهم الكبير على كل كبيرة وصغيرة تخص كرة القدم المستديرة سواء ببلادنا أو في محيطنا العربي أو في العالم بأسره ، وهو ما يجعلنا نقر بإبداع أعضاء المنتديات رغم ما يشوبها من بعض السلبيات هنا وهناك ، وفي بعض الأحيان تكون مصادر للمعلومات والكشف عن بعض الخبايا التي تكون مجهولة لدى رجال الإعلام المتخصصين سواء تعلق الأمر بالنوادي أو المنتخب الوطني أو حتى أخبار عن الا اتحادية والرابطة حوارات حصرية وماشابه ذلك
المصريون كانوا السباقين للا ستفزاز،والجزائري”عندو ديما الصرف “
وبالعودة إلى ما يمكن الاصطلاح عليها بحرب منتديات مابين منتدانا الجزائري وكذا المصري ، يمكن التوقف عند حرب التعليقات التي كانت مابين الجزائريين والمصريين باختلاف كلماتها ومغزاها وحتى درجة حدتها ، حيث كان المصريون السباقون إلى إشعال هاته الحرب -إن صح القول –بذلك مباشرة بعد التعادل الذي عاد به “الخضر” من العاصمة الرواندية كيغالي أمام المنتخب المحلي وعلى ضوء الوجه الشاحب الذي أبانه أشبال الناخب الوطني رابح سعدان رغم ايجابية النتيجة المحققة بكيغالي، أين أطلق المصريون العنان لتعليقاتهم التي لم تخلو من التفاؤل من أن الطريق أضحى معبدا للمرور إلى مونديال جنوب إفريقيا بعد الوجه الذي أظهره المنتخب الجزائري الذي كان مصنفا آنذاك على انه المنافس الوحيد للفراعنة على تأشيرة المونديال مع اكتفاء الجزائريين بردود يمكن اعتبارها بالمحتشمة على اعتبار اعتراضهم هما الآخرين على الوجه الذي أبانه رفقاء الحارس قاواوي، قبل أن يستعيد الجزائريون زمام الأمور بعد الهدية المقدمة على طبق من قبل المنتخب الزامبي الذي تمكن من فرض التعادل على مصر بستاد” القاهرة ، ليطلق الجزائريون العنان لتعليقاتهم الساخرة من قدرة المصريين على مزاحمتنا على المونديال ، الأكيد أن حدة التعليقات ستعرف منحى تصاعدي مع اقتراب الموعد الرسمي
“الشقيقتان” زامبيا وروندا” وعدو عدوي صديقي
وان اختلف تراشق التعليقات مابين الجزائريين والمصريين بإبداء كل طرف لتفاؤله وقدرة منتخبه على اجتياح الآخر وهذا أمر مشروع ومنطقي ، الا أن بعض التعليقات التي أعقبت أول خرجة لكل منتخب برسم التصفيات المزدوجة والتي صبت في مجملها على انتهاج سياسة استفزازية أبرزها تأكيد المصريين على أن نظرائهم الجزائريين الذين هم في الأصل إخوة وأشقاء بمثابة الأعداء وعلى أن الروانديين أشقاء بعد أن وفقوا في إسالة العرق البارد “للخضر” ، في حين رد الجزائريون بتأكيدهم من جانبهم على أن الزامبيين هم الأشقاء بعد أن تمكنوا من ترويض “الفراعنة بميدانهم وأمام جمهورهم الكبير ، هي عينة صغيرة كفيلة بإبراز الحرب الحقيقية للإخوة الأعداء في المنتديات والتي لا يقتصر عليها الأمر فحسب بل تمتد إلى غاية باقي المواقع الا لكترونية التي تعرف نفس الوتيرة
عماد متعب واغرب دعاء جزائري
وقد استوقفني في إحدى الا يام السابقة الغير بعيدة دعاء لأحد المشتركين في المنتدى الجزائري والذي تصاحب مع الا صابة الأخيرة التي تعرض لها مهاجم المنتخب المصري عماد متعب مع ناديه السعودي والتي ستحرمه رسميا من المشاركة في لقاء منتخبه أمام الجزائر في جوان القادم بالبليدة ، من خلال دعائه للشفاء العاجل لمتعب من الإصابة التي تعرض لها وان يكون جاهز لمباراة الجزائر ، منطلقا في ذلك من تيقنه من محدودية هذا الأخير وعدم قدرته على أن يشكل أي خطر على المنتخب الوطني وان غيابه لن يخدم “الخضر” با عتبار أن المدرب المصري حسن شحاتة سيضطر إلى الا ستنجاد بمهاجم آخر قد يكون أفضل بكثير وأكثر فعالية من الغائب الأكيد متعب عن مباراة البليدة ، عينة أخرى لتعليق غريب نوعا ما من جملة من التعليقات الغريبة والمختلفة والتي لا تخلو منها المنتديات في كل يوم ومناسبة والتي لها مغزى كما سبق وان أوردناه آنفا- لأنه لا يعقل أن يتمنى جزائري جاهزية مهاجم مصري لمواجهة منتخبه الوطني لولا اقتناعه بمحدودية عماد متعب ، وهو ما يؤكد الا طلاع الكبير للجزائريين على كل كبيرة وصغيرة تخص المنتخب بفضل هاته المنتديات وكذا مختلف المواقع الا لكترونية .
الدعاية المصرية و الدعابة الجزائرية
والحقيقة أن هذه المقابلة أخذت أكثر من قيمتها الحقيقة، كمقابلة بين منتخبين جارين تجمعهما روابط الدم، و العروبة والإسلام حيث أخذت الكثير من المساحة الإعلامية سواء في الصحف، أو من خلال التصريحات أو من الحصص التلفزيونية، نقول هذا الكلام لأن المقابلة لا زالت تفصلنا عنها مدة طويلة، في وقت الحصص التلفزيونية التي تحلل كأنها تفعل ذلك لمقابلة ستجرى في التو، و الحديث عن الحصص هو حديث عن الحصص المصرية بطبيعة الحال، التي أقامت الدنيا هرجا ومرجا وهي تتحدث عن اللقاء، وكأنه مقابلة نهائي كأس العالم، تحليل كهذا سيزيد الضغط كثيرا على لاعبي الفريقين، وجعل توقعات البعض تشير الى أن المقابلة لن تكون في مستوى التطلعات بعد أن صاحبتها هالة إعلامية كبيرة جدا، ودائما في هذا السياق فإن محليين بالجملة تهجموا على المنتخب الجزائري وأكدوا أن منتخبهم قادر على المرور كأول للمجموعة دون صعوبة مع الفوز بالجزائر، وهي تحاليل كانت مرتقبة، ومتوقعة لإثباط عزيمة المنتخب الجزائري، طالما أن الدعاية المغرضة في إطار الحرب النفسية اسلوب مصري ممتاز، أثبت فاعليته في مناسبات عدة، وقد وصل تحيز بعض المحليين حتى الى فضاءيات عربية شهيرة مثل “أم.بي.سي” التي تخلى أحد محلليها قبل اسبوعين عن حياديته وأكد أن المنتخب المصري وإن تعادل في زامبيا قادر على الفوز في الجزائر، وفي الوقت الذي توجد دعاية مصرية قوية، فإن ما تبثه قناتنا اليتيمة من حصص رياضية مجرد دعابة وبلغة أدق “تمسخيرة” في غياب حصص في المستوى الذي نراها في “دريم” و “المحور” و”الحياة” وكذلك إحتكار بعض مجاهيل المدربين .