حادث مرور يكشف تسييرأحد العسكريين شبكة لتهريب المخدرات
كشفت مصادر قضائية لـ”النهار”، أن قاضي التحقيق لدى القطب القضائي المتخصص على مستوى محكمة سيدي امحمد، باشر منذ أيام قليلة التحقيق في قضية
وصفت بـ”الضخمة و الحساسة”، وسط الحديث عن تخلي محكمة عين وسارة عن ملف القضية لصالح محكمة سيدي امحمد، بصفتها جهة قضائية ذات اختصاص إقليمي موسع، طبقا للمواد 40 مكرر 2 من قانون الاجراءت الجزائية ، للتحقيق و الفصل في هذا النوع من القضايا و اعتبارها قطبا جزائيا متخصصا.
أفادت مراجع “النهار” أن القضية المتعلقة بتهريب المخدرات و المتاجرة فيها، والمقدرة كميتها بـ 1746 صفيحة من الكيف المعالج، ما يعادل 4 قناطير، تورط فيها عسكري سابق ، رفقة بارون مخدرات، وتعود مجرياتها إلى تاريخ الـ25 جوان من السنة المنصرمة، حيث وفي حدود الخامسة و النصف صباحا، وقع حادث مرور مميت على الطريق الوطني رقم 40 بالجزء الرابط بين بلديتي حاسي خدول، والرشايقة التابعتين لولاية تيارت، بالمكان المسمى بن زعودة ، بين شاحنتين واحدة من نوع “سوناكوم” k120 و شاحنة صغيرة من نوع” فيتو”يقودها شخص بمفرده توفي فور وقوع الحادث، وبوصول فرقة الدرك الوطني الإقليمية للتحقيق في الحادث، و بعد تفتيش الشاحنتين، تم العثور على كمية معتبرة من المخدرات كانت مخبأة في الـ”الفيتو” و بالتحديد في مقدمة الصندوق الخلفي داخل مخبأ سري تم تصميمه لهذا الغرض، و عند تفتيش الشخص المتوفى عثر بحوزته على مبلغ 7550 دينار، ووصل تصريح بسير المركبة صادرة عن مديرية التنظيم و الشؤون العامة لولاية عنابة مدون عليه رقم تسجيل غير مطابق للرقم الموجود بلوحة التسجيل باسم شخص (ب ع ص) ، و كذا شهادة و عقد تأمين لشاحنة باسم نفس الشخص.
و أفادت مصادرنا ، أنه بعد مرور يوم واحد على وقوع الحادث تقدم ابن السائق المتوفى، الذي تعرف على جثة والده بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين وسارة، ليؤكد أن والده عسكري سابق، و سبق له أن تورط في قضايا تهريب المخدرات، و حكم عليه بـ13 سنة سجنا، و قضى العقوبة ليفرج عنه عام 2007 .
و بناء على هذه المعطيات، وبعد تحديد هوية صاحب شاحنة انطلاقا من وصل السير وشهادة التأمين، تبين أن الأمر يتعلق بشاب من الأبيض سيدي الشيخ ولاية البيض ، سبق له هو أيضا التورط في قضايا المخدرات، هذا الأخير تقدم إلى فرقة الدرك الوطني بعد مرور شهر من وقوع الحادث، أين صرح أنه في جانفي من سنة 2008 قام بشراء شاحنة “فيتو” من نقطة بيع السيارات بوهران بمبلغ 20 مليون سنتيم ، بقيت عنده لمدة من الزمن، ليقوم ببيعها لشخص من مدينة الرمشي بولاية تلمسان بمبلغ 87 مليون، وقدم وثيقة “وعد بالبيع” مصادق عليها من طرف بلدية مغنية، و بما أن اسم الشخص الذي تقدم لم ينطبق على اسم سائق الشاحنة المتوفي ، تم عرض صورة هذا الأخير ليتأكد أنه نفس الشخص الذي باعه الشاحنة ، و بناء عليه تابعت النيابة المسمى(ب ع ص)، بجرم المتاجرة في المخدرات طبقا لنص المادة 17 من الأمر 04/18 المتعلق بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع الاستغلال و المتاجرة غير المشروعين.