تلميذ بالإكمالي يقتل زميله بطعنة خنجر
اهتزت إكمالية زكي سعيد الواقعة بحي اللوز بوهران نهار أمس، على وقع جريمة قتل، راح ضحيتها تلميذ سابق بنفس الإكمالية، لا يتجاوز
عمره 16 سنة ونفذها تلميذ يدرس بالسنة الثانية بالمؤسسة المذكورة. قالت بشأنه بعض المصادر أنه كان تحت تأثير بعض الحبوب المهلوسة.
الضحية لقي حتفه إثر تعرضه لطعنة باستعمال خنجر غاص في صدر الضحية بعمق 7 سنتمترات، من جهة القلب، أردته قتيلا على الفور. وذكر شهود عيان لـ”النهار”، أن الحادثة وقعت على الساعة العاشرة والنصف صباحا من نهار أمس، على بعد أمتار من إكمالية زكي سعيد، التي رفضت مديرتها استقبال أي صحفي، أو إعطاء توضيحات بخصوص الجريمة.
الضحية واسمه صدام قورين، يبلغ من العمر حوالي 16 سنة، قُتل على يد زميله السابق في الدراسة التلميذ مازوني محمد، وهو من نفس سنه تقريبا. وحسب شهادات لبعض الموظفين من المؤسسة التربوية المذكورة، فإن الجاني كان يعاني من حالة هستيريا شديدة، بدت عليه، حيث أجمعت جميع تصريحاتهم لـ”النهار”، أن غضبا شديدا بدا على التلميذ الجاني منذ الوهلة الأولى لالتحاقه ـ أمس ـ بإكمالية زكي سعيد، قبل أن يستخرج خنجرا كان بحوزته، ومضى يسب كل من وجد في طريقه، ما أدى بمسؤولي المؤسسة التربوية المذكورة إلى طرده من مبنى الإكمالية.
وبحسب ذات الشهادات، فإن التلميذ القاتل لم يمنح أي فرصة لصديقه الضحية، إذ وجه له فور التقائه به ضربة قائلة بالخنجر على مستوى القلب وضعت حدا لحياته، بعدما اخترق الخنجر جسمه بحوالي 7 سنتمترات، قبل أن ينقل إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بوهران.
وعلى خلفية هذا الحادث الذي هز قطاع التربية بولاية وهران، ذكر بعض ممن شاهدوا أطوار الجريمة، أنهم لاحظوا أعراضا تشبه الإدمان على التلميذ القاتل مرجحين في ذات الوقت، فرضية غيابه عن الوعي وهو ما يؤكد حسب نفس الشهادات، اعتدائه على صديقه، الذي يقطن بمنطقة حي بوعمامة شرق مدينة وهران، بالرغم من عدم وجود أي عداوة أو خصومة بينهما.
واكتشفت ”النهار” خلال تحقيقها في القضية، أمس أن التلميذ القاتل محمد مازوني، كان قد تعرض منذ سنتين تقريبا لاعتداء بواسطة السلاح الأبيض أدخله مصلحة الإنعاش بمستشفى وهران، أين قضى عدة أيام، وذلك على أيدي أحد أترابه الذي يقطن في نفس الحي الذي يقطن به الضحية، وهو الاعتداء الذي يكون قد أثّر على سلوك التلميذ القاتل بشكل كبير، حيث أصبح منذ خروجه من المستشفى، يتعاطى المخدرات وبعض الحبوب المهلوسة، وكان دائما يردد بين زملائه عبارة أنه سينتقم ممن اعتدى عليه في السابق.
وقد حاولت ”النهار” بعد انتقالها إلى إكمالية زكي سعيد بحي اللوز بولاية وهران، التحصل على معلومات أو تفاصيل بشأن القضية، من مسؤولي المؤسسة التربوية، إلا أن مديرة هذه الأخيرة رفضت استقبالنا وإعطائنا أي تفسير بخصوص هاته الجريمة، في حين أكد الأمين العام لمديرية التربية بوهران في اتصال هاتفي معه، أن مصالحه لا تملك أي معطيات رسمية بخصوص هاته الجريمة التي نفذها تلميذ ينتمي إلى قطاع التربية.
وحول ما شاع من تناول واستهلاك التلميذ الجاني للمخدرات، أو وقوعه تحت تأثير حبوب مهلوسة، فقد قال محدثنا: ”هذا كلامكم أنتم، أما أنا فلست على علم إطلاقا بما تذكرون”.
وفي نفس السياق، كشف العديد من أولياء التلاميذ الذين التقتهم ”النهار” ـ أمس ـ بالقرب من الإكمالية المذكورة، إلى الانتشار اللافت لظاهرة الإجرام وسط التلاميذ، على خلفية تدني الإجراءات الأمنية بمنطقة حي بوعمامة، التي تتشكل أغلبها من بنايات فوضوية أنجزت من قبل العديد من العائلات التي فرت من ويلات الإرهاب، ببعض ولايات الغرب الجزائري، الأمر الذي صعّب من مهمة المصالح الأمنية في مراقبة مدى تنامي الجريمة واختراقها الرهيب للأوساط التربوية وهو الأمر الذي أكدته جريمة أمس، وجرائم مشابهة وقعت في أوقات سابقة.
والد الضحية صدام قورين لـ”النهار”
”ابني صدام كان مفترضا أن يلتحق اليوم بمركز للتكوين”
زارت ”النهار”ـ أمس ـ بيت عزاء الضحية صدام قورين الواقع بحي بوعمامة شرق مدينة وهران، حيث التقت والد الضحية الذي بدت عليه معالم حزن شديدة، لم تخفها تلك الصلابة التي حاول أن يظهر بها لاستقبال المعزّين. وقال بلسان الصّابر على هاته المأساة التي ألمت بعائلته فجأة: ”ماذا تريدونني أن أقول.. لا راد لقضاء الله”، مضيفا أن ابنه صدام كان من أعز الأبناء إلى قلبه، وأنه جرى إطلاق اسم الرئيس العراقي السابق عليه أياما قبل ولادته.
وأضاف محدثنا يقول:” كان من المفروض أن يلتحق غدا- أي نهار اليوم- بمقاعد الدراسة بأحد مراكز التكوين المهني، بعد أن أنهيت جميع الإجراءات الخاصة بالتسجيل، لكن قضاء الله أراد شيئا آخر”. ونفى والد الضحية في سياق حديثه، وجود أي خصومة بين ابنه والتلميذ القاتل، حيث قال عن الأخير ”لقد رأيته في العديد من المرات رفقة ابني، وأنا بدوري لا أعرف السبب الذي جعله يقتل صدام بهذه الطريقة”. وقد أكد بعض رفقاء الضحية صدام قورين، على الأخلاق الطيبة التي كان يتمتع بها، وسلوكه السوي مع جميع أصدقائه، قبل أن يشيروا إلى ولعه الكبير برياضة كرة القدم، وتعلقه بفريقه المفضل، مولودية وهران.