إعــــلانات

جرحى وموقوفون بعد مواجهات وسط مدينة الجلفة

جرحى وموقوفون بعد مواجهات وسط مدينة الجلفة

عملية طرد عائلة من منزلها تحوّلت إلى حركة احتجاجية تضامنية ثم إلى اشتباكات دامية

شهدت، أمس، ولاية الجلفة، حالة من الاحتقان والغليان، بعد أن تدخلت صباح أمس الإثنين مصالح الأمن مدعومة بقوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، بعد خروج عشرات شباب مدينة الجلفة إلى الشارع، في حركة احتجاجية استعملت فيها الهراوات والعصي لتفريق المحتجّين. وأشعلت شرارة الاحتجاج، عندما تعرضت إحدى العائلات بوسط المدينة صبيحة أمس لعملية طرد وإخلاء من منزلها بالقوة العمومية، مدعمّة بقوات مكافحة الشغب التي قامت من خلالها بإخراج أثاث العائلة التي قطنته لأكثر من 50 سنة من المنزل ونقله إلى الشارع مباشرة، تنفيذا لتوجيهات صادرة من المحكمة تدعو للإخلاء، وهو ما أثار حفيظة أفراد العائلة وتعاطف الجيران معها، الذين انتفضوا مباشرة بعد عملية الإخلاء، حيث لم تجد العائلة وسيلة للتعبير عن غضبها بسبب ما أسمته بـ«الحڤرة»، إلاّ بمحاولة الاحتجاج وغلق الطريق الوطني رقم 1 وسط المدينة باستعمال الحجارة وحرق حاويات القمامة، الأمر الذي أدى بقوات مكافحة الشغب إلى مطاردة المحتجّين في مختلف شوارع المدينة، للحيلولة دون تنظيم الاحتجاج، ما أدى إلى اندلاع مشادات واعتقالات في صفوف المحتجّين، أسفرت عن إصابة العديد منهم باستعمال القوة والضرب المبرح. الحادثة عرفت تعزيزات أمنية وتواجدا مكثّفا لرجال مكافحة الشغب، كما تسبّبت في تجمع عشرات الفضوليين في الشارع لمشاهدة ما يحدث، حيث أبدى الكثيرون تعاطفهم مع العائلة، بينما أثار استعمال القوة وسط المحتجّين، استهجان مواطني المدينة، الذين اعتبروا الأمر بـ«غير المقبول»، مما زاد في سخط الشباب الذين تحدثوا إلى  «النهار» عما أسموه بالتجاوزات المستعملة ضد المحتجّين، وتعتبر هذه الحادثة الثانية من نوعها بوسط مدينة الجلفة، بعد أن تعرّض المواطن الضحية «لخضر رقيق» من خلال تهديم منزله ونهب أمواله وأغراضه، والذي أكّد سابقا في تصريح لـ«النهار»، أنّ مافيا العقار استحوذت على منزله المتواجد وسط مدينة الجلفة، أين تمّ هدمه ونهبت أغراضه باستعمال القوة العمومية بحضور المحضر القضائي، مناشدا في ذلك الجهات العليا في البلاد التدخل لإنصافه، رغم أنّ قضيته أصبحت قضية رأي عام .وبمديرية التربية بالجلفة، قام عدد من أعوان الأمن مدعومين بقوات مكافحة الشغب، بالاعتداء على عدد من المترشحين الذين كان اعتصامهم سلميًا أمام مقر مديرية التربية بالولاية، أسفرت عن تعرض شخص للضرب المبرح أدخل إثره المستشفى، وتظهر الصور التي بحوزة «النهار»، كيفية تعامل مصالح الأمن وقوات مكافحة الشعب بالولاية مع المترشحين، الذين أصروا على الاحتجاج أمام مقر مديرية التربية، للمطالبة بإلغاء قائمة الناجحين، حيث أكّد المئات من المترشّحين في تصريحهم لـ«النهار»، أنّ نتائج مسابقة التوظيف لرتبة أساتذة في جميع الأطوار، شهدت تجاوزات وخروقات بالجملة دون أن تتحرك الجهات الوصية للتحقيق في ملفات المترشّحين. وحسب الشكوى التي تسلمت «النهار» نسخة منها موجهّة إلى مختلف النقابات وبرلمانيي الولاية ضد مدير التربية لولاية الجلفة، فقد اتهموا اللّجنة المكلّفة بدراسات الملفات بأنها غير أهل للإشراف، من خلال تغطيتها على شهادة الإقامات المزوّرة، وهو ما حرمهم من الطعن اتجاههم، مطالبين السلطات المركزية في البلاد بمحاسبة وتوقيف المتسببين في هذه المهزلة وتوقيف وإلغاء النتائج، مع إعادة دراسة الملفات أمام لجنة مختصة تحت رقابة من طرفهم حسب ما جاء في ذات البيان. وقد تجدّدت هذه الاحتجاجات التي تعرفها يوميًا ولاية الجلفة، على الرغم من تعليمات الوزير الأول «عبد المالك سلال» لولاة الجمهورية بالتعاطي بإيجابية وهدوء مع المواطنين المحتجّين، واعتماد أقصى درجات الإنصاف في النظر في انشغالات المواطنين وتهدئة الجبهة الاجتماعية.               

 

           

رابط دائم : https://nhar.tv/EJIJO