ثورة ''الفايسبوك'' تهدد ''ديناصورات'' الكرة الجزائرية بالسقـوط
آلاف المشاركين في حملة لإسقاط حناشي، غريب ومحياوي.. وأخرى داعمة لسرار
الأكيد أن الثورة الإلكترونية التي تعرفها مواقع التواصل الإجتماعي على غرار ”الفايسبوك” و”تويتر” وغيرهما، التي استفحلت بقوة في المجتمعات في الآونة الأخيرة، لم يقتصر استعمالها على جوانب محددة كتغيير أنماط سياسية في البلدان أو الدعوة إلى ثورات أو حملات مضادة، بل امتدت حتى إلى الشأن الرياضي، وهو ما لمسناه من خلال تصفحنا للعديد من المواقع التي تعنى بالتواصل الإجتماعي، حيث فضل العديد من عشاق النوادي الجزائرية تغيير طريقتهم في التعبير عن رغباتهم وانشغالاتهم بعدما كانت تجسد في الملاعب أو التجمع أمام مقرات الفرق والنوادي في وقت سابق للمطالبة مثلا بتنحية مدرب أو رئيس للنادي، لكن الحملات الأخيرة لأنصار الفرق والشباب المهتم بشؤون الكرة الجزائرية، أضحى يميل إلى ”الفايسبوك” الذي يراه المتنفس الوحيد للتعبير عن مطالبهم التي تهدف في أغلبها، من خلال معاينتنا لتعليقات الأنصار، إلى الإطاحة برؤساء النوادي العريقة وتعبئة الجماهير لتجسد هذا المطلب، والتي مست أغلبها رؤساء لهم صدى كبير في نواديهم، ومن مستهدفي هذه الثورة الإلكترونية الجديدة نجد رئيس فريق شبيبة القبائل محند شريف حناشي الذي لم تشفع النتائج والإنجازات التي حققها على مدار 19 سنة من تسيره للفريق الأكثر تتويجا في الجزائر، سيما فيما يتعلق بالرهانات القارية، لكي يسلم من انتقادات الأنصار الذين فضلوا هذه المرة الإستنجاد بـ”الفايسبوك” لتمرير رسالة الإطاحة به بدلا من التنقل إلى الملعب أو انتظاره في الشارع، حيث كانت معظم تعاليق الجمهور القبائلي تصب في قالب واحد وهو تخليه عن عرش الفريق، وهو التهديد الذي طال أيضا رئيس فريق مولودية وهران الطيب محياوي الذي أضحى غير مرغوب فيه من قبل أنصار الحمراوة الذين ظلوا يطالبونه عبر ”الفايسبوك” بالتخلي عن منصبه سيما في ظل الصراع الإداري الذي يشهده الفريق هذا الموسم، ولن يكون هذا الأخير أحسن حالا من الرجل الثاني في العميد عمر غريب الذي يبقى منبوذا بقوة في صفوف عشاق النادي العاصمي، فبعد حملة التوقيعات التي قام بها أنصار الزي الأخضر والأبيض للمطالبة برحيله، فقد فضلوا هذه المرة انتهاج الطريقة الجديدة لتحقيق مطلبهم بعدما فشلوا فيه عبر مدرجات الملاعب أو من خلال التجمعات المعتادة للأنصار، وأمام هذه المعطيات فإن الواضح أن ظاهرة ”الفايسبوك” أضحت أكبر خطر يهدد عرش ومستقبل رؤساء النوادي الجزائرية بعدما نجحوا نسبيا في الدفاع عن عرشهم وإفشال مساعي الأنصار في الوسائل الأخرى. لكن بمقابل ذلك ساعدت البعض على غرار سرار الذي انطلقت في وقت سابق حملة كبيرة لدعم بقائه.
محفوظ قرباج رئيس جمعية رؤساء الأندية المحترفة لـ”النهار”:
”مافي كرشي التبن ما نخاف من النار.. وثورة الفاسيبوك لا تعنيني”
أكد رئيس جمعية رؤساء الأندية المحترفة محفوظ قرباج، أن الثورة الإلكترونية التي فعلت فعلتها في الفترة الأخيرة سيما في الجانب السياسي قبل أن تتوسع وتشمل مجالات أخرى، على غرار القطاع الرياضي الذي يعد من بين القطاعات الحساسة، لا يمكنها أن تعطي نفس النتائج التي سجلتها في المجال السياسي، وأضاف رئيس شباب بلوزداد أن ثورة ما يسمى بـ”الفايسبوك” لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وأكثر ما يهمه المصلحة العامة للفريق، حيث قال في هذا الصدد: ”ليس لدي أدنى فكرة عن هذه الثورة الإلكترونية التي أصبح يستعملها بعض الأشخاص، ليس فقط في المجال السياسي فحسب بل حتى في القطاع الرياضي قصد تعبئة الجماهير للإطاحة بأشخاص معينين، فهذا الأمر لا يعنيني بتاتا فألاهم بالنسبة لي هو مصلحة الفريق وما يوجد على أرض الواقع وليس إحداث ضجة إعلامية تذهب في مهب الريح، وشخصيا إذا أراد أي شخص استعمال هذه الطريقة ضدي فهذا الأمر لا يزعجني، وكما يقول المثل الشعبي ”لي مافي كرشي التبن ما يخاف من النار”، وأوضح الرجل القوي في بيت شباب بلوزداد أن الهدف الرئيسي من توليه هذا المنصب يصبو بالدرجة الأولى إلى ضمان وتوفير الحماية للنادي البوزدادي وليس بلوغ مراتب عالية وتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة للفريق، وفي الختام شدد قرباج على ضرورة تجسيد الشفافية في تسيير الفرق التي تعطي نتائج فعلية تكون في صالح النادي.
منادي لـ”النهار”: ”مستعد للرحيل حتى دون فايسبوك.. ومرحبا بأيٍّ كان
أكد رئيس نادي اتحاد عنابة عيسى منادي، أنه لا يعير أي اهتمام لما يسمى بثورة المناصرين التي تعتمد موقع التواصل الإجتماعي ”فايسبوك” كوسيلة للإطاحة برؤساء الأندية المحلية، حيث اعتبر الرجل الأول في نادي ”بونة” أن هذا الأمر لا يعني ناديه تماما باعتباره مسيطرا على الوضع الداخلي لناديه ويسيره بجدية مما يجعل المطالبة برحيله غير واردة على الإطلاق، وفي نفس الشأن أوضح منادي أنه يقبل بصدر رحب أي شخص يريد خلافته على رأس اتحاد عنابة شريطة أن يكون قادرا على ذلك ماديا ومعنويا، وقال منادي في هذا الشأن: ”في الحقيقة قضية ”الفايسبوك” أو أيا كان اسمها لا تعنيني على الاطلاق وإذا كان هناك من يرغب في رحيلي ورئاسة النادي فإن ذلك سيسعدني كثيرا شريطة أن يكون قادرا على تسيير النادي ماديا وإداريا، مرحبا به، لقد مضى على وقت طويل وأنا أرأس نادي اتحاد عنابة وأعلم ما معنى أن ترأس نادٍ وتسيره خاصة في ظل العراقيل والعقبات التي يلاقيها أي رئيس في الوقت الراهن من أجل التكفل بكل متطلبات ناديه”. تجدر الإشارة إلى أن اتحاد عنابة يعرف استقرارا فيما يخص رئاسة الفريق، بحيث لم يسبق لأنصاره أن طالبوا برحيل منادي سواء في الملاعب أو عبر ”الفايسبوك”.