تفكيك خلية إرهابية خططت لاغتيال ضابط كبير ومشعوذ عشية «الريفيون» في تلمسان
بعد عملية استخباراتية تمت في عدة ولايات بالشرق والوسط والغرب والجنوب
رئيس مصلحة في سوناطراك بعين أمناس و3 إرهابيين تائبين من بين الموقوفين
تمكنت مصالح الأمن العسكري غرب البلاد في من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم «داعش»، حيث أظهرت التحقيقات الموسعة في هذه القضية الشائكة أن أفراد الخلية كانوا بصدد التخطيط لتنفيذ اغتيالات، عشية احتفالات رأس السنة، في حق إطارات في الدولة وأشخاص ذاع صيتهم، مؤخرا، في تلمسان.
جاءت الإطاحة بعناصر هذه الخلية إثر اختراق اتصالات إلكترونية لـ4 شبان ينحدرون من تلمسان وهنين وندرومة، بعدما تأكد التحاقهم رسميا بتنظيم «داعش»، وهم متواجدون في سوريا ويقاتلون هناك ضد النظام السوري.
وسمحت التحريات المعمقة في هذه القضية بالوصول إلى 4 شبان يقطنون بالوسط الحضري لولاية تلمسان كانوا على اتصال بـ«الدواعش» الأربعة في إطار تسهيل الطريق لهم للانضمام إليهم بشكل رسمي، وعرفت عملية تطويق وتفتيش منازل هؤلاء مصادرة جوازات سفر وعملات أجنبية مختلفة وتذاكر سفر إلى تركيا والإمارات العربية وحواسيب وهواتف ذكية، تستعمل في التواصل مع التنظيم المذكور.
وبعد توسيع الأبحاث والتحقيقات، مددت مصالح الأمن المختصة الاختصاص إلى جيجل والعاصمة وحاسي مسعود وعين تموشنت وسيدي بلعباس ووهران، مما كان كفيلا بإحراز نتائج إيجابية ومذهلة بعد هذا العمل المضني، وعليه تم إلقاء القبض على 3 إرهابيين سابقين، كشفت التحقيقات معهم أنهم كانوا مكلفين بالتدريب على القتال في الجبل.
حيث تم القبض على أحدهم، أول أمس، وسط مقهى بأبو تاشفين في تلمسان، كما تم خلال نفس العملية توقيف رئيس مصلحة بسوناطراك إثر تمديد الاختصاص إلى عين أمناس، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول احتمال أن تكون لهذه العناصر مخططات لتنفيذ هجمات واعتداءات إرهابية في مواقع نفطية بالجنوب.
وحسب مصادر «النهار»، فقد تم خلال نفس العملية توقيف تاجر معروف بالعاصمة وآخر بجيجل، إضافة إلى طلبة جامعيين تبين أن مهمتهم هي توسيع نشاط الدعاية لهذا التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستعمال إغراءات مالية وفتح حسابات بنكية في تركيا والإمارات العربية، وهي العملية التي أفضت إلى استرجاع مبلغ مالي مقدر بـ25 مليون سنتيم ومبالغ أخرى بالليرة التركية والدرهم الإماراتي والريال السعودي.
وحسب مصادر «النهار»، فقد توصلت تحقيقات مصالح الأمن إلى العثور على قائمة بأشخاص كانوا بمثابة أهداف للخلية «الداعشية»، حيث تبين أن الإرهابيين خططوا لاغتيالهم تزامنا مع الاحتفالات بأعياد نهاية السنة، وأوضحت مصادرنا أن قائمة المستهدفين شملت ضابطا ساميا في الجيش برتبة مقدم، الى جانب مشعوذ مشهور بتلمسان ومعروف باسم «عبد الرحمن».
وتم خلال العملية، حجز 7 سيوف ساموراي زيادة على كتب جهادية تكفيرية منها كتاب تحت عنوان «محاربة الطاغوت»، فضلا عن مصادرة فيديوهات للتدريب والتمرين على الذبح والتنكيل.
وكانت الخلية المطاح بها متكونة من 17 شخصا كانوا يستعملون تطبيق «التلغرام» في التحادث بينهم، وقد تم تقديم 13 عنصرا منها أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تلمسان وسط تعزيزات أمنية مشددة، فيما لايزال اثنان في حالة فرار، ليتم لاحقا تحويل المتهمين على قاضي التحقيق بذات المحكمة، في انتظار محاكمتهم لاحقا بتهمة الانخراط في تنظيم «داعش» الإرهابي والتخطيط لاغتيالات عشية «الريفيون».