جزائريون ينتحلون صفة لاجئين فلسطينيين لـ''الحرڤة'' نحو أوروبا
أصبح السفر إلى تركيا حلم كل الجزائريين خاصة فئة الشباب والشابات، وذلك ليس حبا في مهند أو الأفلام التركية أو السياحة للترفيه عن أنفسهم، وإنما للحصول على ”شنغن” خيالية ووهمية لـ”الحرڤة” برّا إلى أوروبا للاسترزاق.حيث اكتشف شباب بطال طريقة جديدة للهجرة إلى الدول الأوروبية عوض قوارب الموت في البحر الذي أكل ما أكل من فلذات أكباد الأمهات الجزائريات، ففضلوا الهروب من الواقع الاجتماعي الصعب في رحلة البحث عن لقمة العيش بركوب الخطر برّا وليس بحرا بقطع مسافات طويلة في غابات تركيا واليونان للوصول إلى إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا وفرنسا…إلخ، ومن خلال عينة صغيرة من مغامرين عادوا إلى الجزائر بعد الفشل في ”الحرڤة” برا إثر إلقاء القبض عليهم من طرف الأمن اليوناني يسردون كل التفاصيل عن رحلة كانت الغابات والوديان مسرحا لها.
جزائريون يزوّرون هوياتهم كلاجئين فلسطينيين لتسهيل مهمة العبور
عمد ”سيد احمد” وصديقه من عين طاية بالعاصمة إلى تغيير هويتهما واسميهما إلى فلسطينيين، وذلك عن طريق التزوير في الوثائق بعد الوصول إلى تركيا، والغرض -حسبهما- من هذا هو تسهيل مهمة العبور إلى اليونان على أساس لاجئين، وقالا في حديث معنا بأنهما خاضا مغامرة الخروج من تركيا إلى اليونان أين ذاقا مرارة كبيرة في عبور الوديان القذرة والسباحة بداخلها رفقة جزائريين آخرين ينحدرون من ولاية تيزي وزو، ثم المشي على الأقدام في غابات كثيفة الأشجار لعدة أيام دون توقف ليل نهار، خشية إلقاء القبض عليهم من طرف الأمن. وأكد المتحدثان بأن الأمر ليس سهلا بسبب الصعوبات التي تعرضوا لها في الطريق خاصة انعدام المياه الصالحة للشرب والأكل لأن المشي كان في جبال خالية من السكان، مضيفين بأنهم لم يغمض لهم جفن رغم التعب الذي أنهك قواهم، وخلال فترة ”الحرڤة” البرية لم يكونا لوحدهما بل رفقة جزائريين آخرين من بينهم نسوة، حيث اتبعوا سكة القطار للدخول إلى الدول الأوربية، وكلما مر عليهم القطار يختبئون تحت الحشائش وأغضان الأشجار لكي لا يلمحهم سائق القطار ويبلغ عنهم السلطات، وبعد مرور فترة زمنية أحسوا بالعطش والتعب ولم يتمكنوا من مواصلة السير على الأقدام، فتركوا أصدقاءهم وخرجوا من السكة إلى الطريق للبحث عن الماء فحاولوا توقيف السيارات المارة في الطريق السريع باليونان، إلا أنه ولمدة أكثر من ساعة لم تتوقف أية مركبة حتى توقفت سيارة أماهما وفرحا ظنا أنهما وصلا إلى النعيم، لكن الفاجعة هي أن السيارة تابعة للجيش وتم توقيفهما بعد أن طرحت عليهما أسئلة تعذر الإجابة عنها بسبب اللغة المختلفة، وقدما نفسيهما على أساس أنهما فلسطينيان، ليتم نقلهما في سيارة رفقة الأمن الذي كان مدججا بالسلاح واقتيدا إلى ثكنة عسكرية في الغابة أين مكثا يوما في الحبس، وبعد فترة قليلة تم إلقاء القبض على أصدقائهما أيضا وأودعوا الحبس في نفس الغرفة، وبعد النوم على الأرض دون أكل ولا شرب تم تحويلهم إلى تركيا أين تم إيداعهما الحبس لمدة أسبوع على أساس أنهما فلسطينيان، فيما يقضي الجزائريون فترة ثمانية أشهر في الحبس عقابا على محاولة الهجرة السرية -حسب سيد احمد وصديقه- اللذين عادا إلى الجزائر وقررا عدم تكرار المغامرة نظرا للمعاناة التي عاشاها.
نساء جزائريات ”حراڤة” رفقة أبنائهن مجبرات لا مخيرات
ربما لا يصدق الأمر لكنها الحقيقة، حيث إن من الجزائريات من أجبرتهن الظروف على ”الحرڤة” إلى أوروبا رفقة أبنائهن، وينطبق الأمر على سيدة من الغرب الجزائري سافرت إلى تركيا رفقة ابنتها البالغة من العمر 15 سنة من أجل الالتحاق بزوجها المتواجد في أوروبا، والذي لا يمكنه الدخول إلى الجزائر واصطحاب زوجته وابنته بسبب المشاكل في تلك الولاية لأنه هو من تسبب في موت عدد من الشباب في البحر باعتباره من كان مكلفا بتهجيرهم سريا، ونتيجة الحادث هددته عائلات الضحايا بالقتل فلم يدخل الجزائر منذ سنوات، لتلحق به زوجته التي كان يتصل بها في طريقها برا مع ابنتها القاصر. من جانب آخر، فإن شابة أخرى من نفس الجهة توجهت إلى أوروبا أيضا قاصدة شقيقها المتواجد في الغربة منذ أعوام.