تملّكني الملل… ولا أدري ما العمل؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:

سيدتي نور، أنا أتعذّب في صمت وسرّي لا أستطيع البوح به إلا لك، صدقيني أعيش في ضيق ما بعده ضيق أتجرّعه يوما بعد يوم.بعد زواجي بأيام قليلة لاحظت بعض الطباع في زوجي لم أتخيّل في يوم أن تكون في رفيق دربي،  صحيح أنها لا تغضب الله ولكن لا أستطيع تحمّلها، لأني لم أنشأ عليها.تصوّري أن زوجي لا يهتم بنظافته الشخصية، نشأت في بيت يحرص على آداب الطعام، في حين أجده مهملا لذلك، فوضوي وأغراضه أجدها هنا وهناك؛ صدقيني عاداته هذه تثير عصبيتي وتؤلمني من الداخل.لقد مللت منه وصورته اهتزت في عيني، أشعر بالحزن ولا أدري ما العمل؟ أتحدث مع نفسي وأقول هل أطلب الطلاق؟ ولكن ماذا سأقول لوالدي.. لأنه بتلك الخصال؟ ولكن حتى لا أكون ظالمة ومجحفة في حقه فهو جد حريص على أموره الدينية، طيب في معاملته معي ولا أنكر أنه يحبني.أرجوك سيدة نور، لا تبخلي بردّك فأنا في أمس الحاجة إليه.

س. من قسنطينة

 الرد:

سيدتي أشكرك كثيرا على حكمتك ورزانتك، لأنك لم تتسرعي في اتخاذ قرار كنت لتندمين عليه كثيرا. عزيزتي اعلمي أن الناس يختلفون في طبائعهم وتربيتهم وتأكّدي أن الاختلاف هو أمر طبيعي يشعر به كل زوجين وليس أنت فقط. إن الحياة الزوجية هي مشوار العمر وزوجك هو رفيق دربك، ووالد أبنائك في المستقبل، ولذا تحلّي ببعض الصبر وحاولي أن تجدي حلاً يرضي كليكما.انظري إلى ميزاته وكرريها في ذهنك بدلا من تضخيم تلك العيوب الصغيرة. واحرصي على عدم مضايقة زوجك بانتقاداتك المحرجة، يمكنك التغيير من طباعه شيئا فشيئا.بالنسبة للنظافة باستطاعتك الإشارة إليها بطريقة غير مباشرة كأن تقولي له؛ لقد تعبت اليوم خذ حماما لتشعر بالراحة، أما فيما يخص عاداته اليومية يمكنك مثلا التحدث عن تصرف خاطئ رأيته في صديقة لك…إلخ، ومن المؤكّد أنه سيعتبر. كوني قدوته في الترتيب والنظافة سواء في شخصك أو بيتك وبالوقت سيتحسّن.خذي الأمر ببساطة وتأمّلي فيما يعانيه بعض النسوة في أزواجهن من انحراف ديني وأخلاقي …إلخ. احمدي الله، واكتمي سرّك في بيتك، وتوجهي بالدعاء لله ليوفقك في حياتك الزوجية.

ردت نور