ثلاث سنوات حبسا نافذا لمنخرط سابق بالجيش انتحل صفة نقيب في الدرك الوطني
سلطت محكمة
بئر مراد رايس، أمس الأحد، عقوبة الثلاث سنوات حبسا نافذا و عقوبة الـ100 ألف دينار جزائري غرامة نافذة في حق منخرط سابق في صفوف الجيش الوطني، و هو عون أمن بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، بعد إدانته بتهم التدخل بغير صفة في وظائف عسكرية، واستعمال لقب متصل بمهنة منظمة قانونا، ارتداء بغير حق بزة نظامية مميزة، شارة رسمية و وسام وطني، انتحال عمل رسمي و رتبة شرفية، النصب والاحتيال و السرقة .
تعود ملابسات هذه القضية المتابع من أجلها عون الأمن إلى شهر رمضان المنصرم، حين عثر بعد احتسائه لكميات من الخمر بمركب محمد بوضياف، على كيس بلاستيكي أسود وبداخله بذلة لحرس جمهوري على مستوى الغابة، ليقوم بحمله و أخذه الى منزله، أين قام بإخفائه دون تبليغ السلطات. بعدها و بعد مرور حوالي شهر من عثوره على البذلة بقيت تراوده بعض الأفكار الجهنمية.. و هي ارتداء البزة و الادعاء بأنه نقيب في الدرك الوطني، و لكن نظرا لأن البذلة لم تكن تحمل شارة أو وساما ، قام بإضفاء بعض التغييرات عليها، حيث استعمل قميصا قديما به أزرار صفراء تميل إلى اللون الذهبي، قام بنزع ثلاثة أزرار منه و ركبها على مستوى الكتف، ليضع بعدها ثلاث نجمات خاصة برتبة النقيب نظرا لخبرته التي اكتسبها في صفوف الجيش الوطني، وأصبح يرتديها في حلتها الجديدة ليتلقي ضحاياه الذين قدر عددهم بـ11 ضحية منهم 5 تجار، صاحب كشك، موظفة بدائرة بئر مراد رايس. و عن الطريقة المنتهجة للنصب، فقد كان المتهم يتردد على محلات الهواتف النقال، يقوم باختيار أجمل و أغلى هاتف، يتحجج للبائع بأنه يرغب في اقتنائه لابنته المعوقة ويطلب منه السماح له بأخذه لها و إن راق لها الأمر يقوم بتسديده، ليوافق البائع على عرض النقيب المزيف نظرا للبذلة التي يرتديها، يقوم بأخد الهاتف و يختفي تماما عن الأنظار، وهو نفس الأسلوب الذي كان ينتهجه مع باعة الأثاث والملابس الرجالية والنسائية، غير أن ضحيته الأخيرة كانت وراء كشف حقيقته. هذه الأخيرة تعرفت على المتهم عن طريق الصدفة، يومها كانت دون عمل، ساعدها في الحصول على وظيفة بدائرة بئر مراد رايس، ليقوم بعدها بابتزازها بطلب مبالغ مالية آخرها عندما طالب بمبلغ 4 ملايين سنيتم، لتقوم بالتبليغ عليه أين تم الإيقاع به.
المتهم، و خلال كل مراحل التحقيق اعترف بالأفعال التي ارتكبها، قائلا إن الدافع الأساسي هو أنه كان يلاحظ في كل مرة أن رجال مختلف أسلاك الأمن لهم نفوذ واسع وسلطة على غرار باقي المواطنين، الأمر الذي دفع به الى انتحال صفة نقيب ليتمكن من الحصول على كل ما يرغب لا لسبب إلا لأنه عسكري و الكل يهابه و يحترمه.