جزائريون يصدّرون السحر في طرود بريدية إلى أوروبا

الكسكسي بيد الميت» و«شعر الماعز» و«قهوة والملح» للتفريق بين الأزواج وجلب الرزق
مصالح الجمارك حجزت العشرات من هذه الطرود في أقل من سنة
الظاهرة استفحلت منذ 6 أشهر وفرنسا الوجة المفضلة للسحرة
شركات بريد خاصة لتتبع طرودهم عبر الرقم التسسلي في الأنترنت

تكشف صور وتسجيلات فيديو تمكنت النهار من التقاطها على مستوى إحدى المعابر الحدودية الخاصة بالطرود البريدية القادمة من وإلى الجزائر، عن طرود تحمل طلاسم سحرية وشعوذة بمختلف أنواعها، حاول جزائريون إرسالها وتحويلها لأقاربهم وأصدقائهم نحو عدد من الدول بأوروبا وأمريكا، وعلى رأسها فرنسا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، أين قامت مصالح المؤسسات البريدية الخاصة ومصالح الجمارك بحجزها على مستوى هذه المراكز .

وتعود حثيات القضية إلى ما يقارب الثلالثة أشهر، بعدما وردت إلى النهار معلومات عن انتشار ظاهرة إرسال طلاسم سحرية وشعودة عن طريق الطرود البريدية نحو الجزائر إلى الخارج، أين قامت «النهار» بالبحث عن نقطة حجز هذه الطرود على مستوى المراكز والمعابر الحدودية الخاصة والوصول إليها عن طريق إجراء جملة من الاتصالات، وهو ما مكننا من الوصول إلى المكان المقصود، والذي كان عبارة عن مكتب يقع بإحدى النقاط الحدودية بالجزائر العاصمة، توضع فيه الطرود المحجوزة من مصالح الشركات البريدية ومصالح الجارك، وهي الطرود التي غالبا ما يتم فيها إرسال أشياء ممنوعة، وداخل تلك القاعة كانت زاوية مخصصة للطرود البريدية التي بها طلاسم سحرية وشعودة حاول بعض الجزائريون تحويلها نحو الخارج وكان عددها معتبرا.

الظاهـرة استفحلت منذ 6 أشهر وفرنسا الوجة المفضلة للسحرة

وحسب مصادرنا التي أوصلتنا للنقطة المعنية، فإن الظاهرة قد استفحلت منذ ما يقارب الـ6 أشهر، حيث كان في كل مرة يصل للمركز من طرد إلى طردين أسبوعيا كأقصى تقدير، غير أنه وفي المدة الأخيرة صارت تتراوح ما بين الـ4 إلى 5 طرود أسبوعيا، وأكثر البلدان التي ترسل إليها هي كل من فرنسا بلجيكا كندا إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

«الكسكسي بيد الميت» و«شعر الماعز» و«قهوة والملح» هذا ما يفضل المشعوذون

«النهار» تمكنت من التقاط صور وفيديوهات لتلك الطرود التي تحمل طلاسم سحرية، وغالبا ما يتم استخدام شعر الماعز والحيوانات ممزوجة بشعر الإنسان المراد استهدافه عن طريق هذا السحر، بالإضافة إلى أوراق وكتابات غير مفهومة يتم إرسالها عن طريق أظرفة بريدية وطرود ولفها بملابس لتمويه مصالح الجمارك والمؤسسات البريدية، كما يتم استخدام في هذه الطرود مادة الملح والقهوة ومادة «الكسكسي»، والتي رجحت مصادرنا أنها تكون مصنوعة من يد ميت، حسبما هو متداول عليه.

شركات البريد الخاصة لتتبع طرودهم عبر الرقم التسلسلي

وحسبما أكدته لنا مصادرنا، فإن كل الطرود البريدية التي تحمل السحر، يتم إرسالها عبر شركات بريدية تقدم خدمات خاصة وبأسعار مرتفعة تصل إلى مليوني سنتيم عن كل طرد، خاصة إذا ما كان موجها نحو أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع ذلك إلى كون هذه الشركات تقدم للزبون رقما تسلسليا يمكنه من تتبع طرده ووصول إلى وجهته عن طريق الأنترنت.

مشعودون جزائريون حاولوا استيراد كتب السحر من الهند والسودان

ولعل أغلب ما حدث في هذه المراكز البريدية، ما كشفه لنا أحد مصادرنا بأن مصالح الجمارك وعمال المؤسسات البريدية، قد حجزوا عدة مرات كتبا ومطويات في السحر والشعوذة والتعويذات مرسلة إلى مشعوذين جزائريين، كان مصدرها الهند والسودان، حيث تُمكن هذه الكتب من رفع مستوى المشعوذين وتلقينهم أحدث تقنيات التواصل مع الجن.

الطرود محجوزة وأصحابها لايسألون عنها خوفا من المتابعة القضائية

وأكدت مصادرنا أن الطرود البريدية التي تم حجزها على مستوى المعابر الحدودية، من قبل مصالح الجمارك والمؤسسات البريدية، أصحابها لا يسألون عنها خوفا من ملاحقتهم من طرف مصالح الأمن أو القضاء، وأكدت ذات المصادر أن أسماء مرسلي هذه الطرود والأشخاص المرسلة إليهم غالبا ما تكون نفسها، وهو ما يدل على أنهم على صلة قرابة ومن عائلة واحدة.