جريمة النظام العربي الرسمي تُنفذ بأيدي صهيونية
جاء، أمس، العدوان الإسرائيلي على غزة يومان فقط بعد مغادرة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى العاصمة المصرية القاهرة، أين التقت بالرئيس حسني مبارك ليطرح الكثير من علامات الإستفهام، خاصة حول توقيت الزيارة وبعض المراقبين الذين ربطوا حشد القوات المصرية على الحدود مع غزة بما أسموه علم مسبق بالعملية
وجهت، أمس، عددا من الفصائل الفلسطينية أصابع الإتهام مباشرة للمستوى الرسمي العربي، بالمشاركة في مؤامرة كبيرة تستهدفقطاع غزة وإنهاء فكر المقاومة والتحرير الذي تبنته الفصائل ومن يقف إلى جانبها.
وربط ممثلو الفصائل في تصريحات لـ”الجزيرة نت” بين زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى بعض الدول العربية،وبدء الحملة الإسرائيلية التي أوقعت المئات من الشهداء والجرحى.
ووصف القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر ما يجري في غزة بأنه “مؤامرة اكتملت صورتها ووصلت حدها الأقصى.. الشركاءفيها كثر”، لكنه أعرب عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني سيتجاوز المحنة.
وقال إن الكل واقفا ضد الإحتلال، ولا يجوز لأي كان أن يقف متفرجا، مضيفا أن “البعض نسي أن له دورا في حماية الشعبالفلسطيني، لأنه من الشعوب المظلومة والمناضلة”، في إشارة إلى مصر والدول العربية الأخرى.
وحمل جابر الإحتلال بشكل مباشر والصمت العربي الرسمي مسؤولية المجازر، مطالبا بحماية شعب أعزل يعيش في ظروفالحصار وليس له حولا ولا قوة في مواجهة أقوى جيش في المنطقة.
من جهته، قال القيادي بحركة فتح حسام خضر، أن العملية كانت متوقعة بعد حملات التحريض التي قام بها الإعلام الإسرائيليمؤخرا، غير مستبعد أن تكون على غرار حملة السور الواقي التي حدثت في الضفة الغربية عام 2002.
وأضاف أن “إسرائيل أخذت الضوء الأخضر لتنفيذ عملية غير مسبوقة من خلال جولات لمسؤوليها في المنطقة”. وطالب خضرحركة حماس بالتجاوب مع نداءات الوحدة الوطنية، كما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحرك الفوري وتجنيد الرأي العاملوقف المجازر، مؤكدا أن “إسرائيل ما كانت لتقوم بما قامت به لولا الوضع الفلسطيني المخجل والمتمثل في الانقسام”.
إلى ذلك، وصف القيادي في حركة حماس رأفت ناصيف الحملة الإسرائيلية بأنها “جريمة النظام العربي الرسمي تُنفذ بأيديصهيونية”، مؤكدا أنها تستهدف بشكل أساسي “التجربة الناجحة ذات المصداقية التي تنفذها حماس”.
وتابع أن ما يجري هو “محاولة لإرغام الشعب الفلسطيني على التوقيع والإعتراف بالكيان الصهيوني، وابتزاز موقف الاستسلام،ووقف مشروع المقامة، الكرامة والتحرير، لكن هذا لن يحدث بإذن الله”.
وقال أن من يحمل مطلقي الصواريخ المسؤولية لا يريد أي مصلحة وطنية، وهو الذي أفشل الحوار الفلسطيني، مطالبا باتخاذ مواقفواضحة ضده لأنه “لا يجوز أيا كانت الخلافات أن نخرج لنتهم بعضنا بعضا ونعفي الإحتلال”.
وكان الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم قد لمح في تصريحات إذاعية، بأن مصر التي استقبلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني على علم بالعملية، حين قال إنها اتصلت بمسؤولين من حماس وأبلغتهم بأن “الوضع سيكون هادئا وأن المعابر ستفتح، لكن ما حدث هو حرب إبادة”.